خبر عاجلزاوية المؤسس

وطن كأنه مزرعة !!

الحياة نيوز- ضيغم خريسات- بدأت تظهر في الأفق الكثير من المعطيات في قضايا الفساد وتحديدا ملف الخصخصة وبرنامج التحول الإقتصادي والأرقام الصادمة التي تحدث عنها تقرير اللجنة الملكية التي كان يراسها الرزاز حول بيع الشركات الاردنية الى مستثمرين بأسعار بخسة حسب ما ورد في التقرير وشدّني أن اكتب ما شاهدته في الفيديو الذي نشره الدكتور محمد الرواشدة المستشار السابق في الديوان الملكي والمستشار في رئاسة الوزراء والذي سجن في قضية المصفاة المشهورة التي كان فيها معالي عادل القضاة أيضا ورجل الاعمال الشهير خالد شاهين وهنا لن أخوض بتفاصيل تلك القضية واحداثها ومجرياتها لكني سأتحدث عن آلية التقرير الذي أعدّته اللجنة الملكية برئاسة الدكتور عمر الرزاز وبامكان كل مواطن اردني أو مجلس النواب الإطلاع عليه بالتفاصيل والأرقام وخصوصا فيما يتعلق بقضية بيع شركات الكهرباء وصفقة أمنية التي اختفت فيها الوثائق حسب التقرير من هيئة تنظيم الاتصالات.
فإذا كان هذا الكلام الذي تحدّث به التقرير صحيحا فعلى الرزاز وأعضاء اللجنة ان يمثلوا الى التحقيق والمحاسبة والمساءلة ومحاسبة من أخفى تلك الوثائق . وغيرها من الوثائق التي طلبنا ايضا من الحكومات تقديم عقد استثمار “بورتو البحر الميت” ولغاية يومنا هذا لم نستطيع الحصول على نسخة من هذه الاتفاقية حسب قانون حق الحصول على المعلومات.
هناك حلقة مفقودة وهناك عدم مسؤولية لدى الكثيرين من مسؤولي الدولة الأردنية وهناك حاجز خوف وتخبّط ولا ادري لماذا مع ان جلالة الملك اعطى توجيهاته للحكومات بالإنفتاح والشفافية والمصارحة ومحاسبة كل فاسد ومسؤول عن أي “فلس” ضاع على خزينة الدولة ودفع ثمنه الشعب الأردني.
ماذا ننتظر اليوم أو غد أو بعد غد من حكومة الرزاز بعد التعديل الفاتر الذي لا يمكن له أن يخرج الأردن من أزمته الاقتصادية أولا وأزمته الإدارية ثانيا والتي اعتمدت على خريجي هارفرد وأمريكا وغيرهم … وغيرهم.
تراجعت هيبة الدولة وضعفت ادارات مؤسساتها وأقول للرزاز وحكومته ومن على شاكلتهم ان وصفي التل رحمه الله لم يكن خريج هارفرد ومعه رجالات وقيادات الأردن التي بنت هذا البلد وجعلت له مكانة سياسية واقتصادية وعسكرية لأنهم حملو شهادات اسمى من الدكتوراه ..وهي شهادة العز والكرامة والشهامة ولاء وانتماء ولم يكونوا يجيدون لغة فرنسية او انجليزية لكنهم اجادو الحوار في لغة القرآن حافظين آياته واحاديث رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم”. نعم تم بيع مقدرات الدولة ورحل الميناء وشواطئ البحر فلم تعد الدولة تمتلك مطارا او ميناء او كهرباء او ماء … الى أن وصلنا إلى اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني تلك الإتفاقية الجائرة بحق الأردن وشعبه.
الأردنيون اليوم يا رزاز ينتظرون منك تنفيذ وعدك بزيادة الرواتب بداية العام القادم ولا أدري من اين وكيف .. إن كنت واعيا على وعدك فإذا كان هذا الوعد لن ينفّذ فتلك مصيبة وإذا تم التنفيذ على راي اقتصاديين ومحللين فالمصيبة اعظم لأنها ستعرض الدولة الى وضع مالي حرج أو حالة من الإفلاس وفي كلا الحالتين تلك مصائب.
فالوطن لنا والأردن لنا ولن يكون مزرعة خاصة لمجموعة أو شلّة أو تيار ..
والله من وراء القصد!

تابعنا على نبض
زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock