محليات

الندوة الإقليمية السابعة عشر“ : الأمن الفكري… ثوابت ومرتكزات”

الحياة نيوز- عبدالحميد الهمشري – أقيمت صباح أمس السبت 15/9/2018 في فندق حرير بالاس بالعاصمة الأردنية – عمان / فعاليات الندوة الإقليمية السابعة عشر والتي تحمل عنوان “ : الأمن الفكري… ثوابت ومرتكزات ”، في سبيل مواجهة فكر عاتٍ كان وراء تقهقر الأمة ، ولمعالجة كاملة لقضايا الأمة الفكري الحامي لها من الضياع، ببنان مختصين من دول شتى، الجزائر، كردستان-العراق، الأردن واليمن، لتكريس صفحات يأمن الناس بها، وتأمن أفكارهم طلباً للنجاة. حيث قدم فيها باحثون ورقات بحثية خمس هي على النحو الآتي : الورقة البحثية الأولى قدمها سعادة الدكتور عبدالله ويسي/ كردستان” رئيس اتحاد علماء الدين في كردستان” حول ( الأمن الفكري وعلاقته بالخطاب الدين). فيما الورقة البحثية الثانية قدمها سعادة الدكتور يوسف مسلّم / الأردن (طبيب في علم النفس) حول (مجالات الأمن الفكري).. أما الورقة البحثية الثالثة فقدمها سعادة الأستاذ عمر الشلح/ اليمن – باحث في الشؤون السياسية – حول (ضوابط الأمن الفكري ومرتكزاته وآثاره). بينما الورقة البحثية الرابعة قدمها سعادة الدكتور سمير مراد/ الأردن -“ مؤسس ورئيس مركز الإمام الشافعي ”- حول (حماية الأمن الفكري). وأخيراً الورقة البحثية الخامسة قدمها سعادة الشيخ محمد حمّه نيابة عن سعادة الدكتور محند أوادير مفتش مركزي، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مستشار معالي الوزير/ الجزائر وأدار مدير الجلسات الأستاذ ضرغام جرادات مجريات الأمور فيها بتميز ، وقد كان هناك مداخلات واستفسارات وعصف ذهني على كل ورقة من الورقات الخمس . وفي ختام الندوة تمت تلاوة البيان الختامي والتوصيات وهي على النحو التالي : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن استقامة الحياة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق. وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذلاً نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء. ولا شك أن من أولى ما صُرِفت منه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به. إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها. كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها. وانطلاقًا من هذا المبدأ أقام مركز الإمام (أبو عبد الله) الشافعي العِلمي ندوته الإقليمية السابعة عشر في يوم السبت بتاريخ 5/1/1440 الموافق 15/9/2018، وكانت بعنوان: الأمن الفكري … ثوابت ومرتكزات” قدم فيها باحثون متخصصون ورقاتهم البحثية وكانت كالآتي: الورقة الأولى: “الأمن الفكري وعلاقته بالخطاب الديني” لسعادة الدكتور عبد الله ويسي/كردستان-العراق. الورقة الثانية: “تعزيز وسائل الأمن الفكري” لسعادة الدكتور محند أوادير/الجزائر. الورقة الثالثة: “ضوابط الأمن الفكري ومرتكزاته وآثاره” لسعادة الأستاذ عمر الشلح/اليمن. الورقة الرابعة: “حماية الأمن الفكري” لسعادة الدكتور سمير مراد/الأردن. الورقة الخامسة: “مجالات الأمن الفكري” لسعادة الدكتور يوسف مسلم/الأردن. ثم خلص الباحثون إلى التوصيات التالية: 1. تصحيح المفاهيم لدى المسلمين والدعوة إلى مبادئ ديننا السمحة، وقيمه الأصيلة النافعة، بطريقة علمية وفنية، لتكون هذه القيم منهاج حياة كل مسلم في بيته وعمله. 2. مهمة الإعلام تتجاوز التثقيف والتوعية وفتح القنوات المعرفية أمام أجيال المسلمين، إلى التحفيز ووضع الخطط المناسبة في التصدي للغزو الفكري والثقافي والأخلاقي. 3. نوصي القائمين على أمر الأمة: بالأخذ بما يقوله العلماء والأكاديميون، لأن تحذيراتهم لم تأت من فراغ ولا بَطر، وإنما من لوعة وألم وخوف على الأمة لكثرة أعدائها واتساع رقعة تأثير الأدوات الإعلامية الدخيلة، كونهم واسطة بين المجتمع وسدة الحكم. 4. الدعوة لمشاركة كل أفراد المجتمع وهيئاته ومؤسساته في مكافحة الغزو الفكري عموماً والإلحادي خصوصاً والإرهاب المعلوماتي، وزيادة حجم الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، فذلك تقتضيه طبيعة المرحلة، وتفرضه متطلبات التنمية المستدامة. 5. التأسيس رسميًا لمرجعيات علمية شرعية فكرية موثوقة، والاستفادة من أهل العلم والخبرة وذوي الاختصاص كسياج أمني للأمة من الاستهداف والاختراق. 6. إن لمحاضن الأمن الفكري تواصلاً مع كل فئات المجتمع، لذا فهي مطالبة للعمل على تحقيقه، وأن تحمل وزارات التربية و التعليم على عاتقها وضع مناهج تربوية شاملة لبيان أهمية الأمن الفكري. 7. العمل الجاد من قبل المؤسسات الدينية على بيان أهمية الأمن والتربية الفكرية و بيان ضرورتها، و حاجة المجتمع إلى حمايتها. 8. فتح المجال أمام الدراسين من قبل العلماء والباحثين في مجال الشريعة الإسلامية في الكتابة حول الأمن الفكري للإلمام بجميع جوانبه، والعمل على وضع المزيد من الضوابط الشرعية التي تعمل على إرساء معالمه ووضوح بنيانه. 9. يجب على أصحاب الخطاب الديني التحرك في الأرض للعمل على تحقيق الأمن الفكري، ووضع قواعد منهجية لتحقيقه، وتكون نقطة إنطلاقهم من المساجد ، و يجب أن يتصدروا لكل قضية حديثة لإظهار الحكم الشرعي فيها. 10. المحافظة على مجامع البحوث الفقهية عن السيطرة من غير أهل العلم والاختصاص. 11. يمكن عمل برنامج تربوي في جميع المؤسسات الحُكومية، حيث يتم من خلاله زرع القيم الأخلاقية بين الأفراد. 12. الحد من هيمنة أصحاب العلوم التجريبية لشططها وخروجها عن حد العلم الشرعي. 13. شكّل القتال وإراقة الدم ثابتاً من ثوابت الفكر الخارجي، لأنهم رأوا خروجهم على من يَرونهم ولاة الجور جهاداً واجباً، مما أدى بهم إلى ممارسة خروقات في الأمن الفكري وغيره. 14. محاصرة مشروع دعاة الفوضى الفكرية بقوانين دستورية. 15. بذر الرؤية الصحيحة من خلال تكوين عقلية سليمة، تعتبر الموروث التاريخي مؤسِساً للحضارة المستقبلية. 16. تكفل مؤسسات صناعة الوعي كالمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، ومراكز البحث ونحوها، بوقاية المواطنين والمواطنات ـ وخصوصا الأطفال والشباب ـ من خطط الاستيلاء الثقافي والغز والفكري، وذلك بترسيخ ثقافة المجتمع الأصيلة، والتحذير من التأثر بالأفكار الدخيلة السلبية. 17. ترسيخ القيم الراقية لديننا الإسلامي الحنيف، مع الحرص على أن تكون أخلاقا عملية يظهر أثرها في سلوك الأفراد، وهذا يقتضي التعاون بين مختلف مؤسسات المجتمع، بحيث يتكامل دور المسجد والمدرسة والمؤسسات الإعلامية، ولا ينبغي أن تكون جهودها متضادة أو متنافرة. 18. إنشاء منظومة قانونية تضمن تشجيع أسباب الأمن الفكري من جهة، وتمنع من الأفعال والتصرفات التي تخل به، وتوفير كل المؤيدات القانونية التي تضمن ذلك. 19. تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على الاندماج في البرامج الوطنية التي تسعى إلى تحقيق الأمن الفكري وتعزيزه، والعمل على الارتقاء بأدائها إلى مستوى التخصص والجودة، حتى يكون عملها فعالا ومفيدا.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock