والتدخل الإيراني امتد إلى خارج منطقة الخليج إلى دول عربية متعددة من منطلق طائفي الأمر الذي جعلها في نظر العرب مهددة لأمنهم بشكل كبير، و هذا لا يخفى على أحد حتى تركيا بدأت تدير ظهرها لإيران من باب الحرص على مصلحتها مع المحيط العربي، و مصلحتها مع أمريكا و أوروبا، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية جعلت الاهتمام الروسي بالعلاقة مع إيران يتراجع بشكل ملحوظ ولابد أن تكون الصين بهذا الموقف حفاظاً على مصالحها و بالتالي فقدت إيران الكثير من أوراقها التي كانت تلوح بها بوجه أمريكا.
إسرائيل هي اللاعب الأساسي في تعقيد الأزمة الحالية التي تهدد المنطقة بكاملها إذا تحولت إلى حرب على أرض الواقع و تجاوزت التراشق بالاتهامات إلى تراشق بالصواريخ، ساعتها ستكون كثير من الساحات العربية أساسية في الحرب و هذا أمر خطير يهدد عمق الأمن القومي العربي.
الأوضاع السائدة في المنطقة شبيهة بتلك التي سادت قبل الحرب الأمريكية على العراق وكانت إسرائيل ايضاً هي اللاعب الأساسي فيها و المستفيد الأول من نتائجها لأنها تسعى دائما إلى عدم وجود قوة توازيها في المحيط قوةً و سطوة حتى تظل موازين القوة تميل لصالحها في ظل انحياز أمريكي تام، و بالطبع كل أحداث المنطقة سابقاً و حالياً تصب في بؤرة القضية الفلسطينية وتمكين اسرائيل من تصفيتها حتى تتم مشروعها بالسيطرة على المنطقة بكاملها الهدف الأساسي في العقل الإسرائيلي و الأمريكي في ظل ضعف عربي مطلق وتراجع الدول الأوروبية في التأثير على القرار الأمريكي.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت ولا زالت تضرب بعرض الحائط استقرار الأمن في المنطقة و بالذات العربي في سبيل مصلحة الكيان الصهيوني وتنفيذ مشاريعه التي تتخطى فلسطين إلى كل الإقليم.
الأمر الذي أدى إلى أن تبقى المنطقة مشتعلة طيلة العقود السالفة.. ولا يلوح بالأفق أي تغير من الممكن أن يطرأ في انحيازه لإسرائيل.
من المهم أن نعي جيداً أن التموضع في الصراع اختلف بعد أن حققت إسرائيل اختراقات كبيرة و مهمة على مستوى كثير من الدول التي أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية وأصبحت تبحث عن مصالحها و تسعى إلى تحالفات جديدة على المستوى الإقليمي و الدولي حيث شعرت هذه الدول أن الوقوف بوجه المشروع الاسرائيلي المدعوم أمريكياً بات مستحيلاً، بعد أن دفعت أنظمة كثيرة أثماناً باهظة عندما حاولت الوقوف بوجه هذا المشروع.
نحن في الأردن يجب أن نكون واعين تماماً للظروف التي استجدت على مستوى المنطقة والعالم وأين نقف في دوامة هذه الأزمة التي ربما تعصف بالجميع في ظل أزمة اقتصادية معقدة.