آراء وكتابهام

د. مهند مبيضين يكتب : وزارة التربية وتفكيك الأزمة الاجتماعية

الحياة نيوز ـ بقلم د. مهند مبيضين ـ

الأزمات المتراكمة في الأردن ليست في المحروقات والطاقة والصحة وحسب، بل في المسألة الاجتماعية التي عنوانها البطالة والفقر والتعليم الجامعي للجميع، والبطالة هي نتيجة لسوء التخطيط والاصرار على تعليم الجميع وتخريج الجميع في مسار اكاديمي جامعي.

 الكل يريد ان ينجح في الثانوية، وإن لم يحالفه الحظ يقوم بارسال ابنه و ابنته لنيل توجيهي تركي وقبل ذلك سوداني وربما يمني.

كل ذلك حدث في طفرة رغائب المجتمع بالدخول الكلي للجامعات لابنائهم، ودخول التعليم الخاص على الساحة منذ العام 1990، وبالتالي ذهب كل ابناء الأردنيين للجامعات، وقلة منهم يذهبون للتعليم التقني والمهني.

التوجيهي صار الرسوب فيه نادرا، في حين كان زمان النجاح بذات النسبة، لكن المعدل المؤهل للقبول الجامعي هو الندرة، وكانت كليات المجتمع قبل انبات جامعة البلقاء كوريث مثقل بالتركة ليدخل كل ابناء المحافظات في كليات الجامعة المنتشرة في الاطراف والمركز الموجود في مدينة السلط.

يجب وقف تقليد الزج بآلاف الطلبة في الجامعات، ويجب تحديد نسبة للتعليم الاكاديمي، واعادة الاعتبار للكليات المتوسطة في تخصصات مهنية وتقنية، وهذا يتطلب حلا للثانوية العامة، وهو امر تسعى إليه وزارة التربية والتعليم في مشروع مهم للمستقبل. كان يجب تقليل المنح الجامعية ووقف القروض الطويلة الاجل لانها لا تفيد الكثير بل تعمق الازمة، وهذا يستدعي اعادة النظر في موضوع القبولات الجامعية، فالمدخلات تزيد على ستين الف طالب يقبلون في كل دورة للثانوية، أي بما يزيد على مئة ألف طالب يدخلون الجامعات سنويا، وهذا معناه بطالة مؤجلة لاربع سنوات تتراكم سنويا وتتضاعف.

اصعب ما يواجهه الأهالي اليوم أن ينتهي رب أسرة إلى مشهد صباحي كل يوم يجد ثلاث او اربع أولاد له انهوا الدراسة الجامعية وينتظرون فرصة عمل حكومية، وإذا ما اخذنا بالاعتبار أن النسبة الأعلى بين طلبة الجامعات هي للاناث، فإن هناك مشكلة كبيرة مرتبطة ايضا بالزواج والعنوسة. وإذا ما اخذنا بالاعتبار قلة فرص العمل التي تولدها الحكومة وتضاؤل دور القطاع الخاص في الاطراف، فإن هذا معناه تركّز البطالة في الإناث وفي الاطراف خاصة، وهذا معناه ازمة اجتماعية مفتوحة على المزيد من الغضب.

إن الوضع العام في التعليم لا يستدعي التأجيل في حل مشكلاته، من حيث تفكيك بنية الثانوية العامة المستقرة والصلبة والتي باتت كمقدس اردني، كما يجب تغيير التخصصات بالجامعات بالاتجاه نحو برامج جديدة مهنية واغلاق تخصصات كثيرة لا فرص لها في السوق.

يجب توفير كل الدعم لوزارة التربية لاصلاح الوضع الراهن، وإلا سنبقى بالاتجاه نحو ازمة مغلقة عصية على الحل.‏

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock