اخبار منوعة

شواربي وعش النسر

الحياة نيوز ـ فيصل محمد عوكل ـ في الماضي كان الإنسان يعرف تفكيره وتوجهه من خلال شاربيه فمنهم من يعملها بزيم مربع فتعرف بأنه يحب ألمانيا وهناك من كانت شواربه ضخمه ولها جانبان معكوفان للأعلى دقيقان وكأنه نهايتهم ابره فتعرف بأنه يعشق او يحب الأتراكومنهم من يمعط شواربه تماما فتعرف بأنه يحب الانجليز وهناك من لاتعرف حدود شواربه وحدود لحيته لتداخلهما معا اذن فهو عربي ويحب ان يبقى عربي وقد كنت احب أن تكون شواربي بكل حريتها فتنمو كما تشاء دون تدخل شخصي عليها لاكتشف بأن الناس تركت كل قضاياها المصيريه وكل المشاكل الاجتماعيه واضحت شواربي حديث الأصدقاء والاعدقاء والمجتمع رغم أنهما كانا متشابهين تماما مع شاربي الفيلسوف الألماني نيتشه وتركت عنادا مني ومشاكسه أيضا سالفي لتلتقيا عند محور شواربي في الأسفل حتى يكون لحديث الناس طعم ولم أكن اهتم مطلقا بكل مايخوضون فيه وكل انسان حر بشواربه او شاربيه وبعد سنوات قلت ساتبع اسلوب المناكفه لاكتشف تفكير مجتمع ترك كل شيء واضحي اهتمامه الكبير وحوار ه الدائم شواربي وسوالفي شعر جانبي الراس وخففت نصف شواربي ونصف سوالفي على جانبي الراس فإذا بي أعود حديثا أشد حراره لساحات جلساتهم وكأنه سر يستحق التفكير لماذا كان شاربيه ضخمان ويعتز بهما والان يقتص منهما اذن لابد من أن يكون هناك حدث عظيم ادي به لتقليص حجم شاربه وحتى قررت اخيرا التجربه الاخيره اريد ان اعرف ما الذي يجعلهم يهتمون بشاربي كلما غيرت فيهما شىء وكانوا من الجرأه انهم يسالونني واجيب بكل بساطه مزاج ليس اكثر وذات يوم لم ابقى أثرا لشاربي ابدا وتعمدت ان اخرج حالق شواربي تماما وحتى سوالفي لاجد الف الف علامه استفهام والكل يسأل الله يجعله خير وكنت كالعاده اجيب شواربي وانا حر فيها اربيها او احلقها فاكتشفت بأن الغالبيه من الناس لاتجد شيئا تقوله عنك اوتتكلم به فتبحث عن شيء لايقدم ولا يؤخر ويجعلون منه حديث المجتمع لأنهم عاجزين عن التفكير باي موضوع إيجابي اخر وحينما عدت من جديد اطلق العنان لشاربي ان ينمو كيف يشاء وعلى مزاجه وعدت مكررا تربيه سوالفي أيضا واترك العالم يتحدث عما يريد باحثا عن أشياء لاتعنيه ليتحدث بها تاركا خلفه الاف القضايا الهامه اجتماعيا وانسانيا
وماديا ومعنويا وكان العالم خاليا من كل مشاكله ونسوا آثار الحرب العالميه الأولى والثانيه وحروب فلسطين وقناه السويس وكانت شواربي والحديث عنهما باحاديث كثيره وحوارات تطول وهذا علمني درسا ان ارضاء الناس غايه لاتدرك لأنهم يريدون ان يتكلمون عن أي شيء غير مهم لهم ليتجاهلوا كل المواضيع التي يخافون ان يخوضو بها فوجدوا بأن الحوار ومراقبه شواربي عبر الزمن حدثا اسطوري يستحق الاهتمام بينما انا شخصيا صاحب هذه الشوارب لم أكن اهتم حتى بالنظر اليهما في المرأه او حتى اتنازل واحمل مقص لاعاقب شعره متمرده.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock