بقلم : – ضيغم خريسات : في علم الديمقراطية وعلم الجغرافيا لا يُنكر أحدا أن الأردن بلد محدود بسكانه وجغرافيّته لكن الأهم من كلّ ذلك أن الأردن بلد كبير بقيادته الهاشمية ودوره ورسالته التي يشهد لها القاصي والداني , فالأردن بهذه الميّزات والقُدرات أصبح دولة ذات مكانة إستراتيجية على مستوى الإقليم وصراعاته وما يدور فيه من تحالفات فلا مرور لأيّ مبادرة دون دور أردني قويّ ومؤثر إذا ما إقتنع أن هذه المبادرة لا تخالف مصالحه الوطنية العليا وخصوصا فيما يتعلق بالقضية المركزية الأولى قضية فلسطين وعلى رأسها القدس التي تشكل مصلحة وطنية أردنية بإمتياز لها أبعادها وإنعكاساتها على أمن الأردن الوطني هذا بالإضافة الى القدس والمقدسات وعلاقتهما بشرعية القيادة الهاشمية الدينية.
لقد أبدع جلالة الملك وهذا لم يكن جديدا عليه بل أنه نهج من الهاشميين الدينية والاخلاقية تجاه القضية الاولى للمسلمين وما شهده المشهد السياسي في الآونة الأخيرة على كل الأصعدة الشعبية والرسمية من دعم وإلتفاف ومواقف حول قيادته الأمر الذي أثبت للدنيا أن في الأردن ملكا وحكومة وشعبا يقفون في خندق واحد خلف القيادة الهاشمية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وقدّمت تنازلات كثيرة كما شهد العالم على الغاء زيارة جلالة الملك الى رومانيا رغم أهمية هذه الزيارة من أثر على المصالح والاتفاقيات التي تصبّ في مصلحة الأردن , ففي مقاييس تصنيف الدول حقّاً أن الدور والرسالة للدولة أهم من عدد السكان والمساحة الجغرافية ومحدودية الموارد كما هو الشأن الأردني.