آراء وكتابالرئيسيةتحقيقات صحفية ومقابلات

عاجل / حرب الابادة في غزة وانشاء قاعدة عسكرية أمريكية رسمية في المنطقة

الحياة نيوز ـ خاص – تحليل : ميساء غيث

“غزة” هذه الارض المحاصرة منذ 20 عاما وسكانها الذين يبلغ عددهم حسب اخر الاحصاءات 2.23 مليون نسمة يعيشون في سجن كبير تبلغ مساحته 360 كيلو متر مربع هذه المساحة التي اختارتها “اسرائيل” والدول التي اوجدت “اسرائيل” في المنطقة لحماية مصالحها منذ العام 1907 ، والان تم اختيار “غزة” لانها الانسب حسب وجهة نظرهم لتقسيمها الى مربعات لرقعة شطرنج يتم اللعب على ارضها دون النظر لمن يسكن هذه المربعات لانهم لا يعتبرون اهلها من البشر، بحيث يتم في نهاية اللعبة ابادة سكان هذه المنطقة وتهجير المتبقي والمنهك منهم الى رقعة محددة لتكون سجنهم الجديد، ويتم في غزة الجديدة بعد انتهاء الحرب بناء قاعدة عسكرية امريكية رسمية في المنطقة.

ما نراه في الاعلام منذ السابع من اكتوبر الماضي ما هو للاسف الا مخطط استيطاني جديد لاحتلال المربعات المختارة من قبلهم في غزة .. انا هنا سأتحدث بموضوعية وليس القصد التقليل من جهود المقاومة الفلسطينية في غزة ، فنحن من ننعم بالامن والامان ولدينا الماء والكهرباء لا يحق لنا الجلوس خلف المكاتب والتنظير عليهم .. ولكن انا اكتب هذا التحليل اليوم وكلي امل ان لا تنتهي هذه اللعبة الصهيونية كما تم التخطيط لها.

نحن امة مسلمة ويجب ان يكون مرجعنا القرآن والسنة النبوية، وان تكون قيادتنا للامور كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال ” يا ايها الناس ، لا تمنّوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فاذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف”، وهنا نهى صلى الله عليه وسلم تمنّي لقاء العدو لما فيه من صورة الاعجاب بالنفس والاتكال عليها والوثوق باسباب القوة ، ولانه يتضمن قلة الاهتمام بالعدو واحتقاره ، وهذا يخالف الاحتياط والحزم، وهنا وجب التنويه الى ان تمنّي لقاء العدو يختلف تماما عن تمنّي الشهادة، وما حدث في السابع من اكتوبر من وجهة نظري مخالف لحديث الرسول فدخول حماس الى الاراضي الفلسطينية المحتلة من اسرائيل لم يتم التخطيط له، وحسب تحليلي المتواضع فإن اسرائيل واعوانها هي من دفعت المقاومة الى هذا المربع والدليل ما خرج به الاعلام العالمي .. فالاعلام الصهيوني تحكم في مشاعر الامة الاسلامية والعربية كافة في ذلك اليوم حيث ضجت جميع وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية “السوشيال ميديا” بالمحتوى الذي خططت له “اسرائيل”… من جانب شعر الشارع الاسلامي والعربي ان قصة النصر على المحتل الغاصب بدأت تُكتب سطورها مع ان المتمعن لما حدث يرى العكس تماما.

نعم افراد المقاومة الفلسطينية دخلت مضاجع القوات الاسرائيلية،ولكن للاسف لم تتمكن من أسر اي آلية او دبابة، ولم تتمكن من تحريك اي دبابة مجنزرة داخل اسرائيل، وكل ما قامت به حسب وجهة نظري كانت “اسرائيل” على دراية به لذلك منحتهم فقط ما يخدم خطتها الاعلامية في اظهار ان حماس تهدد أمن اسرائيل وان اسرائيل مضطرة للدفاع عن نفسها .. انا هنا لا اقلل من جهود المقاومة الفلسطينية ولكن تمنّي لقاء العدو غلب قياس مدى استعدادهم لهذا اللقاء ونسوا ما قاله تعالى في كتابه الكريم “واعدوا لهم ما استطتعم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..” ، نعم ترهبون به عدو الله لذلك كان عليهم اعداد العدة وأقلها معرفة كيفية فك الدبابات من المجنزرات المقيدة بها، ومعرفة كيفية استخدامها وتحريكها باتجاه غزة المحاصرة لتكون القوة التي يتمكنون من خلالها الدفاع عن اطفال ونساء غزة.

حاولت اسرائيل في العام 2014 الدخول البري الى غزة ولكنها انسحبت لانها علمت في حينها انها ستخسر الحرب وعادت بعد عشر سنوات تقريبا عن طريق لعبة جديدة ، نعم قبل عشر سنوات ايقنت انها لن تتمكن بمفردها في التخلص من هذا ( السرطان ) والذي يسمى غزة، فاتجهت :
1- الى تعزيز التطبيع مع الدول العربية وخاصة الدول التي تعتبر مغنما حقيقيا لامريكا ( وبالتالي ضمنت عدم تحرك دول الجوار في لحظة بدء لعبتها لاحتلال غزة، كما ان ردود شعوب هذه الدول لن تتجاوز المسيرات والمظاهرات التي تندد بالعدوان على غزة وحكومات هذه الدول قادرة على احتواء شعوبها).
2- الاعلان عن خطط استثمارية وتعاون اقتصادي مع عدد من الدول العربية لايهام العالم انها دولة مسالمة وهدفها السلام وتسعى لبناء اقتصاد قوي لها ولم يتعاون معها.

3- استغلال حاجة امريكا ودول اوروبا الى قاعدة عسكرية في المنطقة تكون داعمة لها في حال اتجهت الحرب الروسية الاوكرانية الى مربع لا يناسبهم.

4- بناء جسر ثقة ما بين المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس وبين جهة دخيلة خارجية تكون في الظاهر داعمة للمقاومة ولكنها بالاصل مدفوعة من قبل اسرائيل لدفع المقاومة للتحرك الى المربع الذي ترغب به “اسرائيل” والدول الداعمة لها في الوقت المناسب لهم. (وهذا ما تم الاعلان عنه بتعاون ايران مع حماس).

5- خطط اعلامية لحظة بدء اللعبة وهذا ما تتقنه اسرائيل منذ بدء احتلالها للارضي الفلسطينية عام 1948 وهذا ما حدث بالفعل .. صورت اسرائيل نفسها الضحية في اول يوم امام العالم لتدفع بعجلة التغطيات الاعلامية في الاتجاه الذي يخدم هدفها في منحها حق الدفاع عن نفسها لذلك كان الاعلام الغربي اول ما يبدأ في لقاء اي مسؤول يضع في فمه “حق الدفاع” عن نفسها لتكون اول ما ينطق به ، ونحن في عصر السرعة وبمجرد الخروج والتشدق بـ”حق الدفاع” ستغض الشعوب الغربية وبعض الشعوب العربية ذات المصالح المشتركة مع اسرائيل النظر عما ستقوم به الة الحرب الصهيونية في الدفاع عن الشعب الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.

وللاسف ساهم الشارع العربي والاسلامي في نقل صورة اطلاق حماس للصواريخ وصور اسر عدد بسيط جدا من الجنود الاسرائيليين وبعض المدنيين ، وهذا جانب حسبت حسابه اسرائيل لانه يدعم صورتها التي تريد ايصالها الى العالم اعلاميا بأنها ضعيفة وخائفة من الارهاب الذي تقوم به حماس تجاهها.

6- الخطة العسكرية التي اعدتها اسرائيل لكسب الحرب والتي بدأت تتضح ملامحها حيث :

أ ) تسعى اسرائيل للدخول برا الى المناطق المفتوحة شمالي بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة شمالي قطاع غزة وفي نفس الوقت الدخول جنوبا في المناطق المفتوحة بهدف فصل غزة عن باقي القطاع.

ب ) السيطرة على المناطق المفتوحة شمالي القطاع وجنوبه يساهم في الوصول الى شارع صلاح الدين الذي يقطع غزة من الوسط ويصل شمالها بجنوبها واذا ما تم قطع هذا الشارع من قبل اسرائيل فهذا يضمن سيطرتها على مربع يمتد من بيت حانون شمالا الى جنوبي بيت الزيتون بحيث تصبح القطعة الشرقية من قطاع غزة مفصولة عن غرب القطاع.

ج) اعلاميا ساهمت حماس في تنفيذ الشق البحري ايضا من الخطة الاسرائيلية دون ان تعلم حيث ساهم الهجوم البحري للمقاومة الفلسطينية في منح الذريعة للقوات الاسرائيلية بالدفاع عن نفسها بحريا ولكن هذا الدفاع مخطط له لان اسرائيل تعلم انها ربما لن تتمكن من الوصول الى شارع الرشيد بالدخول الى غزة برا لذا لا بد لها من الدخول بحرا لقطع شارع الرشيد البحري الذي يصل شمالي قطاع غزة بجنوبه ليتم فصل المربع الغربي من القطاع عن المربع الشرقي وبالتالي يتم السيطرة عليه بشكل اسهل.

د) طالبت اسرائيل مع بداية حرب الابادة في غزة سكان سبع مناطق سكنية بدعوى انها مناطق لحماس وعليهم مغادرتها حفاظا على ارواحهم ونلاحظ ان معظم هذه المناطق وهي “منطقة المقوسي وبيت حانون وشمال شرق البريج وعبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة وشرق وجنوب المغازي وسكان منطقة رفح خصيصا حي السلام والجنينة والعذاري وسكان منطقة حي الشجاعية تحديدا حي تركمان وتركمان الشرقي” مناطق شرق القطاع والهدف منها اخلاء المناطق من السكان ليسهل دخول القوات الاسرائيلية شرقا لتضييق الخناق على منطقة غرب القطاع واحكام الحصار عليها ليسهل احتلالها.

و) العامل الزمني وهذا ما خرج عن رئيس الوزراء الاسبق نفتالي بينيت الذي قال ان الحرب في غزة ربما تمتد لخمس سنوات واقلها ستة شهور، هذا العامل الذي من خلاله يتم ابادة الشعب الفلسطيني في غزة مع الوقت، لذلك تم قطع الكهرباء والماء، فمن يسلم من آلة الحرب لن يسلم من وسائل القتل الاخرى وخاصة الاطفال والنساء، فإذا ما تم احتساب ما قامت به القوات الاسرائيلية بقتله منذ 24 يوما نجد ان في كل ساعة يتم قتل ستة اطفال فإذا كان عدد الاطفال في غزة يصل الى 1.1 مليون تقريبا فإن الة الحرب بحاجة الى ستة شهور للتخلص من 26 الف طفل في الستة شهور الاولى من الحرب فقط عن طريق السلاح أضف الى ذلك اعداد المفقودين تحت الدمار واعدد النساء والشيوخ ، وتحسبا لاي طارئ اعطت نفسها اسرائيل مدة زمنية لا تزيد عن خمس سنوات للتخلص من كامل سكان القطاع .

يتبع… الجزء الثاني

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock