الرئيسيةبرلمان 2020برلمانيات

النائب الطراونة يتسائل.. “العنف في وطني أصيل ام دخيل” ؟؟

الحياة نيوز. النائب د. علي الطراونة. الحوار منهج له آدابه قد ينفذ إلى الكثير من مشكلات العصر عن طريق القياس والربط بين حلول مشكلات الأمس وما نمر به اليوم من ضيق في الخُلق وضيق في التفكير وتضييق لمساحة الحوار الى اقلها للأسف ، مستخلصاً من ذلك أن المنهج القرآني صالح لكل زمان ومكان وقادر على مواجهة التحديات والأزمات إذا توافرت له مثل هذه العقول التي تمتلك الأدوات العلمية وتمتلك أيضا هذا الفهم الصحيح.
ودعني هنا أشير الى الحوار التاريخي لسيدنا موسى عليه السلام مع فرعون ، حين ذهب موسى وهارون لملاقاة فرعون برسالة حددها لهما الله عز وجل في قوله تعالى «فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ»، أمرهما أن يقولا له إن الله تعالى أرسلنا خصيصاً لتخليص بني إسرائيل من العبودية فكان رد فرعون على موسى قاسياً وساخراً: (قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين) ووصفه فرعون بالكفر (أي الكفر بفرعون) وليس الكفر بالله سبحانه وتعالى ، لأن فرعون كان يدعي الألوهية ، وعلى الرغم من كل ذلك الا ان المشهد بدا بحوار يجسد تعاليم ربانية حين أمر موسى عليه السلام أن :
(فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) هذه الآية فيها الكثير من العبر العظيمة ، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه ذلك الوقت ، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة ، دروس لمن يحيدون عن هذا النهج الرباني الحكيم ان التحبب الى من يعاديك مطلوب فما بالكم بمن هم أبناء جلدتك ومن قومك ومن يتولاك
إذ أن ما حدث في الآونة الأخيرة من انحراف عن الصواب وابتعاد عن منهج عقلي وعلمي حثّ عليه الدين الحنيف الا وهو الحوار ، واللجوء الى أساليب همجية لا تنسجم مع عاداتنا ولا تقاليدنا ولا ديننا الحنيف ولا يتوافق اصلا مع التأهيل العلمي لمعظم المشاركين في تلك النشاطات التي برز فيها هذا السلوك ، ما يدل على أن هناك نهج وسلوك مفتعل دخيل الي هذا المجتمع المتسامح الطيب وارى انه من واجبنا جميعا الوقوف أمام هذا
المد الخطير (العنف) بكل قوة وَحزم ليبقى مجتمعنا كما عهدناه وليبقى الوطن وتبقى الأمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النائب الدكتور علي مدالله الطراونة

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock