“رقصة الحرية” قصة فنية تاريخية في طياتها رسائل التحدي والصمود .. فيديو

الحياة نيوز – تنوعت أشكال الدعم والمقاومة في الحرب على غزة منذ الـ7 من اكتوبر حتى وصلت إلى الرقص، عبر لحظات التواصل الثقافي التي جمعت بين فن الرقص والتعبير عن القضية الفلسطينية، فانتشرت “رقصة الحرية” أو “رقصة الفجر” على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير مصحوبة بأغاني تدعم القضية الفلسطينية ومن أبرزها الأغنية السويدية “Leve Palestina” التي منعت من العرض خلال السنوات الـ50 الماضية.
أدى كثيرون الرقصة خلال الاحتجاجات المناصرة لفلسطين في مختلف بلدان العالم، وانتشرت مقاطع الفيديو لأشخاص أدوا “رقصة الحرية” منهم أحد الشباب الفلسطينيين خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل قرابة 5 سنوات، بالإضافة إلى نجم كرة القدم الجزائري يوسف بلايلي رافعاً علم فلسطين على ظهره ومؤدياً الرقصة بعد إحرازه الهدف الثالث، وغيرهم الذين بدأوا نشر محاولات رقصها في الاحتجاجات.
ليست مجرد رقصة بحركات جسدية، لكنها تحمل في طياتها رمزية عميقة تجسد إرادة الشعوب المظلومة التي تقاوم أشكال العنف الفظيعة التي تمارس ضدهم، ولتعبرعن الانتفاضة بطريقة فنية قصصية تاريخية تحمل رسائل التحدي والصمود في طياتها.
الهنود الحمر و “رقصة الحرية”
الهنود الحمر، أو ما يعرف أيضاً بالسكان الأصليين لأمريكا الشمالية، هم مجموعة متنوعة من القبائل الأصلية التي استوطنت المنطقة قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، يخضعون لقوانين وتقاليد ثقافية فريدة، وكانوا يتعايشون بسلام مع الطبيعة، كما كانوا يعتمدون على الصيد والزراعة.
يعود أصل هذه الرقصة إلى الهنود الحمر، إذ اعتبروا الرقص من عباداتهم، حيث يعرف عن الهنود الحمر تفاعلهم مع الطبيعة عن طريق الرقص؛ وذلك حباً في الأرض الذي شكل في معتقداتهم الحرية والتجديد.
لكن مع وصول المستوطنين الأوروبيين في القرن السادس عشر، بدأت فترة مظلمة في تاريخ الهنود الحمر، شهدوا موجة من عمليات الاستعمار والاستيلاء على الأراضي، فيما تعرضوا لأعمال عنف واسعة النطاق.
واستخدم الهنود رقصة الحرية منذ القدم وقت الحروب والمعارك وبدايات عمليات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد الأوروبيين، حيث كان يستخدمها العديد من القبائل في لدعم المحاربين وللتعبير عن الرغبة في الانتقام من العدو، بالإضافة إلى أنها تضفي الإحساس بالنصر وترفع من الروح المعنوية للجنود والمحاربين آنذاك.
الرابط بين غزة والهنود الحمر
في سياق متصل يظهر ذات النهج الوحشي الذي استخدم على الهنود الحمر آنذاك، يُمارس منذ 43 يوماً على أهل قطاع غزة، من تهجير قسري إلى إبادة جماعية وحتى لتطهير عرقيّ، واستخدام الأسلحة المحظورة دولياً مثل الفسفور الأبيض ضد الأبرياء، مما يجسّد تكراراً مأساوياً لتاريخ الظلم والقهر.
وكانت رقصة الحرية أو رقصة الفجر مثلما عبرت عن المقاومة بلغة ملموسة في عصر الهنود الحمر قد مثلت اليوم التضامن الفلسطيني من خلال إحيائهم الرقصة من جديد، لتبث صورة النصر والصمود في نفوس الفلسطينين ولتدبّ صورايخ الرعب والخوف إلى جوف الكيان الاسرائيلي عبر الرسائل ذات الرمزية الثقافية والتاريخية لهذه الرقصة.