المزارع في كل موسم ينتظر موسم الشتاء وهطول الامطار ليبدأ في حراثة الارض يخطط لتقليم الاشجار او زراعة البذور في توقيت يحتاج فيه استخدام المبيدات لقتل الحشرات ومكافحة الامراض التي قد تصيب المزروعات والثمار وبالنتيجة فإن الاهتمام بالارض والمزروعات ينعكس ليعطي ثمار جيدة . وهذا ما ينطبق اليوم على هذا الوطن الذي يحتاج الى حراثة ارضه وتغيير النمط الزراعي من حيث انواع المزروعات والبذور في بيئة واماكن تناسبها .
فاستخدام المبيدات التي تكافح الحشرات والامراض التي اصابت الوطن مهمة جدا لاننا نزرع منذ عقدين من الزمن نفس البذور ونقوم بنقل الاشجار من مكان الى آخر ضمن نفس البيئة ونفس نوع التربة حتى توقفت الارض في قابليتها تلك المزروعات او اصابها المرض فبقيت عاجزة عن الانتاج لان الارض الصالحة تحتاج الى رجال صالحين اصحاب خبرات لهم انتماء لهذه الارض يخافون عليها ويسعون دوما لزراعة محاصيل لها مردود اقتصادي على المستوى الوطني فكانت للأسف نفس الاشجار “الاشخاص” يتنقلون من قطعة ارض الى اخرى كمثل الوزراء والسفراء والمدراء هم انفسهم يخرجون ويدخلون مؤسسات الدولة كأنها مزرعة لهم ولمحاسيبهم فالوزير لدينا لا يمكن أن يحصل على التقاعد الا عند حمله في تابوت الى المقبرة والسفير يتنقل من سفارة الى سفارة والمدير من مؤسسة الى اخرى فضعفت مؤسسات الدولة والتي تحدث عنها بعض النواب في السلطة التشريعية والرقابية لانها عادت مزارع لعائلات اصحاب النفوذ لانه ليس من المنطق او العدالة ان ننادي بالاصلاح وتطوير قوانين وتأسيس احزاب وقواعدنا مهترئة واداراتنا بيروقراطية بامتياز وحكومات تتلوها حكومات تسير على نفس النهج والخطط الزراعية العقيمة فقبل رمضان المبارك ما زال المحراث ينتظر اوامر وتوجيهات صاحب القرار ورأس السلطات اذا اردنا اصلاحا حقيقيا وزراعة ناجحة ومشاريع تخدم الدولة لا بد من تغيير المسؤولين في اجهزة الدولة التي ترهلت مثل الاشجار التي توقفت عن الانتاج .