مدونة الأردن

العلّامة و الحَبَر الأردني روكس بن زائد العزيزي

 الحياة نيوز – نقلا عن صحيفة الحياة

” الحظّ للجميع أمّا الخلود الأدبي والعلمي فهولأولئك الذين بذلوازهرة العمروريعان الشباب متناسين كل ما في الحياة من مغريات”

تحمِل الأردن وجوهاً من طيب, تقاسيمها طيّبة, في عيونها أسراب خير لها تاريخٌ غُرِسَ شجرهُ وحجرهُ بأيدي من غُرِست محبة الأردنِّ في قلوبهم, رَوَت يداهُ الزنابق حتى أينعت هذه الحروف النابضة من قلبٍ مرهف فأزهرت في سبعة أجزاء, ويا للغته الحسناء من نصيب من محبته وتدفق شذى قلبه وأدبه فكان مستطردُ البحث فيها, جامح في عملية بحثه وتوثيقه ,وأحبَّ الأردن حتى أشاد لتراثها الجميل الأصيل المتناغم معلَمَةً من خمسة أجزاء وكأنها مناهل علمٍ ومعالم عز, ومضافات تمدُّ زائرها بالحياة.

 يقتبس الطبيعة الأردنية ويصيغها ويرسمها ويقدم مكتبة أُردنية صورية ومكتوبة اجتهد فيها مواصلاً محبته ودماثة خلقه وتطبُّع الأردن فيه وجهود قلمه وفكره المستنير وذاكرته التي عاشرت وعايشت اللبان والصفصاف والعرعر والطلح والأثلوقدَّم الهوية التي لا تبور, والتُراث الزاهي بالطرب والكرم وقوة الرجال والكرامة المقصبة بحقول القمح التي كانت أقوى من عيون العدو, هوية لا تطرف فيها ولا ضيم ولا أرتال من الأحقاد كما قد يبدو الآن بفعل شوائب الزمان. تعلو إنسانيتها و وجدانيَّتُها على كل شيء.

قلبه ناعور من طيب وكرم ومحبة, نَبَض كعين ماءٍ مقدسة لا تخور قواها ولا يقف جريانها, ابن مأدبا الذي نشأ من أمشاج المحبة الأردنية, كان سنداً للمرأة كأنما السنديان, نسوياً من النوع الأصيل المُحق الفاعل وليس القائل وحسب.

ما أشبهَهُ بالجسر الذي يربطُ بين ضفّتين وعرتين ، ذاك الجسر الشامخ الثقافي الذي رَبَط بين قَرونٍ كثُر بها التجّهيل و الظلم و بين قرنٍ كان أقل هوناً على الأردنيين، أطاحَ بالحبرِ الذي في قلمه على أرض الصفحة كما يطرَحُ الجندي بالعدو أرض الميدان في المعركة ، فكان ثابت الخطى و لم يخفف تسارعه يوماً في تجسيد الهوية و الكلمة الأردنية و تأريخها فكتب ما زاد عن 40 مؤلفاً ، منها ما درس منهُ الأردنيون من منهاجٍ مدرسيٍ مقرر في بداية القرن الماضي في مدارسهم فكان خير جندي مجهول من جنودٌ مجهولين كثر ، أيقظوا الأردن القديم العظيم من غفوته كعودة عنقاء نفضت عنها غبار قرون التجهيل .

  • نشأة الحَبَر الأردني

ولد مَعلَمة التراث الأردني روكس بن زائد بن سليمان العزيزي في مادبا في السابع عشر من شهر أغسطس من عام 1903 ميلادية ، لقبيلة العزيزات الأردنية التي تعود بنسبها إلى الغساسنة ، سُمي بروكس تيمناً بعيد القديس ” روش ” الذي تصادف وقوعه في يوم ولادته ، و هو اسم لاتيني يعني المَلِك، بينما يُقال أن تسمية العزيزات تعود إلى سدانة وعبادة العُزّى  .

عُمّد روكس في الرابع و العشرين من ذات شهر ولادته وأمه هي زعول بنت حنا الشويحات و كان هو السابع بين أخوته على أربعة بنات وخمس من الذكور كان لروكس طفولة حازمة و حميمة بنفس الوقت ، إذ أغدق عليه والده جل الاهتمام و الرعاية فكان قد اودعه حين أصاب القرية مرض ولمس أمه بعضاً منه إلى مرضعة من القيسية و إسمها غالية و بقي عندها ثلاثين شهراً و كان ذا عقلية متحضرة متعلمة فقد درس والده في مدرسة دير اللاتين في الكرك كما كانت كذلك أمه ؛ إلا أنه كان صارماً و متديناً و هذا ما عكس على روكس وعلى شخصيته بعض من الصلابة والالتزام والجَلد ، وعند إتمامه السادسة من العمر في 1909 ألحقه والده بمدرسة الدير إلا أنه لم يستطع إكمال تعليمه بسبب وضع الاحتلال العثماني يده على كنيسة مادبا و تحويلها إلى مخزن حبوب وتحوّلت مدرسة الدير إلى ملكيتهم فأوقف تعليمه عام 1914 وعادت المدرسة للتدريس بعد الثورة العربية الكبرى في عام 1918 م ولم يكتفِ روكس بما كان يعطيه إياه أستاذه حنا بونفيل في المدرسة، فقد حذا حذو والده في الاهتمام بالعلم و الثقافة فكان يتصفح ما لدى والده من كتب في مكتبته الصغيرة وبسبب ذلك حفظ كتاب كليلة ودمنة للجاحظ وهو في عمر الخامسة عشر .

كان روكس بن زائد العزيزي كوالده وكباقي الأردنيين لم ينظر يوماً إلى دينه ومذهبه بتعصب ولم يصنف الأردنيين يوماً على هذا الأساس فقد درس القرآن والانجيل ومزامير داود والتوراة حتى وحفظ منها وذلك ما دفعه إلى كتابة كتاب ” علي بن أبي طالب أسد الإسلام و قديسه ” فيما بعد .

  • روكس طالباً

كان لروكس نجابة وفطنة وإلتزام بالنظام في بيئة مدرسية لا تختلف كثيراً عن البيئات المدرسية اليوم في أطراف العاصمة وفي المحافظات ، فلم يأفل نور روكس في الإبداع والاندفاع للعظمة بل وكانت بيئته الأردنية سبباُ من أسباب تشكيله .

يذكر العزيزي عن طفولته و دراسته فيقول أنه رفض المشهد القاسي للطلبة عندما صحبه والده إلى أٌقرب مدرسة في المنطقة حينها، ولم يكمل يومه الأول حتى هرب قائلاً : “ما ودي هالمدرسة من عين أصلها ” ، وعاش العزيزي تفاصيل البيئة المدرسية الأردنية بانضباطها و شقاوتها و جَلَدها ، فكان شاهداً على سرقة عصا المعلم الصارم بل ودهن يده بدم “الجراذين”(جمع جرذون) حتى لايشعر بألم ضربة العصا و هذه خرافة يتداولها الأطفال الأردنيين حتى يومنا هذ ولم يخفِ مقته لصرامة المدير حتى خارج أسوار وأوقات المدرسة.

  • روكس معلّماً

في عام 1909 م بدأ الاحتلال العثماني باقتياد الشباب الصغار للتجنيد الإجباري من أجل حروبها مما جعل والد روكس يصغّر من عمره لفترة، من ثم بدأ روكس وظيفة التعليم في سن مبكرة ، إذ بدأ التدريس في 18-8-1918م أي عن عمر 15 سنة بالضبط و تعب فيها في بادئ الأمر فدرّس العربية وتاريخها و مبادئ اللغة الفرنسية في مدرسة اللاتين في مادبا لسبع سنوات وكانت مهنة التعليم حينها ذات تقدير اجتماعي عالٍ مما جعل المعلمين يتنافسون على العمل أكثر بالرغم من رواتبها القليلة والتي كانت تدفع لتسعة أشهر بالسنة على كل ثلاثة أشهر ولم يكن التعليم مرحلياً إذ كان يقسم الأطفال على مرحلتين من عمر السادسة إلى الثانية عشرومن الثانية عشر إلى عمر السادسة عشر عاماً وحين تحررت المملكة من الاحتلال العثماني كان بها ثلاث مدارس : هي السلط ، وعجلون ومعان بالإضافة إلى مدرسة شبه إعدادية في الكرك .

و كانت هذه المرحلة –أي تدريسه في مادبا 1918-1925 – بداية إهتمام روكس في الكتابة أيضاً فكان يكتب في عدة صحف منها (رقيب صهيون) في القدسكما كان مهتماً في القانون لدرجة أنه خوّل للتمثيل أمام المحكمة كمحامي ومن ثم قام روكس بالتدريس في مدرسة السلط لسبع سنوات أيضاً ومن ثم انتقل إلى مدرسة اللاتين في 1932 لسنتين فمدرسة عجلون لثلاث سنوات وأسس فيها ماأشبه بنهضة مسرحية أردنية في نادي عكاظ الذي أسسه ومن ثم عاد إلى عمان حتى عام 1942 ، متنقلاً يعلم أبناء هذا الوطن ما يستحقونه من علم حُجب عن ذويهم لأربعة قرون، من محافظة إلى محافظة و من مدينة إلى مدينة .

إنتقل بعدها روكس للتعليم في كلية تراسنطة في القدس و ظل فيها حتى حلّت النكبة عام 1948 ، فارتحل عائداً إلى الأردن حزيناً،  وكان قد نُهب منزله ومخطوطاته هناك وأعاد كتابة بعضها فيما بعد..إنتقل روكس للتدريس مع انتقال كلية تراسنطة إلى عمان فبقي ينهل على أبناء الوطن من عِلمه حتى عام 1956، وفي نفس العام نال دبلوماً في الصحافة من جامعة القاهرة من ثم انتقل إلى عدة مدارس في الأردن يُعلّم أبناءه حتى عام 1974 بذل أغلبها في تعليم أبناء الوطن وفضّل ذلك عن باقي المِهن التي عرضت عليه، كرئيس لبلدية مادبا مثلاً .

تأثر العزيزي في فترة تدريسه بالعديد من الاشخاص مثل الأب انستانس الكرملي وميخائيل نعيمة وسلامة موسى و رشيد خوري وأحمد زكي أبو شادي مما جعله يبذل جهداً أكبر في تسليح الأردنيين بالثقافة و العلم فكان يؤسس الفرق المسرحية خلال تواجده في مدرسة دير اللاتينوعمل في تأليف المناهج خلال تواجده في مدرسة عجلون، وكان يستخدم آلة “الستانسل stencil ” أو المرسام و هي ورق او الواح رقيقة مفرّغة بالنص المراد طباعته لندرة الكتب المدرسية حينها وصعوبة طباعتها وكان ذلك كله جهد فردي منه ، كما كان يحرص على تعليم الطلاب القواعد والتاريخ  والجغرافيا وبذل اهتماماً في الأنشطة اللامنهجية لما اعتبره جزءاً مهماً في المسيرة التعليمية فكان يسيّر الرحلات المدرسية العلمية و يحرص على التمثيل والمحاضرات والمسرح وبعض الأشغال اليدوية .

  • زواجه

” الذي من الله عليه بزوجة صالحة فهو إنسان سعيد ، و كذا كانت أم عادل “تزوج روكس من آنسة فاضلة تدعى هيلانة سليم مرار في 23-3-1923 ميلادية عن عمر عشرين عاماً ، وكان زواجهم قد تم بعد معاناة من قبول الأسرتين لعلاقة والدها السيئة مع والد روكس حتى أنه عندما لم يقدر على منع زواجها منه، خيّرها بين روكس و بين الحياة مع أسرتها ولها ما تريد من الحلي و الملابس ! فاختارت روكس بالخمسين ليرة العثمانية التي استدانها حتى بل وسافرت معه من القدس إلى مأدبا ، وكانت لها أعظم الأثر في معاونته و مساعدته، هذا الأثر الكبير الذي دفعه لأن يكتب فيها المرثية المؤلمة في “جمد الدمع “فالمطلع على مذكراته ، سيلمس درجة حب المؤرخ و الأديب العظيم روكس العزيزي لزوجته و مدى تقديره لها ولعله ما ورثه عن والده الذي كان الأميز بين رجال مأدبا في تعامله مع أمه –أي والدة روكس-ولم يقف تميز بيئته هنا بل إن والدته كان أيضاً طيبة و دمثة و لطيفة العِشرة مع زوجة روكس و تعطف عليها كثيراً.

أنجب روكس من الفاضلة هيلانة ، خمسة بنات و ثلاثة أبناء ، و رحلت في 29-1-1981 و بقي مخلصاً لها، فأخوها كان عرض على روكس بعد 40 يوماً على وفاتها أن يتزوج لحاجته إلى معين فقال روكس : “البيت الذي أقمت به معها لا أسمح أن تدخله زوجةً غيرها” و كان ذلك ومن الجدير بالذكر نظرة روكس ين زائد العزيزي للمرأة، ففي معرض مقالته (الاستعمار يعمل لتأخير المرأة العربية) قائلا :” يخطئ من يظن أن الاستعمار لم يسعَ إلى تأخير نهضة المرأة العربية ودليلنا على ذلك أن الانجليزعندما استولوا على الديار المصرية سنة 1882م كان أوّل ما فعلوه أنهم أقفلوا مدارس البنات في كل القُطر المصري مدعين أنهم فعلوا ذلك من أجل الاقتصاد، وأبقوا في مصر كلها مدرسة ابتدائية واحدة للبنات هي المدرسة السّنّيّة ترأسها ناظرة إنجليزية . لأنهم يعلمون أن نهضة المرأة هي أساس النهضة الاجتماعية ، وذلك لأن المرأة هي الأصل وهي أساس الأسرة ، ومربية الأجيال ” كما كتب عما دار في العراق عندما أبدى الملك فيصل الأول حرصه على تعليم المرأة و انتقد العقليات الجامدة التي كانت تقف ضد ذلك فنرى أن زائد العزيزي ورّث تحضره إلى ابنه روكس و ابنه ورّثه إلى أسطره، دليلاً على أن التربية و البيئة كانت خير صانع لما تحمله الأكتاف من أفكار و عقائد  زائد العزيزي نفسه إبن البيئة الأردنية، ذاتها التي كان ملكها الاردني النبطي الحارث الرابع مشاركاً لزوجته الملكة شقيلات عملة الأردنيين الانباط التي جمعت صورتيهما، ذاتها التي حرص العزيزي على ذكر المنزلة الرفيعة عند البدوي لأخته التي قد تصل إلى تلبية “النخوة” عند الشدة بإسمها في الجزء الثاني من معلمة التراث الأردني .

ذاته ذات الأب الذي أبرق إلى إبنه روكس في إحدى فصول الشتاء معلِماً إياه بمرضه، فلما حضر روكس من عجلون إلى مأدبا وجده يقول : ” لا قيمة للمستشفى إذا كنت اليوم غائباًوأنا اليوم أشعر إني تحسنت لرؤيتك” و كان والده قد رحل إلى جوار ربه بعد هذا الموقف بشهر واحد و روكس وعائلته حينها في عجلون .

  • العزيزي و التاريخ الأردني

في يوم من الأيام وكان يوماً ماطراً وأثناء تدريس العزيزي في مدرسة دير اللاتين في عام 1922 تحديداًمر بأربع جُباة فاسدين يتعلقون بقوّة برجل من بني حميدة و يتناقلوه بينهم ومعه “شوال”من الفحم وكان كل واحد منهم يطلب منه نوعاً من الضريبة فلما رأى العزيزي قال : ( أنا بوجهك يا النشمي ) فقال : (وصلت)  فدفع العزيزي كل ما طلبوه بل واشترى منه الشوال وأخذه معه إلى البيت وأبقاه عنده تلك الليلةفكان هذا الموقف هو الدافع للعزيزي لتأريخ تاريخ هذا الشعب و محركه حيث قال حينها ”هذا شعب يستحق الدراسة  فهذا العرفان والشعور المرهف الذي جعل هذا الرجل ينظم قصيدة مدح لأمرجدير بالاهتمام”ولم ينسَ العزيزي هذا الموقف و كتب فيه في جريدة الأحوال اللبنانية مقالاً بعنوان (انتصاراً لفتى من قبيلة بني حميدة) .

منذ ذلك التاريخ التجأ العزيزي لدراسة البادية الأردنية ، فظل يتجول بين عام 1922 و 1938 وكان يكتب كل ما تعلق بحياتهم بأوراق كثيرة بلا ترتيب، وكان يَسعَد كلما رأى أكوام الدفاتر كانت معجزته الكبرى كتاب (معلمة التراث الأردني)كطوب لم يبنى فيه بعد، متناثر هنا وهناك تناول ما أحاطت به جدران الأردنيين و أوتادهم من حياة، حتى اتصل به العلّامة الأب أنستاس ماري الكرملي و دفعه إلى جمع قاموس لما كان يورد على اللسان الأردني من لهجة جُملةً و تفصيلا، ووعد الأب بطباعته فجمع العزيزي كل ما قدر عليه من كتابة خلال الـ 16 عاماً وأضاف إليها في أربعة مجلدات تزيد عن 1200 صفحة تزن ذهباً، لكن قصورالمبلغ المرصّد بما كان بيد الأب الكرملي للقاموس جعل العزيزي يلتجئ لوزارة الثقافة حينها وكان معن أبو نوار حينها وزيراً لها إلا أن الوزارة أيضاً لم تكن ذات حيلة حينها لطباعة هكذا كتاب .

لم يقف العزيزي عند هذا الحد، فطلب منالمشير البطل  حابس باشا المجالي أن ينجده بمطبعة القوات المسلحة فلم يُقصّر وكان ذلك فوراًكان هذا الكتاب في غاية الأهمية ، للأردنيين وغيرهم  فبعدها بفترة ليست بالبعيدة كان الكتاب قد اعتمد في جامعة يوتا الأمريكية وأقر في جامعة باث البريطانية وجامعة السوربون الفرنسية.

*العزيزي وايليا ابو ماضي

من المواقف التي تُجهَل عن روكس ودوره في حفظ ما انتجه الأردنيون هو في سجاله الطويل مع ايليا أبو ماضي ، حيث أن العلّامة كان قد كتب فصلاً في كتابه وأذيع في منتصف الخمسينات تحدث فيه عن البادية الاردنية في الأدب المعاصرومن بين هذه الأشعار هي قصيدة لأردني يدعى علي الرميثي وقال أنها أصل لقصيدة مشهورة لإيليا أبوماضي و إسمها (الطين)وهذا ما أدى لإشتعال حرب إعلامية بين روكس الذي حاول إثبات الابتكار الأردني وبين إيليا أبو ماضي الذي لم يفوت فرصة لقذف العزيزي والأردنيين بأبشع الصفات والألفاظ بل وأنكر التاريخ الأردني ومقدرة الأردنيين على كتابة قصيدةٍ مثل ما ادعى أنه كتبه والحقيقة أن علي الرميثي معروف في الأوساط الأردنية خاصةً في البادية وهوعلي الرميثي الخريصي من الفدعان من عنزة ويعرف في بعض الأوساط بمحمد الدسم الرميثي وقصته مع ابن عمه سالم متداولة، فعلي الرميثي عاش في حدود عام 1880 ميلادية، متخصّراً زنار الجوع و الفقر المدقع، لكن لم يمنعه ذلك من أن يتحزّم بسيق عزته وكرامته و نبله أما قصيدته فقصتها أن سالم في إحدى الغزوات قتلت فرسه وأصيب هو وسقط  فعجل عليه عليّ بفرسه وأنجده فأصبح مديناً له بحكم ما فعله إلى أن أحب الرجلين فتاةً واحدة وخُيِّرت بينهما واختارت علياً فكره الأمر الثاني .وبقيا على هذه الحال حتى توفيت الفتاة  وذهب علي الرميثي إلى ابن عمه فلم يقم بواجب الضيف كما المفروض و التفت بوجهه عنه.

  • وفاته

رحل العلّامة بغير وقع أو صخب، فكان رحيله هادئاً في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر بعام 2004 عن عمر يناهز قرابة الـ 95 عام وكان قد أوصى بمكتبته إلى مجمع اللغة العربية الأردني وأقامت له بلدية مادبا و العديد من الجهات عزاءاً و نعياً سنوياً لم ينقطع التأبين عن روكس عن الأردنيين الذين عرفوه وعرفوا قلمه وما سطره ، أمّا روكس ؛ فحاله حال كثيرٌ من الأردنيين، جندي مجهول اخر

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock