اخبار منوعة

الصحف الصفراء وكيف صنعت التاريخ الاعلام والادب الى الصحافة الالكترونيه

الحياة نيوز ـ فيصل محمد عوكل ـ كثيرا مانسمع من انصاف المثقفين وادعياء الوعي والمتفذلكين بكلمه  “الصحافه الصفراء” او الصحف الصفراء= وكانها شتيمه او وصف قبيح  متخيلا بانه يقول صحافه ذميمه وهو لايدرك مطلقا معنى كلمه صفراء ولم قيل عنها صحف صفراء فالعارف في عالم الوراقين والمطابع بان الورق انواع عديده وسماكات عديده ومنها الفاخر جدا والثمين ومنها قليل الثمن  لكونه خشن الملمس ويميل لونه للصفار قليلا وقد اشتهر هذا النوع من الصحف وبعض المجلات العربيه في فتره الخمسينيات والستينيات  بفعل غلاء اسعار الورق في زمن الحروبوكانت هذه الصحف في معظمها ثقافيه وادبيه واصحابها  ليسوا اصحاب ثراء كبير بل همهم الاكبر هو نشر الادب والثقافه  للجميع وكانت هذه الصحف تطبع على ورق خشن يميل للاصفرار وكانت مباعه جدا ولها قراء كثر واعتقد بان معظم الادباء  الكبار عرفوا هذه الحقيقه وعايشوا هذه الصحف وربما بعضهم كتب بها او احتفظ بنسخ منها لكتاباته ولكون هذه الصحف غير مدعومه من احد ولا تتلقي دعما وبالكاد تكاد ان تعطي مداخيلها ومبيعاتها ما يجعلها تعود للظهور مره اخرى لكي تستمر لان الهدف من صدورها كان نبيلا ولنشر الادب والشعر وانتقلت هذه العدوى للصحف والمجلات الاخرى ذات المداخيل القليله من اجل توفير المال لارتفاع اسعار الورق والذي كان يعتبر سعره باهظا  قياسا بذلك الزمان وكان في ذات الوقت صحف  كثيره للاغنياء او لرجالات الحكومه في مصر ولبنان  وسوريا  ويستعملون الورق الابيض النقي وكان معظم القراء يميلون لشراء الصحف  التى تتميز بالشفافيه والصدق والتى تحمل مضامين اجتماعيه وانسانيه  واخلاقيه ولكنها بورق اصفروليس لديهم اهتمامات سياسيه بينما الموظفين هم من كان يهتم بل كانت الاهتمامات السياسيه  تنصب على مؤسسات الدول والحكومات والموظفين الكبار  لتتبع ما تريد الحكومه وما تنشر من اخبار على ورق ابيض وقد كان لهذه الصحف الصفراء قراء كبار جدا واعلام كبار في الادب كجبران خليل جبران  وعباس محمود العقاد ومعظم الادباء في زمانهم ولان الغالبيه العظمى من الفئات الغير مهتمه بالسياسه كانت تتجه للقضايا الادبيه والانسانيه  وحتى الفنيه كمجله حواء  المعروفه في وقتها كانت تعتبر من اوائل من عرف الورق الاصفر لقله الامكانيات ولم تكن صحف تجاريه  تعتمد على مداخيل كبيره تجعلها قادره كالحكومات والاغنياء بشراء الورق الابيض النقي والطباعه عليه فكانت هذه الصحف منافسه كبيره وشديده للصحف الحكوميه والراسماليه في ذلك الزمان فخرجت مقوله الصحف الصفراء  كتدليل بانهم لايمتلكون مالا ليقوموا بشراء ورق ابيض وبان اللون الابيض للورق دليل القوه الماليه والثراء  وبان الفقراء هم من يشتري هذه الصحف في ذلك الزمن ولم يكن في الامر شتيمه ولا نقص فيها ولا يعني المنقصه من قدر الصحيفه  حينما تقول صحف صفراء لانها تطبع على ورق ابيض لان الصحافه الحقيقيه كانت تعتمد على المحتوي  الحقيقي والخبر الصادق دون النظر للون الورق الا للمظاهر وليس اكثر من ذلك  وكان معظم الادباء والمفكريين وكما هو معروف بانهم خرجو من مجتمعات فقيره المال ولكنهم اغنياء بالفكر والوعي وكان همهم نشر الوعي والثقافه واخر مره سمعت فيها عن الصحافه الصفراء كانت  حينما رفعت الحكومه سعر الورق والاحبار في نهايه الثمانينات واول التسعينيات فقامت بعض الصحف الاسبوعيه بشراء ورق فيه خشونه ويميل للون الاصفر تقليلا من التكاليف ولم يخرج المضمون عن سياقه وهذه  المفاهيم عن الورق الاصفر والصحافه الصفراء والتى لم يفقه البعض معنى مسماها  وبان اصحابها بسطاء  وصحفهم غير مدعومه تؤهلهم لشراء ورق فخم وناصع البياض ولان الصحافه هي رساله حياه وخدمه رساله  انسانيه ووعي فان المعنى لايتاثر بلون الورق  بل اهميه وبلاغه ودور الكلمه لصناعه جيل واعي ومثقف وقد كان لهذه الصحف المسماه صفراء دور كبير ورائع ورائد في صناعه الادب ونشره وصناعه المناظرات الادبيه للعالم واطلاع العالم على الادب والفن والسياسه في الوقت الذي كانت الغالبيه العظمى تغط في عالم الاميه كان لهذه الصحف دورها لنشر الوعي ورساله الاعلام  والصحافه  الحقيقيه والذين كانوا هم اهم اعمده الاعلام ومناراته في العالم العربي في مصر والعراق ولبنان وسوريا وفلسطين والاردن والصحف القديمه وورقها الخشن  المائل للصفره وتكمن المشكله ليس في الصحف الصفراء وليس في الصحف البيضاء او المجلات الملونه الحديثه فالمشكله تقع على عاتق  الوعي المردد كالببغاء كلمات يرددها دونما وعي تقليلا لشان امر هو سمعه وجهل معناه فردده كالببغاء لاتعي ماتقول وان اعظم الادباء كانوا يستعملون هذا الورق للكتابه  واعتقد جازما بان معظم الادباء وكبار الادباء  والشعراء والصحفيين الكبار يعرفون هذه الحقيقه وقد كتبوا قصائدهم على هذا الورق الاصفر وكتبوا مقالاتهم على هذا الورق الاصفر فهل اضحت الصحف مظاهر تعرف بالوانها فقط وليس بمضامينها

ام كلمه تقال دونما زعي لمعرفه حقيقه من صنعوا تاريخ الادب والشعر والصحافه في عالمنا العربي من خلال هذا الورق  الاصفر فقد كانوا بسطاء فقراء واصحاب رساله عظماء بكل معنى الكلمه وهانحن ننتقل الى عالم اكثر ادهاشا ليتناسى الناس  مقوله الصحافه الصفراء ويتناقلوا كلمه  اخرى هي الصحافه الالكترونيه  وبجهل مطبق ولعدم فهم القائل عن فهم المعنى  سواء عن جهل او عن علم مقصود ليصرف الناس عن الصحافه الالكترونيه للصحافه الورقيه  بعد ان هوت مبيعاتها بشكل اضحى من الصعب تداركه  ماليا دون دعايات داعمه لاستمرارهافالصحافه هي الصحافه والادب هو الادب والوعي هو الوعي كيفما كان منذ العصور القديمه حينما كانت الكتابه على الصلصال وعلى الحجاره وعلى  الصخور وعلى عظام الحيوانات وعلى الكاغد من جلود الغزلان والحيوانات حتى عرف العالم ورق البردي ومن ثم الورق  الخشن جدا وبعدها الورق الصناعي المعروف حاليا وحتى وصلنا الى الورق المعطر وهانحن الان نسمع نغمات اخرى تكاد ان تشبه الاولي حيث تكاد ان تنقرض الصحف الورقيه الاصيله ويتحول العالم للصحافه الالكترونيه والتي اضحت في متناول كل شخص من خلال هاتفه الجوال او جهز اللاب اوب المحمول فيطالع مايريد ويتنقل حيث يشاء لتلقي الاخبار التي يحبها  او الصحيفه التي  يعشق كتابه كتابها سواء كانت ادبيه او ثقافيه او فنيه او سياسيه شامله فالتطور ضروره حياتيه اجتماعيه ورقي فكري وليس كما يعتقده انصاف المثقفين والمتفذلكين  وادعياء الوعي الببغائيين الجهله والذين كانوا علي مدى التاريخ هم العقبه امام تقدم الشعوب والامم بجهلهم واحاديثهم الفارغه ومصطلحاتهم التي يرددونها دون وعي فالكلمه ستبقي رمزا للوعي والثقافه والرقي سواء كانت علي جدار كهف او صلصال او لوح خشبي  او ورق او حتي لوح وشاشه حديثه علي الهاتف وقد يتطور العلم فيما بعد فيصل الي مستوي المعرفه التخاطريه عن بعد فكل شيء في هذا العالم الان يجري بسرغع جنونيه وبقي الجهله على موقفهم الغبي يصفون حتي الكتابه الالكترونيه بانها صحف صفراء متجاهلين بان ادمغتهم لازالت على الزيرو صفر استعمال لايقرون بمبدا تطور العقول والمفاهيم والزمن والاله ولو كانت بين ايديهم.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى