آراء وكتاب

الناخبون الشباب والمرحلة المقبلة،،، بين الأمل والخيبة

الحياة نيوز- بقلم : عمـر بركـات الشهـاب- ونحن على مشارف الانتخابات البرلمانية التي تشكل استحقـاقًا دستـوريًا تنفيذًا لاحكام المادة 68 من الدستـور الاردني، سننتخب مجلس النواب الذي يشكل ثلثي مجلس الأمة، وذلك لاستمرار أعمـال السلطة التشريعيـة التي تتشكل من مجلس الامة والملك .
والسلطة التشريعية هي احدى السلطات الثلاث وصاحبة الولاية العامة في التشريع، ودستورياً لها وظيفتين أساسيتين هما :
1 – التشريع : و هو ان يتم دراسة ومناقشة مقترحات مشاريع القوانين و وضع مشاريع القوانين الموافق عليها من قبل النصاب القانوني في قالب الصياغة و استمرار مجراها القانوني لتصبح قوانين نافذة و ملزمة.
2 – الرقابة : و يتمثل هذا الدور في مراقبة أعمال السلطة التنفيذية عن طريق أدوات للرقابة البرلمانية و هي:( السؤال، الاستجواب، المناقشة العامة، الاقتراح برغبة، طرح الثقة بالحكومـة، التحقق، بند ما يستجد من اعمال ) , فجميع هذه الادوات هي ادوات للرقابة على اعمال الوزراء او رئيس الوزراء كسلطة تنفيذية تعمل على تنفيذ التشريعات .
و من هنا فإنه كلما كان دور النائب اكثر فاعلية في وظيفتيه الاساسيتين و بتفرغ و جهود اكبر فسوف نعالج الكثير والكثير من الاشكاليات التشريعية والكثير من الاشكاليات في تنفيذ القوانين من قبل مجلس الوزراء، و سوف نرقى الى مفاهيم اكثر دقة و تطور في مجال التشريعات الوطنية و تنفيذها .
و بعد بيان أهمية دور مجلس النواب و الانتخابات المقبلة، فإنه من الجدير بالذكر انه و وفق راصد” فقد احتوت الجداول الأولية للناخبين على ما يزيد عن 550 ألف ناخب ناخبة جدد معظمهم ضمن الفئة العمرية (18-22) واذا قمنا بتوسيع الفئة العمرية لتصل الى 30 فسوف نجد ان نسبة الشباب الذين يملكون حق الانتخاب هي نسبة كبيرة و لها دور كبير في العملية الانتخابية .
إن الشباب اليوم أكثر فئة تمتلك الطاقات والرغبة بالتغيير في اردننا العزيز لكل ما هو افضل، ولتسليط الضوء على الاشكالية في ظل تقصير دور الاحزاب في تعزيز مشاركتهم و ايجاد جلسات تحاورية ونقاشية و اعطاءهم الاهمية الواقعية لدورهم، نجد من جانب آخر انه يتم توجيه الشباب للانتخاب على أساس رابطة الدم او المعرفة و القرابة، و هذا ما يصنع جدارًا كبير امام تطلعاتهم و رغباتهم، و هو ما يحطم آمال جزء كبير منهم للاستسلام، و كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسن المعظم في رسالته الى شباب الاردن في اليوم العالمي للشباب ” أنتم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم بوصفكم قوة مجتمعية حاضرة وفاعلة، تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته. فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي -لا سمح الله- أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق الاقتصادي، أو متمنعا عن المبادرة والبذل والعطاء والعمل ”
أخيراً، ندرك أن مملكتنا الاردنية العزيزة، هي مكونة من نسيج اجتماعي و ثقافي و فكري من طوائف و اعراق و اصول متعددة التي نفتخر بها جميعا، ولكن نأمل ايضا ان يُطلق العنان لطاقات الشباب وقدراتهم و تعزيز دورهم في العملية الانتخابية و الانتخاب بالطريقة الدستورية و التي تحمي حقهم، و دون اي توجيه لعملية الانتخاب، بل الانتخاب على اساس الكفاءة، لما لمجلس الامة كسلطة تشريعية تأثيراً على مستقبل الاردن وعلى حقوق وواجبات ومستقبل الشبـاب .

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock