آراء وكتاب

مع السلامة ولا فلس

كتب محمد أبو سويلم

“يأتي أحدهم ليقول بأن ١٠٠ مليار دولار للاردن على حساب الاردن مع السلامة ….ولا فلس !
كان ومازال جلالة الملك يؤكد التأكيد التام على ان لا يكون هنالك تفاوض على حساب القضية الفلسطينية و بأن القدس خط احمر فكلا وكلا وكلا كانت حاضرة بقوة وتثبت ان الموقف ثابت لا يتغير ولا جدال فيه .

مؤتمر المنامة في ابعاده وتبعاته خلق حالة من الافتراضات والتكهنات في ظل تصريح رسمي غائب انتظره الشارع لتاكيد الموقف وانه ليس هنالك من جديد اوتراجع .
الشارع الاردني متسائل ومنهم الحائر الا ان سواده الاعظم لايشكك ولسان حالهم يقول قالوا بلا ليطمئن قلبي .

كوشنير اليوم في عمان وملف المنامة في جعبته في زيارة قد تكون ضاغطة وفيها شيئا من التحايل أوالإغراءات مع الطرف الاول المسؤول ملك وشعبا عن قضية فلسطين قضيتهم الاولى .
الاردن الى غاية هذه اللحظة لم يتلق دعوة رسمية للمؤتمر حاله حال غالبية الدول. الا ان البداية من الاردن صاحب الولاية على القدس والمقدسات ان اصابت الهدف واستطاعت جر الاردن بتمثيل قوي على مستوى فأن ذلك يضفي شرعية كبيرة للمؤتمر ويكون بمثابة ترويج وكسر حاجز لبعض دول قد ترغب في الحضور .

الموقف الاردني ثابت والادارة الامريكية تعلم ان القيادة والشعب ليس في جعبتهم الا “كلا” ولكن زيارة كوشنير ليست نوع من الضغط على الاردن الذي يلاقي ضغوطا خارجية واقتصادية صعبة واللعب على موال الانسانية الفلسطينية واخراجها من الاطر السياسية.

وان الانصياع للإدارة الأمريكية مكسب خاصة وان الولايات المتحدة تربطها علاقات وهي حليف ولنا من المنح الامريكية نصيب ،وتأمل الادارة اضعف الايمان إن لم يكن تمثيل رسمي على مستوى اقلها المشاركة بغض النظر عن مستواه وحجمه، وهذا مايراه الجميع تراجع من الملك والتخلي عن لاءاته وهو امر مستبعد ولن يكون هنالك اي تمثيل حتى وان اخذ المؤتمر صبغة اقتصادية فابعاده وانظاره معروفة لدى الجميع الى اين ترنوا وان المشاركة تعني البدء بمسح اللاءات واحدة تلو الاخرى .

لو كان هنالك موافقة او ترحيب لكان هنالك ترويج لذلك من سنوات ولو كانت القيادة الهاشمية ترضى بذلك لما اعلنت مرارا وتكرارا رفضها ولما اعطت الشارع اشارات وزادته حدة وتماسكا وتمسكا بالقضية ولما ردد الكثير “القدس خط احمر”

المتابع للموقف الهاشمي يعلم انه اشبه بالمستحيل الذهاب للمنامة الذي لم تحدد معالمه الى الان .

لكن يبقى السؤال هل الضغوطات الامريكية حاضرة وقادرة على احداث شيء وعلى استخدام ادواتها ام ان موقف جلالة الملك الثابت سيكون حاضرا في لقاء كوشنر كما كان في العام المنصرم مع (مايك بنس )نائب الرئيس الامريكي الذي غادر غاضبا وان كان كذلك ….الى اين!؟

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock