آراء وكتابهام

بني فارس يكتب: رسالة من والد شهيد

اللواء المتقاعد محمد بني فارس

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ

إلى اخوتي الاعزاء عطا باشا العبادي وعبدالله بك الخضير والديّ الشهداء الرائد الطيار عمر العبادي والنقيب الطيار محمد الخضير

فجعتُ كما فُجع ابناء الوطن الشرفاء وجُلّ ابناء وطني شرفاء، بنبأ استشهاد النسور البواسل، الرائد الطيار عمر عطا العبادي والنقيب الطيار محمد عبدالله الخضير على أثر سقوط طائرتهما في رحلة تدريبيه.

قدري واياكم ان نفقد فلذات اكبادنا وعزاؤنا بهم ان ارواحهم صعدت إلى بارئها وهم في الواجب المقدس وأنهم بإذن الله شهداء عنده ومستقرهم في الفردوس الأعلى من الجنه مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

وكأني في قلبيكما يارفاق السلاح عندما تلقيتما النبأ المفجع وعندما القيتما عليهما نظرة الوداع الاخيره وواريتوهما الورى ، وانا من ذاق تلك اللوعة قبلكم بثمانِ سنين بزميلٍ لهما يعرفانه جيدا فلذة كبدي الرائد الطيار الشهيد معاذ بني فارس.

بنيّ الذي أهدته كفايّ للثرى
فيا عزة المُهْدَى ،ويا حسرة المُهدي

ألا قاتل الله المنايا و رميـــــــها
من القوم حبات القلوب على عمد

طواه الردى عني ، فأضحى مزاره
بعيداً على قرب،قريباً على بعد

وكأني بكما تقولان كما قلت أنا من قبلكم: لو أن نفسا تفتدي بنفس لفدينا كما، وقد قيل:

ومن سِفْرِ المدامع أن يُبكى علَي ولا ابكي على ولدي

ولكنها مشيئة الله هنا التي أرادت أن يسبق الابناء أباءهم إلى لقاء الرحمن الرحيم ، وكما قال الشاعر إبن الرومي في رثاء ابنه :

بودي أني كنت قد مت قبله
وأن المنايا، دونه ،صمدت صمدي

ولكن ربي شاء غير مشيئتي،
وللرب إمضاء المشيئة، لا العبد

لأن الله أحبكما يا عمر ويا محمد، إصطفاكما للشهادة.. وعذرا أن أخاطبكما بأسماءكما المجردة يا ابناء أخوتي فلكما الجلال ولكما الأكرام وأي فخامة وأي إجلال وأي القاب بعد كلمة الشهيد؟

يقيني أنكما تمنيتما الشهادة وحدثتكم انفسكم بها وها انتم قد نلتموها فهنيئا لكما بالفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

وهنيئا لذويكم أوسمة الشرف التي منحتموهم إياها في الدنيا : وسام ابو الشهيد وام الشهيد وزوجة الشهيد وأخ الشهيد وأخت الشهيد وابن الشهيد وابنة الشهيد وهنيئا لهم بأن اصبحتم لهم شفعاء في الاخره يوم اللقاء

الفقد موجع أحبتي بالله ويقيني أنكم من المؤمنين الصادقين الصابرين ، أسال الله أن يربط على قلوبكم وأن يجمّلكم بالصبر ويقيناً أنهما الان عند من هو أرحم بهم منا

تعازينا الحاره لكم ، اعظم الله اجركم وأجر الوطن وأحسن عزاءكم وعزاء الوطن وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله

سلام على أرواحهما الطاهره وهم يستقلان طائرة الموت يستعجلان قدرهما ، وسلام على دماءهما الزكيه التي خضّبت ثرى الأردن الطهور لتنبت زنبقا وريحانا

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock