آراء وكتابهام

علاء القرالة يكتب: طيراننا يدفع والطيران الأجنبي يقبض .. حالة غريبة!!

إن تقدم الدعم للطيران الأجنبي في محاولة لجذب السياحة العالمية إلى المملكة، أمر جيد وفكرة عظيمة، أما أن يبقي قطاع الطيران المحلي يعاني ويل التحديات والظروف،

دون سند او معين وتفرض علية الضرائب والرسوم، فهذه غريبة وأبعد ما تكون عن المنطق بشيء!!.

لدينا قطاع طيران محلي جيد مجتهد مكافح، إذ استثمر في هذا القطاع وهو يعلم مدى الصعوبات والمعيقات والتحديات التي تواجهه، تحمل التقلبات السياسية والأمنية في المنطقة وفرق المنافسة ما بينه وبين نظيراته من شركات الطيران الأخرى، يوظف و ينمي ويحقق ايرادات للخزينة، غير أنه لا ينمو ومتعب ويحتاج إلى أي دعم يساعده بالمنافسة والبقاء في أجواء وسماء العالم يحمل اسم الأردن في حله وترحاله.

لدينا في الأردن 3 شركات طيران، الناقل الوطني الملكية الأردنية، وفلاي جوردن، والأردنية للطيران، تعاني كلها من ضيق الحال وتقلبات أجواء المنافسة والوباء كورونا، وتطمح إلى النمو والانتشار ورفع قدراتها التشغيلية لتقوم بدورها في جذب السياحة من أي مكان في الدنيا، فلماذا لا تدعم ولا ينظر لها سواء أنها دافعة ضرائب ورسوم وأرضيات وخدمات ؟ ولماذا لا نطورها ونعمل على ادماجها بشركة واحدة او حتى تحفيز مستثمريها على رفع قدراتهم التشغيلية، وزيادة اعداد أساطيلها الجوية.

الحكومة في مشروع قانون موازنة العام 2022، خصصت ما يقارب 36.1 مليون دينار لتسويق 3 شركات طيران منخفضة التكاليف أجنبية وهي ريان ايرو «ايزي جت» و«ويز» ولاستقطاب السياح عبر طيران منخفض التكاليف، منها 21 مليون دينار لحملات تسويقية لشركة «ريان اير»، لأول مرة في موازنة هيئة تنشيط السياحة، وأيضا المبلغ ذاته لعامي 2023 و2024، وكذلك رصدت 3 ملايين دينار أيضا للحملات التسويقية لشركة ايزي جيت،ورصدت لشركة وويز، 12.1 مليون دينار والقيمة ذاتها «تأشيريا» وخصصت الحكومة لحملات تسويق الطيران العارض، 4.7 ملايين دينار ولأول مرة في موازنتها، ما يدفعنا جميعا الى التساؤل، من يدعم ثلاث شركات طيران أجنبية بهذا الحجم من المال والاجراءات التشجيعية لماذا يعجز عن دعم طيرانه المحلي وهو بأمس الحاجة للبقاء، وهل يعجز عن دعم ثلاث شركات فقط لديه؟.

هذه المفارقة تستدعي الوقوف عندها والاستفهام عنها، وخاصة اذا ما عرفنا، أن هذا الطيران الذي يلاقي كل هذا الدعم، اصبح ينافس الطيران المحلي في نقل المواطنين والمقيمين إلى وجهات يقصدها طيراننا الوطني، لأنها تقدم أسعارا تفضيلية لا تستطيع شركاتنا تقديمها ولا بأي حال من الأحوال إلا اذا قررت أن تنافس على حساب خروجها من السوق، ومن هنا فلتعط الجهات المختصة طيراننا » من الجمل اذنة » وهذا اضعف الايمان.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock