اخبار منوعةهام

دور الخالات او الدايات في بلاد الشام حتى منتصف القرن الماضي

الحياة نيوز . فيصل محمد عوكل . أولا وفي عصرنا الحالي ربما لاتعرف الغالبيه العظمى من النساء ماهي الدايه وماهو دورها في المجتمع لانها الان استبدلت بطبيبه نسائيه او قابله قانونيه متخصصه ومتدربه جدا على هذه المهنه بينما كانت في الماضي مهنه نسائيه تتناقلها النساء جيلا بعد جيل وبخبره التجربه الواقعيه وتكون علاوه علي دورها في عمليه التوليد فهي لديها خبره في وصفات الأعشاب والنباتات وفوائد النباتات للجسم سواء للمراه او للطفل او للصبايا وكانت تطلق عليها أسماء عديده أهمها واشهرها هي الدايه والقاب أخرى مثل الخاله او الام او الجده في بلاد الشام وخاصه القرى ويمتلكن خواص تجربه نادره ومتميزه لاتستغني عنهم امراه في تلك العصور الماضيه وحتى منتصف القرن الماضي ولا يطلق لقب الخاله او الام الا على المراه الكبيره جدا بالسن والتي مضى على مزاولتها لمهنتها ما لايقل عن أربعون عاما واضحت مصدر معلومات شامله حول كل شيء له علاقه بالمراه والطفل الماما تاما ومن خلال نظره واحده للام او الطفل وتتحول كلما كبر سنها وزادت خبرتها الى مرجع اجتماعي كبير تستشار في حالات الزواج للفتيات والشباب وهي بحد ذاتها تكون قد قامت بتوليد امهاتهم من كلا الجانبين وتعرف ادق تفاصيل حياتهم الاجتماعيه وحتى المرضيه وتعرف أسماء الأمهات وامهات الأمهات وأيضا الأبناء والاباء وقد كانت تحظي بمكانه اجتماعيه كام للجميع وكانت النساء تصطحب أبنائها او بناتها لها بحاله المرض ومعهن هديه متواضعه تكريما لها وكانت الهدايا بسيطه للغايه كعلبه حلويات حلقوم المعروفه او الواح صابون نابلسي او صابون غار او أشياء مفيده لها وللمجتمع عموما ولا تهتم بالنواحي الماديه بقدر ما تفخر بمكانتها الاجتماعيه والانسانيه في المجتمع فهي بحاله دائمه تتفقد الأمهات والابناء او البنات حتى ولو كبروا بالسن واضحوا شبابا فتحولت مع الزمن هي المستشاره في شؤون المراه والرجل وحالات الزواج ويكفي ان يكون أحدا ما أراد ان يزوج ابنه فيتم ذهاب ام العريس عندها لاستشارتها وماهي مواصفات العروس.
وبخبرتها ومعرفتها للجميع تعرف مسبقا بان هذا العريس مثلا وضعه الاجتماعي فلاح ولديه اغنام او ابقار ولديه ارض ويبحث عن زوجه تعينه علي الحياه وتقوم بواجبها الاجتماعي خير قيام وبخبرتها الكبيره بالجميع يكون لديها تصور شامل مثلا ان تكون جميله وقويه وقادره علي العمل في البيت وعمل الاجبان والالبان وخبز الطابون مثلا وكل دورها المناط بها كعروس او زوجه فيكون للام او الخاله او الدايه دور هام هنا حيث تشير لهم بان خير زوجه لابنهم هي فلانه بنت فلانه ولانهم يثقون في قدرتها علي تقدير الأمور تتوجه بعدها الجاهه لبيت العروس من النساء لاستعراض العروس ومواصفاتها فيجدونها كما وصفت وكانت لها أدوار أخرى وكان هناك مثلا امراض غريبه نسمع عنها كمثل أبو دغيم والصفار وامراض تصيب الأطفال فكانت لها طريقه عجيبه فهي ان شاهدت طفلا يلعب مع الأطفال ولا حظت ضعفا او مرضا به وبنظره سريعه تناديه وتعرف ابن من هو وتتوجه لبيت امه وتبلغها ان تعطيه كذا من الأعشاب وكانت في غالبيتها ناجحه وناجعه وكثيرا ما تقوم هي تطوعا بتقديم الأشياء المطلوبه للام او للطفل وكانت تحمل قلم كوبيا لتلوين من معه أبو دغيم وكيف كانت تصف الرمل الزراعي لعلاج السماط مثلا للأطفال كانت هذه الأشياء هي عامود الحياه الفقريه في المجتمع كمرجع مهيء للحركه ليل نهار وفي الحالات الطارئه وتتابع الام بعد الولاده أربعون يوما قابله للتمديد التلقائي العفوي وكان مايسمى النقوط او البشاره لها كدايه للمواليد الذكور من عشرين قرش الى نصف دينار حتى الخمسينيات من القرن الماضي ويصطحبها هديه لوحين صابون نابلسي وعلبه حلقوم وبشكير جديد ونصف دينار او اكثر حسب قدره الاب وقد تصل لدينار وهذا كان يعتبر مبلغا خرافيا او كبيرا جدا وفي الغالب الأعم ربع دينار خمسه وعشرون قرشا وبقيت هذه الظاهره موجوده اجتماعيا حتى تم إيجاد القابلات القانونيات المعاصرات والأطباء المختصين للأطفال أيضا وكل حسب اختصاصه وليس كما كانت العمه او الخاله او الدايه التي كانت تتمتع بكل هذه التخصصات عبر الماضي وحيث انتهي دورها وانقرضت وانقرض وجودها تماما وهذه النبذه عنها كانت ربما خاطر جاء في خاطري وانا اراقب مسلسلا لعجوز ذكرني بهذا النوع من النساء اللواتي كن مرجع اجتماعي كبير كان وزال واضحي ذكري تناساها الجميع وبقيت ذكرى اجتماعيه واحداث عابره لم يعد لها وجود.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى