الحياة نيوز- فيصل محمد عوكل – حينما يدخل الرجل مع زوجته مولا او سوقا تجاريه كبيره
ربما فكر بالانسحاب فورا فهو يحب ان يشاهد بطريقته الخاصه كرجل
وربما احب شراء شيء في عجله من امره
وكانه يحمل كلكوليتر بمخه يابس
وسريع يعطيه ارقاما يابسه باهته ادفع واطلع
بينما يستحيل على الرجل ان يفكر كيف تتفتح شهيه المراه وهي تنظر
ومن المستحيل ان يفكر الرجل بكيفيه نظريه المراه وهي تنظر للشيء وتقيمه
وكيف ستشتريه لو اتيح لها ذلك
وكانما يعمل خيالها وتستحضر اساليب تجاريه من الممكن
ان تغلب اعتي التجار في كوكب الارض حينما تتجلي عبقريتها وترغب بشراء شيء تريده
وما هي تكتيكات الصراع الفكري والنفسي والصبر والجلد بطريقه
تجعل الرجل يهتز ويتزلزل ويفقد ثباته ويستسلم تماما امام عناد وعبقريه وصبر المراه العجيب
وتكتيكاتها التجاريه من الصعب على الرجل ان يغامر في الخوض في خضم هذا المعترك
وتستطيع بنظره واحده ان تقييم ماتريد وان تعرف ما تريد دفعه وكيف تستطيع
الوصول للسعر الذي تفرضه هي على البائع والتاجر بطريقتها
وبحرب اعصاب اسطوريه خارقه وبصبر لاينفذ ابدا
وتحصل على ماتريد ولا تخرج الا وقد اشترته باقل الاسعار الممكنه
و هنا وفي بدايه المعركه وربما من اول المعركه
يصدم الرجل وهو الزوج فيزجرها علي المفاصله والتي يظنها جائره من وجهه نظره
وهنا تمتليء بالغيظ والقهر لانه سيسبب لها الهزيمه في معركتها معركه ذكاء المراه
وعبقريتها الفذه في حرب المفاصله
وحينما يقف الزوج مع البائع في خندق قناعه واحده تكتم المراه غيظها وتبتسم
وتترك زوجها يدفع ثمن تدخله من جيبه وهي متنغصه من هدم خوضها لمعركتها
وايضا تشعر بان زوجها فاشل جدا في الشراء وهذا يصيبها باحباط كبير
وكمثال بينما كنت في رحله الى الشام ذات يوم قبل سنين بعيده
نتجول في سوق الحميديه كان سوقا مدهشا جدا
مبهرا جدا يصيب الزائر الغريب بالدهشه والجمال والاغواء بالشراء
فاعجبني صقرا محنطا مع بائع وكانت احدى قريباتي معي كوني غريب عن البلد وضيف
وكانت قد حذرتني ان ابتاع شيئا دون حضورها معي
واذا حدث وان تهورت واردت الشراء علمتني تكتيكا بسيطا واصرت على ان لااحيد عنه
وهو ان طلب منك مبلغ الف ليره
فقل ثلاثمائه فقط ولا تدفع اكثر من ذلك
وهنا حتما لم يعجبني كلامها واعتبرته كلاما نسائيا مبالغ فيه وغير منطقي ابدا
ولانها اول تجارتي او اول صفقه اريد ان اثبت لها بانني ذكي ولست غبيا
وبانني قادر على المساومه وافهم التجاره ايضا واعرف فروق العمله
ولسؤ الحظ اعجبت قريبتي بغطاء للراس وتركتني في السوق واثقه مني بعد توصياتها
وهنا تجلت افكاري التجاريه واعجبت بالصقر المحنط وهو يمد اجنحته علي اتساعهما
وما ان سالت البائع عن سعره حتى طلب الفا وخمسمائه ليره سوريه حينها
وهذا يعني خمسه عشر دينارا حسب السعر وقتها
فرفضت واستعملت بعض تكتيكاتي وافكاري في المفاصله وقلت للبائع لن ادفع اكثر من الف ليره سوريه فقط
وكنت انظر للصقر والبائع وانا خائف ان يتركني ويمضي وتبقي حسره شراء الصقر المحنط في صدري
ولا اشتريه وكان البائع ينظر اللي باهتمام وقال لا
الف ومائتين وبعد صراع ومحاوله شطاره مني وفهلوه اخذته بالف ليره
واعتبرته نصرا ساحقا لي وعبقريه فذه وقدحققت انتصارا وكنت فرحا كالاطفال
وفجاه لحقت بي قريبتي وشاهدت الصقر المحنط وقالت فرحه مبروك بكم اشتريته
وكنت مزهوا بشطارتي فابلغتها فشعرت بالاحباط والقهر يعم ملامح وجهها وتقول
اين البائع وكانها تريد ان تبحث عنه لتضربه وتؤدبه انه قد ضحك على قريها الاهبل
وقالت الم اخبرك ان لاتشتري دون حضوري وكان هذا يعني ايذانا بانني اهبل جدا ومضحكه
وكانت هي مغتاظه وانا سعيد بانها لم تجد بائع الصقور المحنطه لكيلا تضربه وانا اتبهدل كمشتري اهبل
وفجاه سمعت رنين وصوت رجل يبيع طقم صواني قهوه ستينلس طقم كامل فتقدمت نحو البائع
فعرفت نيتي للشراء همست بغيظ اوعك تتكلم حرف
وسمح لي فقط ان اسال الرجل كم سعر طقم الصواني
فنظر الرجل نحوي وقال الف ومئتي ليره وكان منظرهما جميلا جدا وعندي رغبه بالشراء وهناك فرق اسعار بيننا
وتخلت قريبتي فورا وقالت ليش مال حرام
ام اننا نجمع المال من الشجر او من الارض هذا لايساوي اكثر من مائه وخمسون ليره
وهنا تخيل الي انها ستكون طوشه ووخزتني بصدري قائله هس
فتحركت من مكاني وتركتها تخوض حربا عالميه مع تاجر علي الرصيف صوته يصدح من بعيد وهربت
اعترف انني هربت
واعتبرتها مجرمه حرب تجاريه ولن ارافقها في رحلاتي التجاريه الثانيه
ووقفت امام بائع تمر هندي وطلبت كوبا بربع ليره سوريه فاذا بقريبتي تظهر بسرعه ومعها طقم الصواني كاملا ومعها
تيبل لامب للمكتب
وقالت مبروك هات مائتي ليره لقد اشتريت الصواني بمائه وخمسين وهذا التيبل لامب بخمسين ليره
يعني ان طقم الصواني الستينلس بدينار ونصف وبان التيبل لاب بنصف دينار
فصعقت جدا
وفجاه ظهر بائع صقور محنطه قادم من جهه المسجد الاموي فقالت لي قريبتي
هل هذا من اشتريت منه الصقر قلت لا وفعلا ليس هو ولم اكذب عليها
وطلبت مني الصمت وان لااتكلم نهائيا
واخذت تفاصله والرجل يكاد ينفجر من الغيظ وكانت تتخذ طريق التهديد بالانسحاب من الصفقه والرجل يتبعنا
وقامت بالموافقه واشترت الصقر المحنط بمائه وخمسون ليره سوريه
وهنا اكتشفت هبل الرجال في فنون الفصال
وتكتيك البيع وادركت بانني مطب بالشراء ومن السهل الضحك علي
وتوقفت امام محل لبيع العطور فتنبه البائع فاخذ يرحب بي بكل اريحيه فتدخلت
قريبتي وقالت لقد عدنا من عند الطبيب الان وهو مصاب بالرشح
وهنا اصابني الاحباط مره اخرى وبتكتيك اخر اعمق من الاول
واخذ الرجل يرينا انواع العطور وهي تنظر الي متوجهه بنظرتها نحو عيني
وكلما لاحظت نظرتي نحو نوع معين او زجاجه معينه
تاخذ بالمفاصله وانا اكاد ان اشق قميصي واخرج من المحل
لم تكن مفاصله كانت حرب تكسير عظم وتكسير ارادات
وكانت تفوز وبقوه وتخبر البائع بانها انضحك عليها وبانه ربح الكثير
وكنت انا في حاله نفسيه غريبه عجيبه جدا لااستطيع تحليلها
وكنت اشفق على التجار من قريبتي هذه
وكانت امراه قريبه مني اعجبتها نفس الزجاجه التى اشتريتها وقالت للبائع اريد هذه
واخرج البائع لها زجاجه كالتي اشتريتها او اشترتها لي قريبتي
وكنا نحن قد اشترينا ونرغب بالخروج وقال الرجل لها عن نفس السعر البسيط الذي اشتريناها به
فسمعت المراه وانا خارج تقول بعصبيه لماذا ادفع مبلغا كهذا وهل مال زوجي مال حرام
فخرجت مسرعا
وفجاه انفجرت المراه قريبتي بالضحك وقالت شايف شايف ضحكت الناس علينا
هذه المراه تفاصل عنجد ولن تخرج الا وتشتريها نحن حتى الان مضحكه
فلا تكبحوا النساء في المفاصله انها متعه وشعور بالقوه والذكاء وتكتيك وحرب اعصاب تجاريه
لاتتدخلوا ولو كان طقم فناجين بليرتين
وحينما سالتها او ليس هذا لؤما منك
اجابت لا بل احساسا فيك ولا احب ان يضحك احد عليك او علي او ان يستغفلني
ولا احب ان ياخذ ثمن بضاعته اكثر مما يستحق
فانا لست مسؤله عن اجره العامل عنده ولست مسؤله ايضا عن فخامه المحل
ولست مسؤله عن شايه وقهوته يشربها على حسابك او حسابي
انا اريد اعطائه السعر الحقيقي فقط مع زياده ربح قليل ويبيع كثير وهذا منطق وليس لؤم
وانتم تتعبون جدا باحضار المال فلم لانتعبه بالمفاصله ام يريد ان يحصل على السعر الذي يفرضه
دون عناء
انها فلسفه فلسفه حقيقيه ربما لم استطع حتى الان فلسفتها ولكنها واقعيه
فلا تكبحوا عنفوان المراه وهي تفاصل
انها تشحذ افكارها وطاقاتها وعبقريتها من اجل ان لايدفع زوجها قرشا اضافيا واحدا زياده
على فستان او شيء
ومن لحظتها فانا اخاف ان ارافق امراه للسوق
وعند المفاصله اشتري ادفع واهرب
وان وجدت امراه في محل تفاصل ايضا اهرب