آراء وكتابهام

الدرس الثاني في المدرسة الامريكية

محمد الصبيحي

الدرس الأول كان بتاريخ 30 نيسان 1975 سقوط نظام نغوين كاوكي العميل للولايات المتحدة في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية ورحيل القوات الامريكية بعد حرب تحرير خاضها الشعب الفيتنامي لمدة عشرين عاما.

الدرس الثاني كان بتاريخ 15 آب 2021 سقوط نظام اشرف غني العميل للولايات المتحدة وانهيار الجيش الافغاني وسقوط كابول العاصمة بيد الثوار الافغان.

من يرجع إلى الأرشيف سيرى في سايغون عمليات اجلاء الرعايا والعملاء بالطائرات من على سطح السفارة الأمريكية ومن المطار،، نفس الصور تكررت في كابول قبل أيام.

المصادقة التاريخية ان مدة حرب التحرير للشعبين الفيتنا والأمريكي عشرون عاما بالتمام والكمال  والأنظمة العميلة ذاتها والجهد الأمريكي لبناء جيش عميل ذاتها في البلدين والانهيار نفسه تقريبا اللهم الا ان انهيار الجيش الافغاني (300 الف جندي مدرب تدريبا جيدا مع قوة جوية ومدرعات) بهذه الصورة دون قتال لم يكن يخطر ببال حتى طالبان نفسها.

أصداء ما حدث وتفاصيله وردود الفعل في الغرب ستتفاعل قريبا اقلها فشل أجهزة استخبارات أمريكا وحلف الناتو في توقع ما حدث ..
تصريحات القادة والوزراء في أوروبا والولايات المتحدة واصدقائه كلها انمرطت في ماكينة اعلامية واحدة وهي التعبير عن القلق عما ستؤول اليه الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في أفغانستان والانتقال السلمي للسلطة وعمليات الأجلاء للاجانب والعملاء،، وكل ذلك لصرف النظر عن حقيقة الهزيمة المنكرة التي حلت بالغرب كله ممثلا بقوات الناتو والجيش الأمريكي وحلفائهم.

كلهم يتحدثون الان عن حقوق الإنسان والمقصود حماية العملاء وحرية المرأة،، ويتحدثون عن انتقال سلمي للسلطة وكان هناك سلطة تسلم لسلطة وعن حكومة تشمل كل الاطياف السياسية،، والهدف إنكار حق المنتصر في فرض رؤيته ونظامه السياسي،، كلام نفاق ومناورة لصرف الانظار عن الهزيمة.

– يكفيكم ان طالبان تترك لكم مطار كابول وتسمح بعمليات الأجلاء  وكان بإمكانها احتلال المطار والقبض على العملاء والمفاوضة على رحيل الأجانب مقابل استعادة اموال الحكومة الأفغانية السابقة المودعة في الغرب.

– الدرس الثاني في المدرسة الامريكية كان من كابول قدمه أساتذة طالبان وخلاصته : الدعم الأمريكي لأي نظام سياسي لا يساوي شيئا اذا لم يكن شعبك معك

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock