إلى دولة معروف البخيت أحر العزاء

الحياة نيوز-بقلم ضيغم خريسات -صُعقت عندما تلقيت خبر رحيل ولدك الوحيد سليمان الذي صارع المرض وكنت تقف معه ليل نهار عبر الهاتف اثناء رحلة علاجه في اسبانيا فأصابك الالم وجلست على فراش العلاج منذ أشهر ، نشهد بإيمانك مؤمنا بقضاء الله وقدره .. ولكل أردني أقول ان سليمان رحمه الله لم يتلقى علاجه على نفقة الدولة فوالده الدكتور معروف البخيت هو من تولى ذلك وعلى نفقته الخاصة .

وحتى ذهابه الى أمريكا لإجراء فحوصات وتلقي العلاج هناك  ، اسمح لي دولة الاخ الذي أعرفه أن أصارح الشعب الأردني بالحقيقة المرة أن ابا سليمان استدان أكثر من ثلاثمائة الف دينار على راتبه من البنك ليغطي تكاليف علاج ولده في الخارج ورفض ابا سليمان العلاج خارج المدينة الطبية أثناء مرضه ايضا..
البخيت الذي لم تمتدّ يده الى جيوب الوطن أو جيوب الشعب ولم يبني استثمارات على حساب الاردنيين ولم يستغل المناصب ليحصل على المكاسب..
ولم تمتد يديه حتى الى مخصصات رئيس الحكومة وأنا خير شاهد على ذلك أمام الله والشعب أثناء عملي مستشارا خاصا له.
عزاؤنا يا دولة الأخ المؤمن بقضاء الله وقدره وبهذا الوطن وشعبه الأبي أننا عرفنا رجلا مثلك .

يعلّم الناس مثلا في الخلق والأخلاق والنزاهة ونظافة اليد..
رحل سليمان ليترك ذكريات طفولته بين يديك ومعاناة مرض عضال وقصة كفاح في بناء الذات والإعتماد على النفس لأنه لم يتولى منصبا أو وظيفة في الحكومة أو في شركة خاصة.
رحل سليمان ذلك الشاب الطموح الذي حمل اسم معروف ليزيد من إصرارك على عشق هذه الأرض التي ستبقى تنبت رجالا مثل التين والزيتون ومثل شهامة ورجولة وفكر معروف البخيت.
فإن كانت عيوننا تدمع وتبكي حزنا على حزنك وعلى فراق فلذة كبدك سليمان فإن قلوبنا لتضرع للباري عز وجل أن يتغمد سليمان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه والله حسبنا ونعم الوكيل.
مؤمنين بقوله تعالى “وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”. صدق الله العظيم.