تحقيقات صحفية ومقابلاتخبر عاجلشايفينكم (رصد الحياة)

النجداوي يكشف لـ ” الحياة” أسرار تُنشر لأول مرة عن وصية الرئيس الشهيد صدام حسين

الحياة – حاوره محمد بدوي –
كشف الأمين العام للمؤتمرالشعبي العربي والبعثي المُخضرم المحامي أحمد النجداوي في لقاء خص به “الحياة”عن تفاصيل الوصية الأخيرة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل إعدامه وتفاصيل تُنشر لأول مرة عن تاريخ حزب البعث العربي الإشتراكي.. تاليا نص اللقاء :-
*في الذكرى الواحدة والسبعون لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي حيث يحتفل البعثيون في السابع من نيسان من كل عام بذكرى تأسيس الحزب .. فماذا تقولون عن ذكرى تأسيس الحزب؟
– في السابع من نيسان هي لذكرة انطلاقة وإشهار حزب البعث العربي الإشتراكي عام 1947 فمنذ البداية كان الحزب ومُفكروه المؤسسين يُدركون خطورة المسؤولية الجسيمة التي أخذوها على عاتقهم لإستحداث تنظيم قومي عربي على مستوى الوطن العربي بكامله والمواطن العربي في الخارج . وقد طرح الحزب منذ ذلك الوقت المُبكر المسألة القومية وجعلها أحد مقومات النهوض القومي العربي المعاصر مقرونا بالنضال من اجل مشروع متكامل أساسه تكريس الحريات والديمقراطية والإشتراكية أو الإشتراكية الديمقراطية لذلك نشأ الحزب منذ بدايته على أساس أنه حزب شُكل لكل أبناء العروبة المناضلين من اجل تلك المبادئ سواء كانوا في أقطارهم العربية او خارجها الى أن الحزب تجاوز المسألة القُطرية التي تكرست منذ سايكس بيكو حتى اليوم . وكانت بداية إشهار الحزب مع الحرب الفلسطينية عام 1948 حيث جسد المؤسسون وأعضاء الحزب شعاراتهم في التحريربتطلعهم وعلى رأسهم الأمين العام المؤس المرحوم الاستاذ ميشيل عفلق وصدر أمر آنذاك بتطوع الشباب الحزبيين للجهاد في معركة 48 للتصدي للكيان الصهيوني . وبعد تلك المرحلة التي جرى احباطها عبرالمؤامرات الرسمية العربية والدولية والصهيونية بعد ذلك سعى الحزب الى الإنتشار على مستوى الوطن العربي وكان أول انتشار له في الأردن حيث كان بعض الطلبة الأردنيين بجامعة دمشق قد حملوا تلك المسؤولية وذلك غريب لأن الحزب كان من المطلوب أن ينتشر بداية بلبنان لكن الشباب الأردنيين خريجي جامعة دمشق نقلوا فكر الحزب وكوَنوا خلايا سرية لأن الوضع بالأردن آنذاك كان تحت هيبة الجنرال كلوب والضباط الإنجليزثم ونتيجة لوحدة الضفتين انتشر الحزب بداخل الضفة الغربية أيضا وتكونت له خلايا نشطة بالضفتين وكان على رأس قائمة نشاطاته تحرير الجيش والدولة الأردنية من نفوذ الأجانب والإنجليز على وجه التحديد.
وخلال تلك الفترة أيضا قام بعض الطلاب الأردنيين الدارسين بالعراق بتكوين خلايا للحزب هناك أيام الحكم الملكي وسطوة نوري السعيد وغيره ثم بعد ذلك انتقلت تنظيمات الحزب للبنان وانتشرت بعدها بكافة الأقطار العربية وكانت نشاطاتهم تشمل قطاع الطلاب وصغار الكسبة والموظفين كما انتقلت خلاياه ايضا الى بعض الجيوش العربية كما تطوع الرفقاء الحزبيون للمساهمة مع جبهة التحرير الجزائرية لتحرير الجزائر وفي الجنوب العربي والخليج والجزيرة أيضا وكانت صدمة العالم العربي بمسألة حلف بغداد عاملا كبيرا في إعطاء دفعة قوية كما أن الحزب وكوادره العسكرية بصورة رئيسية قد حقَق كثيرا من المكاسب خاصة كسب العديد من الشباب الذين دخلوا الجيوش مُجندين أو ضباطا وكليات عسكرية.
وكان الإتصال بالمرحوم الرئيس عبد الناصر دور مهم في دعم التحرر القومي وإعطاء حزب البعث العربي الاشتراكي والحركات القومية دفعة قوية كان من نتائجها أن سيطر الفكر القومي على مختلف النشاطات الفكرية والسياسية وحتى العسكرية بالعالم العربي وبعد تحرير الجزائر وتحريرالكثير من أقطار الجنوب والسودان وغيرها أصبح الحزب من أوسع الأفكار والنشاطات السياسية انتشارا حيث ساهم الحزب أثناء تلك المرحلة وكان له دور مباشر وأساسي في تعريب الجيش الأردني عام 56 ذلك أن حركة الضباط الأحرار في الجيش الأردني قد أخذت بعدا واسعا حيث التقوا مع الملك الراحل الملك حسين أهم قضية في تقليص النفوذ البريطاني وتعريب الجيش.
كما ساهم الضباط البعثيين بالجيش السوري بدورمهم الى جانب القيادات الحزبية المدنية في قيام أول وحدة عربية بدءا بتاريخ المنطقة وهي الوحدة التي مع الأسف لم تدُم طويلا نتيجة كثير من الأخطاء التي شابتها سواء من قبل النظام في مصر أومن قبل الضباط والأدوات التي أُنشأت كأدوات للوحدة وهي أخطاء تحتاج لتحليل كبيروكما أسلفت آنفا أن لحزب البعث العربي الإشتراكي كان له دورمهم في تحريرالجزائرحيث تطوع البعثيون بثورة الجزائر وكان للحزب أيضا دورمهم ومباشر في ثورة ليبيا وقد جرى إجهاضها تدريجيا حتى تمحورت حول القذافي وهذه تحتاج لتوضيح كبير فالذي قام بثورة ليبيا لم يكن القذافي بل هم نفر من الضباط البعثيين بإشراف الحزب ولكن الخطأ الذي وقع به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد دفع القذافي للواجهة وأبعد باقي الضباط البعثيين كما ان للحزب دورأساسي ومباشر في ثورة اليمن حيث ان الشباب البعثيين قاموا بالثورة من الضباط وقد جائوا بالسلال رئيسا للنظام لأنه كان الضابط الكبيرالوحيد فجائوا به من مُعتقلة ولكن أيضا ثورة اليمن تلك قد أُجهضت نتيجة السياسات المصرية آنذاك ومن المعلوم أن البعثيين هم الذين قاموا بتلك الثورة وقاموا بفك الحصارعن صنعاء الذي عُرف بحصار السبعين.
وأيضا قام الحزب بثلاث ثورات في العراق ولكن الخلافات مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تساهم بشل تلك الحركات أو الإنحراف بها ما أدى بالبعثيين إلى الثورة الرئيسية عام 1968 التي انتقلت بالعراق لمرحلة مُتقدمة في الإنجازات وهي عديدة والتي لا يُمكن الآن الحديث عنها في سطورقليلة أومناقشتها هذه الإنجازات أذهلت أعداء الأمة وكان العراق أثناء ذلك هو البوابة الشرقية للدفاع عن الوطن العربي للدفاع عن الوطن العربي ونحن نرى اليوم ان الخلل الذي وقع وأدى إلى الغزو البربري الأمريكي هو أيضا ما أدى الى الخلل في الجبهة الشرقية في الوطن العربي وغيرها صحيح ولا يُمكن أن أنكر أن هذه المسيرة الطويلة للحزب قد تخللها بعض الأخطاء أو السلبيات أحيانا لكن الشيئ المؤكد هو أن نضال حزب البعث العربي الإشتراكي قد انتقل للمجتمعات العربية والى فكرالشباب العربي إلى مستويات لا يمكن التجاوزعنها لكن الإحتلال الامريكي الصهيوني للمنطقة بالتنسيق مع أنظمة رسمية عربية كان له بعض السلبيات وما حصل من اختلالات في الوضع للحزب لكن الحزب الآن أخذ يستعيد أو يُحاول أن يستعيد مواقعه في أذهان الجماهير وهو أيضا بصدد إعادة صياغة خطابه في الأقطار العربية وفي الأردن بالذات حيث وصلنا هنا بعد جهد على شرعية التنظيم ولكن لايُمكن أن نغفل أن الوضع في العراق وفي سوريا قد انعكست آثاره بالأوضاع سلبا على الحزب بالأردن والحزب يعمل بكل جهد كبير رغم قساوة الظروف على استعادة موقعه ودوره في قيادة العالم العربي هنالك تنظيمات لمؤتمرات جماهيرية وشعبية للحزب بعضها اكتسب الشرعية وهنالك أيضا تنظيمات للحزب بأقطارعربية وأوروبية غربية وهي الآن تعمل للنهوض بمسؤولياتها تجاه مختلف القضايا العربية بكافة الأقطار والحزب يعمل ويُناضل لإنجاح هذه التجارب وتجاوز السلبيات السابقة.
*طالما أننا نتحدث عن ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي إذا لا بُد أن نتحدث هنا عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .. فماذا تقولون عنه؟
– لا شك أن مرحلة تسلُم المرحوم الشهيد صدام حسين للقيادة في حزب البعث العربي الإشتراكي كانت مرحلة من أهم المراحل التي عمل بها الحزب وذلك بعد مرحلة الوحدة ومرحلة تعريب الجيش الأردني وغيرها من محطات رئيسية مباشرة في نضال الحزب لا يمكن لأحد أن يُنكرهاحيث أن إنجازات العراق أبان حكم الثورة تحت قيادة الرئيس الشهيدين أحمد حسن البكر والشهيد صدام حسين كانت مراحل زاهرة رفعت العنفوان الوحدوي والقومي الأمر الذي أذهل الدوائرالغربية والصهيونية حيث جنَدوا كل القوى حتى تلك التي لا تتفق معهم طويلا لإحباط ذلك النهوض البعثي القومي.
وقد تواطئت امريكا والصهيونية مع أنظمة عربية ونظام خميني الفارسي الصفوي ومع الكثير من العملاء والخونة وأنصار الطائفية لإجهاض النهوض والإزدهار والمد القومي في العراق حيث لا يسنى التاريخ أبدا حينما وقف الرئيس الشهيد الراحل صدام حسين على منصة الشهادة وقال وصيته الأخيرة أن احذروا الصهاينة والفرس وهذه وصية تاريخيةثابتة من رجل شُجاع قاد كفاح الأمة من مشرقها الى مغربها الأمر الذي جرًعليه كافة المؤامرات التي باتت معلومة لكل مواطن عربي الرئيس الشهيد مثل مثل كافة الرجال التاريخيين الذين أحيوا أمتهم وانضم بذلك إلى مستوى القادة العالميين أمثال جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو وغاندي وفيدل كاسترو وهؤلاء يظهرون بالتاريخ بمراحل معينة لكنهم يكونون هدفا باستمرار للتآمر العالمي الإمبريالي الصهيوني.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى