تحقيقات صحفية ومقابلات

د.الرفاعي لـ”الحياة” المطلوب من الإعلام كسلطة رابعة أن يقوم في غربلة الواقع ثقافيا وهو ما لم يتم

إتهام المُبدعين الحقيقيين بالمسؤولية هو في أحد جوانه ظُلم ومحاولة لتهرُب من المسؤولية

* الواقع الشعري والثقافي عموما في المنطقة العربية وليس في الأردن فقط وصل إلى حافة من الإحتقان
* لدينا مُبدعين مُتمكنين قادرين على تقديم ما هو مختلف
* برغم المُعوقات والسلبيات التي ذكرتها فأنا إنسانة متفائلة بطبعي
* لو استلم وزارة الثقافة ومسؤولية الدوائر المعنيين بتطوير الواقع الثقافي لكان الحال على غير ما هو
الحياة – حاورها محمد بدوي
شاعرة وأديبة ومُثقفة .. تقف كثيرا أمام إبداعها وثقافتها وشعرها .. حديثها شيق وجريئ لا تعرف أنصاف الحلول أبدا .. فالكلمة بالنسبة لها نبراس وعنوان وعنوان تاريخ وحضارة .. هي الشاعرة والناقدة الدكتورة ربيحة الرفاعي حيث كان لـ”الحياة” لقاء خاصا وحصريا معها حول شجون وقضايا تعنى بالشأن الثقافي والشعر والمسرح في الأردن والوطن العربي وتاليا نص اللقاء :-
*كيف تنظرين إلى الحالة الشعرية والثقافية والأدبية في الأردن؟
– الواقع الشعري والأدبي والثقافي عموما في المنطقة العربية بأسرها وليس في الأردن فقط وصل إلى حافة من الإحتقان لعوامل عدة قد تكون مواقع التواصل الإجتماعي على رأسها الفيسبوك ناهيك عن التقصير الإعلامي وتورط المنابرالرسمية بتقديم أنصاف الشعراء والأدباء لأسباب مُتعلقة بالشللية والمصلحية إضافة إلى مسؤولية وسائل التواصل الإجتماعي محصورة بجانب واحد هو توفر منبر عام مُتاح لكل من اطلق على نفسه لقب شاعر ووفرة المُصغين “المُسحجين” من أصدقاء ومعارفع وعشاق جمله إن كان أُنثى .. ملأ المشهد الثقافي بالغث.
*هل للشعراء الكبار او الشعراء الحقيقيين خاصة من ناحية غيابهم عن المشهد الثقافي والحركة الشعرية في تدهور هذه الحالة أم ماذا؟
– لنقُل أن اتهام المُبدعين الحقيقيين بالمسؤولية هو في أحد جوانه ظُلم ومحاولة لتهرُب من المسؤولية وأشير بأصابع الإتهام للإعلام بالدرجة الأولى لأن المطلوب منه كسلطة رابعة أن يقوم بحرفية في غربلة الواقع عموما ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وهو ما لم يتم في الحقيقة.
*في ظل كل هذه المُعطيات وكل ما تحدثت به .. كيف تنظرين الى مُستقبل الحالة الثقافية والشعرية والأدبية في البلاد؟
– برغم المُعوقات والسلبيات التي ذكرتها فأنا إنسانة متفائلة بطبعي ومؤمنة أن الصحيح فقط هو ما يصح في النهاية .. “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ” صدق الله العظيم .. وعليه فأنا على يقين أن هذا الواقع الضبابي القاتم سيتغيَر إلى ما هو صحيح بجهود الصادقين في كل المواقع قلوا أم كثروا وهم موجودون على أية حال.
*بصراحة..هل سنصل إلى تلك اللحظة التي سنرى وسنسمع بها بوصول شاعر أو مُثقف أردني إلى العالمية؟
– بالقطع نعم .. لدينا مُبدعين متألقين مُتمكنين قادرين على تقديم ما هو مختلف دائما ورغم تقصير الترويج يحقهم فلا شك أن منهم من سيقدم يوما ما يفرض على الدنيا أن تستمع اليه.
*هناك سؤال أصر على توجيهه الى فنان أو مُقف أو شاعر أو أديب ألا وهو هل الثقافة أو الفن أو الشعر يُطعم خبزا في بلدي؟
– للأسف لا يطعم خبزا.
*لماذا؟
– قد يكون المسؤول عن هذا غياب التلقي الصادق الباحث عن الإبداع والساعي إليه بما يخلق حركة فنية مسرحية أدبية.حركة شراء كتب.حركة مثالية للسينما وغيره. وهو ما يمكن أن يؤدي لعوائد مالية للإبداع ومن جانب آخر فإن من مسؤولية الدولة الإهتمام بهذه الحيثية ومراعاة تروي واقع التلقي والذي ينعكس على الحراك الإبداعي ويجدوا المُبدعين فترفدهم أعني المُبدعين ببدائل تضمن لهم عيشا كريما في ظل هذا الواقع.
*ما هو دور وزارة الثقافة في دعم الحالة الثقافية والأدبية والشعرية في بلدي؟
– بكل أسف ورغم ما يكتنف السؤال من مؤشر توريطي أو محاولة توريطي بالقصف باتجاه الوزارة فأنا أجدني أمام ضرورة الصدق مُلزمة بالقول أن وزارة الثقافة لا تقوم في الحقيقة بشيئ مما يتوجب عليها القيام به لدعم الحالة الثقافية في الوطن لا على المستوى الفني ولا على المستوى الأدبي ولا حتى على مستوى تطوير الوعي الجمعي للمجتمع.
*كيف تُعرفين على نفسك؟
– أنا شاعرة أردنية طلقت الحلم منذ اكتشفتُ أنه لا يؤدي لغير مزيد من الخيبات.
*بصراحة .. هل هناك من يسعى لإقصاء المُثقفين أو المُبدعين في بلدي؟
– بصراحة .. لدينا سوء فهم لحرية التعبير واطنان من القيود غير المُعلنة والتي لا تظهر الا على محكات ظهور حدث الإبداعي الذي يكتنفها هذا يعني شإنا أم أبينا معوقات وأدوات لإقصاء المُبدع الحقيقي وتكبيله تتكشف حين يظهر إبداعه.
*هل لدينا مسرح؟
– بكل أسف لا.
*لماذا؟
– المسرح هو الشهادة الحقيقية لحضارة الشعوب والواقع أن الوصول لحالة مسرحية حيث تتضمن نشاط فاعل في الأعمال المسرحية المطروحة والجمهورالمسرحي المُقبل عليها يتطلب توليفة معطيات غير مُتحققة لدينا سواء على المستى الإقتصادي أو النصي وأعود هنا إلى وزارة الثقافة من ناحية الدعم الرسمي المُقدم للطواقم الفنية المُتخصصة بالعمل المسرحي.
*هل تم تكريم الشاعرة والناقدة الدكتورة ربيحة الرفاعي؟
– أقول .. لا كرامة لنبي في وطنه.
*لوكان لديك رسالة لمن يهمه الأمرخاصة في الشأن الثقافي والأدبي والإبداعي ..ماذا تقولين له في رسالتك؟
– لو استلم وزارة الثقافة ومسؤولية الدوائر المتعددة المعنيين الحقيقيين بتطوير الواقع الثقافي لكان الحال على غير ما هو.
*هل لديك مجموعة من الإصدارات أو دواوين شعرية؟
– لدي مجموعة إصدارات مشتركة صادرة عن الإتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي”الجيوسيل”حيث اشغل أيضا نائب الرئيس لهذا الإتحاد ولدي كتاب مشترك “ابجرامات” مع الكاتبة الفلسطينية كاملة بدارنة. ولدي ديوان شعر بعنوان وجع الغياب ولدي كاتب نقدي في القصة الشاعرة جنس أدبي عربي.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock