آراء وكتاب

ما وراء المزاعم الأمنية بشأن رحيل قيادات حماس عن الدوحة

 

معتز خليل
مساء يوم الثلاثاء الموافق الثاني عشر من ديسمبر خرج الباحث والخبير السياسي في هيئة البث الإسرائيلية فالح حبيب وفي حضور الإعلامي فراس حامد بمعلومة حصرية تشير إلى مغادرة قيادات حركة حماس قطر ، في طريقهم إلى لبنان أو الجزائر.
“حبيب” قال أن مصادرة الخاصة تشير إلى أن قيادات حماس أخلت مكاتبها ، ولا ترد على الهواتف ذات الأرقام القطرية ، والأهم من هذا أيضا توقفت تنقلاتها بالسيارات ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف السياسي الآن.
لماذا يمثل هذا الموضوع أهمية كبيرة؟
من الواضح أن حبيب حصل على المعلومات عقب تقدير أمني حصل عليه ، وهو التقدير الذي دفعه لعرض هذه المعلومة عبر شاشه مكان ، وعموما ومنذ السابع من أكتوبر الماضي والكثير من الأحاديث والتقارير الإعلامية والسياسية تتحدث وتتطرق لإمكانية رحيل حركة حماس عن قطر ، إلا أن جميع هذه الأحاديث ظل كلاما دون ما يؤكد مصداقيته وصحته.
غير أن الكثير من التقديرات تشير لوجود الكثير من النقاط والركائز التي تجعل من رحيل قيادات حماس عن قطر مستبعدة ومنها:
1- تصاعد الأهمية الاستراتيجية للجناح السياسي لحركة حماس الآن عقب أحداث السابع من أكتوبر أو ما يعرف إسرائيليا باسم السبت الأسود
2- هذه الأهمية تتمثل في أوراق
أ‌- التفاوض السياسي بشأن مستقبل القطاع
ب‌- التفاوض السياسي بشأن مستقبل السلطة الحاكمة القادمة للقطاع
ت‌- الحديث السياسي عن أوضاع غزة حيث يعتبر المكتب السياسي للحركة شريكا في تلك النقطة بصورة واضحة
3- أن قطر تحتاج لتواجد قيادات حركة حماس أكثر من الأول ، خاصة في هذه الفترة الحالية التي تعيشها خاصة في ظل وجود الكثير من الرهائن الإسرائيليين في قبضة حركة حماس ، وتواصل الجناح السياسي من وقت لآخر مع السنوار وجماعته في أنفاق غزة.
4- من الواضح وطبقا لسرديات الواقع الاستراتيجي الذي تعيشه المنطقة والعالم أن يحيى السنوار وفريقة من قيادات حماس وحدهم هم من اتخذوا هذا القرار بمهاجمة مدن غلاف غزة بعيدا عن معرفة القيادات الخارجية ، التي ربما علمت أن هناك شيء ما يتم في الأفق ولكن دون التطرق للتفاصيل أو لواقع ما يتم.
ويأتي هذا التسريب للصحفي “فالح حبيب” مع وجود مكونين رئيسيين وهما :
أ‌- تزايد الحديث في الدوائر الإسرائيلية عن إمكانية هروب يحيى السنوار إلى مصر (وهو حديث أمني يهدف لقطع الطريق آمام السنوار للهروب إلى مصر من الآن)
ب‌- الحديث عن عمليات يقوم بها الجيش في منطقة رفح لغمر الأنفاق بالمياه وسدها بالتراب بصورة كاملة ، من أجل قطع الطريق أمام السنوار وجماعته لنقل الرهائن ممن يحتفظ بهم إلى سيناء عبر الأنفاق

الجزائر
غير آن السؤال المطروح حاليا…هل يمكن أن تستوعب الجزائر قيادات من حركة حماس على أراضيها؟
سؤال دقيق تتصاعد أهميته مع:
1- دقة الموقف السياسي والعلاقات بين قطر والجزائر
2- أن الجزائر تعلم تماما أن حركة حماس مصنفة من بعض الدول  بأنها حركة إرهابية وبالتالي سيفرض وجود عناصر الحركة على الأراضي الجزائرية الكثير من التحديات على حكومتها التي تعاني أيضا بعض من المشاكل الدولية
تقدير عام
من الواضح أن دولة قطر تمارس علانية سياسة واضحة ومباشرة وهي استضافة الكثير من الجماعات المعارضة الريديكالية على أراضيها لكسب النقاط السياسية في تفاوض العالم مع هذه الجماعات عبر الوسيط القطري ، ومن هذه الجماعات:
1- حركة طالبان الأفغانية
2- بعض من القوى الإسلامية الراديكالية الجزائرية
3- بعض من القوى الإسلامية والمعارضة المصرية
الأمر الذي يجعل من احتضان قطر لهذه الجماعات ممن هي على شاكلة حركة حماس هو فرض عين وأمر يدخل في صميم مخططاتها الاستراتيجية وسياساتها العامة ، الأمر الذي يفرض المزيد من الشكوك بشأن مصداقية ما طرحه فالح حبيب أو هيئة البث خلال الساعات الماضية.

باحث سياسي / لندن

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock