اخبار منوعة

كان ياما كان ايام زمان

الحياة نيوز ـ فيصل محمد عوكل ـ كان اقلام الكوبيا تعتبر قلما مثاليا يعادل الحبر الناشف قبل يعرف اقلام الحبر الناشف وكانت اقلام الكوبيا تحتاج لدعم فكان فمنا المليء بالكوبيا دليل نشاطنا الكتابي وكان لاقلام الكوبيا استعمال اخر عجيب هو ان من كان يصاب بابو دغيم تاتي عجوز تخفي قلم كوبيا تحت غطاء راسها فتاخذ بتلطيخ اسفل ذقن الطفل وتتركه وكانه لوحه فنيه غريبه والمصيبه انها كانت في غالبيتها فعاله وهذا ابقي لقلم الكوبيا مكانه بين اقلام الرصاص كان معظمنا كاطفال صغار في سنتنا الاولي المدرسيه نذهب للمدرسه فتجد الغالبيه قد اضاع قلمه او محايته وبرايته وتلطخ دفتره او كتابه بزيت سندويشه الزعتر وكان معظمنا يعشق قرقطه اطراف القلم او المحايه باسنانه وحينما كنا نسال لماذا لانعرف الاجابه كان بابور الكاز بالشتويه من اهم ادوات البيت عموما رغم صوته المزعج جدا فقد كان له ادوار كثيره حيث يستعمل للطهي وعمل الشاي والقهوه والتدفئه في الشتاء حيث كان يضاف له ويوضع عليه علبه سمنه فارغه كلها ثقوب وتحويله لاداء دور الصوبا حاليا وكان بحاجه دائمه الي خبير لمراقبة أدائه حتى لايسبب كارثه ويكون مرفق نكاشه بابور لمحاولة اعاده أدائه من جديد وبحال فشلت المحاولات يتم ارساله في اليوم الثاني للسمكري لاصلاحه وكان حمام الاطفال نعتبره نوع من العقاب حيث نجلس علي مفرمه الخضار الموضوعه في قلب الطشت وكانه كرسي كهربائي للتعذيب والى جانبه سخان ماء فوق بابور الكاز او البريموس المشتعل يتفث ناره وهو ماكنا نخاف منه كاطفال والى جانب الطشت واليابور والسخان علبه سمنه نظيفه بها ليفه خشنه ولوح صابون وكيله للماء وكان هذا هو الجاكوزي الفاخر ايام زمان وكانت مباراتنا الرياضيه مدهشه تأتي فكره اللعبه  نجد متطوع بجرابينه مع قليل من قطع قماش من هنا وهناك ونعمل كره قماشيه ونعتبر حالنا وقتها ابطال الملاعب وكان الولد الاوسط هو جمل المحامل للمهمات لشراء الكاز او شراء الفول والخبز من الباعه او المهمات الصغيره لان الصغير محمي بالام ولايجب ان يبتعد عنها والصبي الاكبر له سلطه مؤقته  بغياب الاب بالشغل وهذا يعتبر تدريب ليعتمد علي نفسه ويتعلم حركه الحياه كانت الحياه بسيطه جدا والجيران يعرفون بعضهم بعضا وبتعاونون ويسعدون بوجود الضيف كان الماضي جميلا بناسه وبتعامل الناس بعضهم لبعض بحب واخلاص وكان ياما كان ايام زمان انها لحظات ترينا كيف كان العالم وكيف انتقل الي عالم الحداثه بسرعه كبيره مدهشه من بابورالكاز الي الجاكوزي ومن قلم الكوبيا الي اللاب توب ومن عربه الكارلو لسيارات الليموزين والسفر حول العالم في ساعات قليله وكان ياماكان كنا دوما نقول علي كل شيء الحمد لله رب العالمين.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى