ثقافة وفنونهام
الطويل لـ”الحياة ” : التنوع السّكاني في الزرقاء جعلها من أهم محافظات المملكة ثقافيا

*عملت على تأسيس البرلمان الأردني للطفل وهذه قصة نجاحه
* أجزم بأن أي إنسان مثقف أو فنان من المستحيل أو يكون لديه نزعة تطرف
* قمنا باستحداث مهرجان جديد وهو مهرجان بيادر غريسا الثقافي الأول
* دور مديرية الثقافة في محافظة الزرقاء تشاركي مع الوزارات الأخرى
* وزارة الثقافة اثبتت نجاحا متميزا في ظل جائحة كورونا
الحياة نيوز- محمد بدوي – في لقاء خاص وحصري مع مدير مركز الملك عبدالله الثقافي ومدير ثقافة الزرقاء وصفي الطويل حول الشأن الثقافي في محافظات المملكة بصفة عامة ومحافظة الزرقاء بصفة خاصة كما تحدث الطويل عن دور الثقافة في تطوير أفكار المجتمع المحلي وتحقيق الإنجاز.
تاليا نص اللقاء :-
*بداية ، لو تُعرفنا على مهمة مديريات الثقافة في محافظات المملكة الأردنية الهاشمية؟
– مديرية ثقافة الزرقاء تعمل ضمن رؤية وفلسفة وزارة الثقافة التي تسعى لنشر الثقافة والوعي في كافة المحافظات ، وأنوه هنا بأن لكل مديرية ثقافة مهام مع الأخذ بالعلم بأن مديريات ثقافة في المحافظات بعضها لديها مراكز ثقافية هذه المراكز الثقافية تعتبر بنية تحتية هامة للمثقفين والأدباء والكتاب والأكاديميين والشعراء بحيث يستطيعون من خلال تلك المراكز الثقافية من ممارسة إبداعاتهم الثقافية والأدبية وأؤكد هنا بأن مديريات الثقافة في المحافظات دورها مهم جدا من خلال التنسيق والتكامل مع باقي المؤسسات والمديريات الاخرى التي تتبع وزارات حكومية أخرى فهذه المديريات المختلفة تعتبر حلقة واحدة رغم اختلاف مسؤولياتها ومهامها إلا أنها تعبر متكاملة وفي حلقة واحدة من خلال نشر الوعي والثقافة ، حتى المحافظات البعيدة مثل العقبة وإربد والمفرق فهناك مديريات ثقافة تحتوي هيئات ثقافية تختصر الوقت والجهد على من يريد مخاطبة وزارة الثقافة في العاصمة عمان وهذه المديريات لديها مهام مختلفة تعمل على تطوير الوعي والثقافة لدى ابناء المجتمع المحلي من خلال تقديم المسرح والفن التشكيلي والموسيقي والإبداع الطفولي ومكتبة الاسرة وكل ما يُعزز ويعمل على تطوير الثقافة والإنجاز لدى أبناء المجتمع المحلي.
ففي محافظة الزرقاء أقدّم مثالا هنا عن دور مديرية الثقافة في محافظة الزرقاء بالتشاركية مع الوزارات الأخرى فهناك مركز الاحداث نقوم بالتعاون والتنسيق مع وزارة التنمية الإجتماعية بتقديم ورش عمل سلوك من خلال الثقافة وتقديم عروض مسرحية أو إقامة معارض للفن التشكيلي وهنا نُقدّم مثالا على الثقافة والفنون في مواجهة العنف والمخدرات أو أية سلوكيات اخرى يواجهها هؤلاء الأطفال في مراكز الأحداث من خلال تنمية أفكارهم إيجابا ، اضافة الى استحداث برامج جديدة ففي محافظة الزرقاء ايضا قمنا باستحداث مهرجان جديد وهو مهرجان بيادر غريسا الثقافي الأول فـغريسا منطقة صاحبة حضارة إغريقية رومانية وتركية هامة جدا ومن خلال وزارة السياحة تعاونت مديرية ثقافة الزرقاء ليُقام في غريسا احتفال فكنا شركاء مع وزارة السياحة من خلال اقامة المهرجان.
*دعنا نتحدث الآن عن دور مديرية الثقافة في محافظة الزرقاء في 2020؟
– للأمانة أقول إن من أهم مديريات الثقافة في المحافظات هي مديرية الثقافة في الزرقاء ، فمن خلال تجربتي وخبراتي السابقة في العمل العام حيث أنوه من خلالكم بأنني كنت مديرا لمديرية الثقافة في مدينة السلط حيث كنت مديرا لثقافة الطفل ، ومدير لوحدة مواجهة التطرف والارهاب التي كانت تتبع وزارة الثقافة تتبع لرئاسة الوزراء ، لكن خدمتي في مديرية ثقافة الزرقاء لمست عن قرب بأن محافظة الزرقاء مدينة عريقة مدينة تحتوي التجانس التعايش الراقي والجميل جمعت كل هويات الأردنيين من كافة الأصول والمنابت ، الزرقاء ونحن محظوظون هنا بأن لدى المحافظة مركزين مركز الملك عبدالله الثقافي وهو مركز مهم جدا وهناك مركز الاميرة سلمى للطفولة وهو المركز الوحيد في الأردن الذي يهتم بالطفولة من خلال تقديم دورات وبرامج وأنشطة هامة جدا ، وعلى الرغم من جائحة كورونا التي كان لها آثار سلبية على كافة القطاعات إلا أننا في الزرقاء استطعنا من خلال مديرية ثقافة الزرقاء قدمنا وكنا على تواصل مع “الزرقاويين” والمثقفين والأدباء والكتاب واستمرت خططها الثقافية من خلال الاتصال عن بعد ، كما نقوم من خلال مركز الاميرة سلمى حقيقة من خلال الاتصال عن بعد بتقديم البرامج التدريبية من خلال المسرح والموسيقى والفن التشكيلي ومجانا للمدينة والأطفال ، إضافة بأننا نقوم بشكل شبه يومي في مركز الملك عبد الله الثقافي بتقديم أنشطة وبرامج من خلال إشهار كتاب أو ندوة ثقافية أو برنامج خارج المديرية.
*أين الشباب من إهتمام مديرية الثقافة في الزرقاء؟
– لا أخفيك في عام 2019 لمست اهتماما واضحا من فئة الشباب بالمسرح والموسيقى والفن التشكيلي حتى أن هناك نادي أسرة القلم بالزرقاء الذي قدم الإبداع حقيقة بشكل واضح ومميز من خلال تقديم منصة إبداعية فاستقطبنا الشباب وقدمنا مبادرات شبابية دون مسمى تعشق المسرح أو الموسيقى أو الفن التشكيلي قدمنا لهم دعم من خلال ميزانيات محددة بحيث يكونوا فاعلين منتمين لمجتمعهم من خلال اقامة ورش او الدعم بالقصة والشعر والفن التشكيلي إضافة بأننا قمنا بورش مختلفة من خلال برامج دولية مهمة كان لها آثار ايجابية ولنا خطط جديدة هذا العام من خلال طرق لمواجهة العنف او التنمر فوزير الثقافة يؤكد لنا دائما أهمية دور الشباب وتنمية قدراته الابداعية في المشهد الثقافي.
*هناك فئة من الشباب عاطلين عن العمل وفقراء فما هي توجهات الثقافة وأعني هنا بمديرية ثقافة الزرقاء لإبعاد هؤلاء الشباب عن أي فكر متطرف؟
– أنا أجزم بأن أي إنسان مثقف أو فنان من المستحيل أو يكون لديه نزعة تطرف أو عنف فلم يسبق تسجيل حادثة لفنان أو مثقف أو أديب بأنه تحول الى متطرف فكريا او سياسيا ، فنحن نحاول دائما من خلال تقديم برامج المديرية بتقديم التوعية ونشر الثقافة الواعية للشباب وهذا لا يعني انه لا يوجد برامج بالشراكة فعلى سبيل المثال سعينا مع مركز السلم المجتمعي ببناء شراكة هامة من خلال تبادل الآراء والراي حيث قمنا بترشيح خمسة شباب قمنا بتدريبهم في مركز السلم المجتمعي على برامج مواجهة التطرف والعنف بحيث يكونوا نواة لمبادرة شبابية قادمة لهذا الموضوع نحن نحاول دائما تقديم الآراء من خلال تقديم لغة الجمال والفن في موضوع محاربة هذا التطرف ونحن نستمد افكارنا ايضا من خلال مراجعة تجارب سابقة مثل رسالة عمان او اسبوع الوئام العالمي ، وفي عام 2020 كنا سنطلق عنوان بأن مدينة الزرقاء مدينة التسامح ولكن مع الأسف الشديد جاءت جائحة كورونا أجلت هذا البرنامج ومع ذلك نحن نؤكد بأن الشباب عنصر رئيسي وهام في المجتمع المحلي وبالمناسبة نحن نسعى ايضا الى تسليط الضوء بل وتشغيل الشباب العاطل عن العمل من خلال دعوته لتقديم مبادرة وقم بمشروع معين ضمن موهبتك سواء فنان تشكيلي او موسيقى نحاول توظيف أفكارهم.
*هل لك أن تتحدث لنا وللقارئ عن البرلمان الاردني للطفل الذي قمت على تأسيسه؟
– حقيقة تشرفت بأنني قمت على تأسيس هذا البرلمان حيث اجريت انتخابات مباشرة في مجلس النواب الاردني لهم في 28/12/2019 وتمخض عنه رئيس برلمان ونوابه وتمخض عنه ايضا أعضاء اللجان هذا البرلمان له نظام داخلي ، هذا البرلمان الاردني للطفل يتبع جامعة الدول العربية له مقر في إمارة الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة وأنا الأمين العام للبرلمان الأردني للطفل هذا البرلمان للطفل مهم جدا حيث يقوم بتعزيز مفهوم الديمقراطية بين الأطفال والشراكة على ان يكونوا جزءا مهما من الحياة الديمقراطية.
*بصراحة كيف تقيم دور وزارة الثقافة في دعم مديريات الثقافة؟
– لا بد أن نعترف جميعا بأن وزارة الثقافة اثبتت نجاحا متميزا في ظل جائحة كورونا من خلال مسابقة “موهبتي في بيتي” البعض يتسائل ما ذا قدمت وزارة الثقافة وهل دعمت وهل وهل ؟؟ أسئلة كثيرة وأنا أجيب بأن وزارة الثقافة وزارة هامة ورئيسية تقدم ما باستطاعتها وزارة الثقافة تبني الفكر والعقل وما تقوم به وزارة الثقافة مهم جدا وتقوم بكل جهد للوصول الى الجميع ضمن امكانياتها وقدراتها ولا تبخل على أحد دورها ثقافي ونشر الوعي وهو مهم جدا فكل ما بحياتنا هو ثقافة من خلال التعامل مع الجميع ثقافة.
*أنتم عضوا في مجلس نقابة الفنانين .. كيف تنظرون الى ما قدمته نقابة الفنانين الاردنيين الى الفنان الاردني في ظل جائحة كورونا؟
– لا شك أن الوضع السائد في البلاد في ظل جائحة كورونا لم تقتصر آثاره على نقابة الفنانين الاردنيين بل على كافة القطاعات والنقابات فأصبحت حالة عامة ومع ذلك لم تألوا نقابة الفنانين جهدا مع الديوان الملكي أو مع وزارة الثقافة من خلال لقاءات مباشرة وقمنا بتقديم تفاصيل كاملة عن حالة الفنان الاردني في ظل الجائحة ، علينا أن لا نشكك بدور نقابة الفنانين الاردنيين وما قدمته ، واؤكد هنا الى اهمية دور الفنان الاردني وقيمته الكبيرة جدا وسيبقى دورهم كبيرا ومهما جنبا الى جنب كافة الفعاليات في البلاد.
*أعود الى الزرقاء بصراحة ، هل المُثقف في هذه المحافظة مظلوم؟
– أنا لا أعتبر المثقف في الزرقاء والسلط مظلومين لسبب ، فقرب المدن والمحافظات على العاصمة يؤثر على الفنان والمثقف والأديب والشاعر والكاتب فأحيانا حينما تاتي بعرض مسرحي أو ثقافي أو أدبي في الزرقاء البعض يُفضّل العاصمة وأن يتابعها في مسارح عمان وهذا لمسناه كثيرا وبصراحة نشاهد مثقفين وأدباء وفنانين من الزرقاء دائما يتابعون الاعمال المسرحية والثقافية في العاصمة وهذا لمسناه وهم من سكان العاصمة وقد يكونوا من سكان الزرقاء واحيانا لا يتابعون الاعمال الثقافية في الزرقاء ، وأنوه هنا بأن الزرقاء قدمت للعاصمة عمان بالمثقفين والأدباء والاعلاميين والصحفيين المعروفين ، وانوه هنا بأن طريق المثقف والاديب والشاعر والفنان احيانا كثيرة طريقة مليئ بالاشواك والصعاب فعليه الصبر وأن يصابر حتى يصل الى ما يريد.
*هل الثقافة في بلدي تُطعم خبزا؟
– من وجهة نظري نعم تُطعم خبزا ، فالفنان والمثقف القادر أن يمتلك أدوات ويكون مُقنعا وقادر ان يثابر ويصبر قادر على ان يكون لديه مصدر رزق فكثير من الفنانين والمثقفين أضحى لديهم اسما في المحافل الدولية والعربية رغم بداياتهم الصعبة والتحديات التي واجهوها ، ومع الاسف اقول ان هناك بعض الفنانين دائم التذمر والشكوى ويُشكك بالآخرين واقول لهم اثبتوا نفسكم وقدم نفسك كفنان او موسيقى او مثقف حتى تثبت وجودك مع الصبر.
*هل أنت متفائل بمستقبل ثقافي مزدهر في بلدي؟
– بداية أسأل الله ان نجتاز جائحة كورونا التي أتعبت كافة القطاعات والبشر والعباد ، نحن نواجه التحديات الصعبة وهذا يعرفه الجميع في كافة المجالات فكل القطاعات مرتبطة ببعضها البعض سياسيا واقتصاديا وثقافيا فحولنا إقليم ملتهب والظروف في المنطقة صعبة وقاهرة وهذا كله له تأثير على كافة القطاعات فهي حلقة مكتملة وحلقة واحدة ، نحن متفائلون دائما في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ونحن معه ومعه ونأمل أن يكون المثقف حاضر متواجد لأنه يبني الفكر والثقافة الى الامام ونتمنى أن يأخذ فرصته دائما.