مدونة الأردن

الشهيد فراس العجلوني .. استشهد في قاعدة المفرق

استشهد في قاعدة المفرق الجوية النشمي .. الشهيد فراس العجلوني الطيار الأردني الهُمام

الحياة – خاص – فراس العجلوني (1936-1967)، هو طيار أردني برتبة رائد استشهد في قاعدة المفرق الجوية (قاعدة الملك حسين) في حرب حزيران.

أُنشئ سلاح الجو الملكي عام 1948م وكان يضم طائرات خفيفة، وبدأ سلاح الجو الملكي بالتّطور ومواكبة جميع الأمور الّتي تخص سلاح الجو حتّى استطاع أن يضم طائرات ف-16 بالإضافة إلى الرّادارات ثلاثيّة الابعاد، وتعتمد القوات الجويّة على كوادر محليّة وطنيّة مؤهلة في مختلف التّخصصات، كما تهتم القوات الجويّة بتأهيل وتدريب الطيارين ومختلف الكوادر على أعلى المستويات.

ولذا تم إنشاء مدارس وكليّات في مختلف التّخصصات الإداريّة والفنيّة بالإضافة إلى كوادر سلاح الجو الملكي، ولأهميّة العمليّات والتّمارين المشتركة فإنّ القوات الجويّة تقوم بالتّنسيق مع أسلحة الجو في الدول المجاورة لإجراء تمارين ولتبادل الخبرات فيما بينهم. حب الوطن والاخلاص فراس العجلوني بطل أردني دافع عن وطنه واستشهد في سبيله، فكان مثالاً للشّجاعة والعز، وفراس هو ابن محمد علي العجلوني أحد المناضلين في الثّورة العربيّة الكبرى حيث شارك فيها بعد أن تخلّى عن رتبه العسكريّة في الجيش التّركي، وأخوه هو العميد مازن العجلوني الوزير الأسبق الّذي كان ضابطاً في الجيش العربي الأردني، فكان فراس وأخوه نذراً حرّاً عسكريّاً نذره محمد العجلوني، فحقق فراس نذر والده بأن أصبح شهيد الأردن الخالد، حيث برهن على أنّ حب الوطن والإخلاص والتّضحية من أجله صفات تورث من الآباء إلى الأبناء.

حياته المبكرة ولد فراس العجلوني في محافظة عجلون في عنجرة عام 1936م وقد نشأ في أسرة لها بطولات عسكريّة وتعمل في خدمة الوطن وتثور ضد الاستعمار وأعداء الأمة، فوالده هو اللواء محمد العجلوني وله أربعة إخوة وهم، زهير وعصام ويزن بالإضافة إلى الوزير مازن العجلوني،[٣] وانضم فراس العجلوني إلى سلاح الجو الملكي عام 1954م حتّى يصبح طيّاراً مقاتلاً، حيث تلقى أولى تدريباته العسكرية في الأردن ثم انتقل إلى بريطانيا للمشاركة في الدورات التّدريبيّة فيها، واستطاع العجلوني التّرقي برتبته حتّى أصبح قائداً لسرب طائرات الهوكر هنتر في قاعدة الملك الحسين (قاعدة المفرق الجويّة) وكما أسلفنا فلقد ولد الرائد طيار في عنجرة، عجلون في إمارة شرق الأردن عام 1936. بعد أن انهى دراسته الثانوية التحق بسلاح الجو الملكي الأردني ليكون طيارا مقاتلا عام 1954. تلقى تدريباته العسكرية الأولية في الأردن ثم أرسل إلى بريطانيا في عدة دورات. ترقى في مناصبه حتى أصبح برتبة رائد وأصبح قائد سرب.

أستشهد الرائد طيار قائد سرب طائرات الهوكر هنتر في قاعدة المفرق الجوية (قاعدة الملك حسين) في حرب حزيران. استشهاده تمكن الأردنيون الباقون من الانتقال إلى القاعدة الجوية الرابضة على الحدود الأردنية العراقية. وفور وصولهم، وفرت لهم القوات الجوية العراقية عددا كافيا من طائرات الهوكر هنتر.

بعد ظهر يوم 5 يونيو، قامت ثلاث قاذفات قنابل إسرائيلية من طراز فوتور بمهاجمة القاعدة الجوية العراقية هاء 3. أقرب القواعد الجوية العراقية لإسرائيل وملجأ للطائرات الأردنية التي هربت من التدمير واسع النطاق الذي أحاق بسلاح الجو الأردني في صبيحة ذلك اليوم.

بالرغم من اعتراض جوي من طائرتين عراقيتين من طراز ميغ-21، فقد تمكنت الطائرات الإسرائيلية من تدمير ست طائرات ميغ-21. اشتباك جوي ثلاث هوكر هنتر وطائرة نقل. وفي 6 يونيو، عادت أربع طائرات إسرائيلية من طراز فوتور، مصحوبة بطائرتي ميراج إلى القاعدة العراقية هاء 3 بعد ورود أنباء عن وصول المزيد من الطائرات ميغ-21 إلى القاعدة.

وفي اشتباك جوي أسقطت الطائرات الإسرائيلية طائرة ميغ وطائرتي هنتر، احداهما بطائرة فوتور، كما قامت الطائرات الإسرائيلية بتدمير خمس طائرات عراقية أخرى على الأرض. الغارة الثالثة كانت في يوم 7 يونيو بعد تصعيد العراق لهجماته الجوية ضد إسرائيل. اتجهت أربع قاذفات قنابل فوتور وأربع مقاتلات ميراج إلى القاعدة هاء 3 واشتبكت مع الطيران العراقي ليتكبد سلاح الجو الإسرائيلي أكبر خسائره فداحة في حرب 1967، فقد أسقطت المقاتلات العراقية ثلاث طائرات مقاتلة إسرائيلية، هم طائرتي فوتور وطائرة ميراج.

خسر الطيران العراقي في المعركة الجوية طائرة ميغ-21 وطائرتي هوكر هنتر.

وقد تمكن طياران إسرائيليان من القفز بالمظلات ليتم تبادلهم لاحقاً مقابل 428 أسير أردني.

مهام الشهيد مهامُّ فراس العجلوني العسكريّة في عام 1966م كانت أول معركة جويّة يشارك فيها فراس العجلوني وهي معركة الخليل الجويّة وبطائرات هوكر هنتر استطاع العجلوني أن يُسقط هو وزملائه عدداً من طّائرات العدو من نوع ميراج، وبعد هذه المعركة حصل فراس العجلوني هو وزميله بدر الدين ظاظا على أعلى وسام وهو وسام الإقدام العسكري، وقد قلّده بهذا الوسام المغفور له الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه، وفي معركة جويّة حدثت فوق قرية السّموع في الخليل فقد العجلوني أعز أصدقائه الشّهيد الطيار موفق السّلطي ولم يكن فراس مشاركاً في هذه المعركة وقد أقسم على الانتقام لصديقه الشّهيد موفق السّلطي. شهادة المشير ومن ما تحتفظ فيه ذاكرة رفاق السلاح وذوي الشهيد البطل العجلوني انه وخلال زيارة المشير عبدالحكيم عامر للأردن العام 1964 حيث قدم له فراس وأمام المغفور له جلالة الملك الحسين عرضا جويا مميزاً، لم يصدق المشير عامر بأن هذا الطيار عربي لبراعته في الطيران حتى تحقق من ذلك بنفسه، وشاهد فراس وهو ينزل من طائرته، إذْ قال له المشير عامر: يا ريت كل طيارين العرب بمستواك القتالي البارع .

اسد فوق حيفا وقد قالت الاديبة الفلسطينية روضة الفرخ الهدهد في مقدمة كتابها أسد فوق حيفا : لان فراس كان ضمير جيل بأكمله.. لان فراس جمع بين المبدأ والتطبيق.. آمن بالقضية الفلسطينية واستشهد لأجلها.. لأن فراس كان اول من ضرب بالعمق الاسرائيلي .. في معركة خسر فيها العرب طائراتهم واجهزتهم الهجومية والدفاعية وهي على الارض لم تتحرك بعد لان الهزيمة لا تعني اغفال البطولات .. بهذه الكلمات افتتح كتاب اسد فوق حيفا واسد حيفا ما هو الا الطيار الاردني فراس العجلوني الذي كان جندياً من جنود الله فوق الارض و بطائرته الهوكر هنتر خاض اولى معاركه مع سلاح الجو الصهيوني العام 1966 إذْ استطاع برفقة زملائه اسقاط العديد من مقاتلات العدو الميراج الفرنسية الصنع والتي تفوق ما يحارب به اضعافاً مضاعفة.

حديث الشهادة ولانه يعشق فلسطين ويعشق ترابها فقد امر سربه بالتجهز لعملية اخرى فور التزود بالذخيرة والوقود لاكمال المهمة وتدمير المزيد من قواعد العدو.

بالفعل تهيأ السرب للمغادرة والاقلاع مرة اخرى لكن طائرات العدو كانت علمت بالهجوم على قواعدها وقررت المباغتة هذه المرة، فتوجهت على الفور الى قاعدة الحسين العسكرية بالمفرق وفي اللحظة التي كان القائد يهم بالاقلاع بطائرته دوت صفارات الانذار. في ارجاء المكان ليذهب الطيارون الى ملاجئ المطار ولكن لانه القائد فقد قرر المواجهة وعبثا حاول الاقلاع بطائرته للتصدي لطائرات العدو المتطورة فغافلته قذائفهم وهو يوشك على الاقلاع فحلّق شهيدا فوق ثرى الأردن قاتل واستشهد مجاهدا لأجل فلسطين. في ذكراه سمي شارع في إربد باسمه، سمي ميدان باسمه في عمان، وسميت مدرسة باسمه في عمان، كما صدر كتاب للصغار عنه في عمان بعنوان أسد فوق حيفا، كتبته الكاتبة الفلسطينية روضة فهيم محمد الفرخ، أصدرته دار كندة،1986.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock