آراء وكتاب

الى السيد حسن نصر الله …هل سنصلي في القدس ؟؟

الحياة نيوز-الدكتورة ميساء المصري -ربما أهم ما قيل عن التاريخ هو قول “الفائزون هم الذين يكتبون التاريخ ” مع أن المقولة تبدو لنا غرورية خاصة بالأقوياء ولكنها في الحقيقة تخفي حقائق عميقة.
ومن ضمن الحقائق ما قاله أرنست رينان “كتابة التاريخ الكاذب هو جزء لا يتجزأ من القومية”. حين إنشاء الدول القومية وتصميم تاريخها على أنها محقة بمبادئها وتكتب المعلومات لمصلحتها وتمحو الشوائب. فالتاريخ العقيم هو جزء لا يتجزأ من الدولة القومية. لكن ماذا عن الدولة العقائدية ..او الدولة الهوياتية او دول التبعية أو عن دولة منسية …تدعى فلسطين ؟؟؟.

وأنطلق من هنا ..من فعل النسيان الى فعل النكران , بصفتي إمراة عربية ذات جذور فلسطينية يقبع في روحي وفي ذاتي وطن الأبجدية الأولى , حين تتعلم أن من لا يحب وطنه خائن , وحين تعلم ان وطنك أصوله ضاربة بعمق التاريخ بكل لغة الألوان حولنا لا بسياسة اللون الواحد القاتم , لكن أمسى القول جريمة والنضال جنحة , الى حد أن أتهم بفلسطينيتي , تتهم بإنتمائك لبلد وتاريخ وأرصفة وشواطئ وتراب وطن لن يمنحك هوية ولا إمتياز ..لكنه أصبح قضية بعدد الشهداء والأطفال الذين لم يحركوا ساكنا في الأغلبية لأن هويتهم لا تعني النفوس الجبانة… القصة ليست حدودا ولا مواثيق وتواقيع وإعترافات دولية ولا أكاذيب بنود أمم متحدة وخيانة عربان …..القصة ببساطة وطن وشعب وحرية . وأية لعنة ستحل على من يقرأ التاريخ بلسان المهزوم وبأن القبور ما زالت تحكمنا.. و أننا مهما حاولنا تجاهل حروب السلاطين و تاريخ السيوف سيبقى الحبل السري لنا موصولا بماض عقيم لا نفخر فيه أبدا .
وأعود الى الحاضر ..الى الوعود ..وواقعنا السياسي العربي , لنقول ” نحن هنا ” , بعد عهود العرب منذ تسعين عاما ومذابح إستمرت لثلاثين عاماً وقرارت دولية لستين عاما , نجد اليوم الشعوب العربية , لا يجدون الحرية في أوطانهم.. يبحثون عن تحرير وطنهم من الديكتاتوريات الحاكمة , يسعون لتحرير أنفسهم من الطغيان الداخلي أولاً؛ وهو هدف فشلت في تحقيقه الشعوب حتى الآن لكن المعادلة الحقيقية ان أهل فلسطين هم الأحرار. .
وفي ظل هذه الفسيفساء المعقدة من النضال,يحدث التقسيم الزماني والمكاني للقدس والإعتراف بها عاصمة للكيان وتنفيذ خطة مدروسة من الجانب الصهيوني لعزل فلسطين عن الوجدان العربي،وفرض حقائق على أرض الواقع.مع تعاون وثيق سياسي واقتصادي وأمني تطبيعي علني دون اي ذرة خجل بين حكام الكيان الصهيوني وحكام وأمراء الدول العربية والإسلامية لتختلف معادلة المفاهيم الوطنية ومصطلحات علم السياسة الى مفاهيم الخيانة والتبعية وتناقض النتائج مع الأحداث.
ومع تطورالأحداث أقف مطولا عند تصريحات السيد حسن نصر الله بحسب المنطق والزمن وليس بعلم الغيب لدينا فرصة كي نصلي في القدس، سابقا لم يكن لدينا عرب وإنما كان هناك أنظمة عربية متخاذلة بالإضافة إلى الدعم الأميركي وهذه العناصر تعطي القوة لاسرائيل وليس قوتها الذاتية، لذلك سبق أن طلبنا من العرب أن لا يتآمروا على فلسطين والمقاومة ويتركونا فقط كي نواجه العدو، لأن “كيان العدو غير قابل للبقاء” وصدقته القول .
وصدقته أكثر حين لوح بخريطة لفلسطين المحتلة والساحل الغربي المتوسطي، محددا بنك الاهداف الذي سيكون مستهدفا في حال نشوب الحرب وان المقاومة قادرة أن تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة، وان شمال فلسطين تحت مرمى نيران المقاومة , من نتانيا إلى اشدود (60 إلى 70 كلم بعمق 20 كلم )، هنالك الكثير من الأهداف ككل مراكز الدولة الاساسية، وزارة الحرب ، مطار بن غوريون، مطارات داخلية، تجمعات صناعية وتجارية، بورصة إسرائيل، محطات إنتاج ومحولات رئيسية للكهرباء، محطات للمياه والنفط واستهداف حاويات الأمونيا التي تشكل خطرا كارثيا على المحتل .
وبدوري من ناحية التحليل ومنطق الفكرالسياسي نفترض هنا ان حزب الله يستطيع السيطرة على شمال فلسطين , ومقاومة حماس تستطيع السيطرة جنوبا مما يعني خلق صراع كارثي للكيان .خاصة وان هنالك نوعا جديدا من الصواريخ سيتكفل بالشمال وبعض الصواريخ إلى أماكن أخرى.فهل ننتصر في الحرب ؟
في العام 2000 قال نصر الله أن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، واليوم في 2019 يؤكد مرة أخرى ان لدينا قناعة أكثر أنها أوهن من بيت العنكبوت لكن لماذا صبرنا كل هذا الوقت ؟؟ هل ننتظر ان يبدأ الكيان بأي عدوان حتى تتوفر لنا شرعية دولية للدفاع عن النفس وبداية الحرب ؟؟؟ وستعلو أصوات البعض إن هذا يتعارض وقوانين الأمم المتحدة ، وحدود الدول المعترف بها ، ومنها حدود كيان إسرائيل ، وهكذا..كم من الرجال العرب يكافحون من أجل إقامة دولة فلسطينية ، فقط على الضفة الغربية وغزة ويترك 78% من الأرض الفلسطينية لليهود؟ وكم من المفاوضين العرب سيتركون جزءاً من دين أجدادهم ، من أجل التعايش السلمي مع اللص الذي سرق الأرض ؟
وهل ننتظر فتاوى تجار الدين وعلماء الأسلام المعممين بمختلف ألوانهم للفتوى ان مدينة الخليل مدينة إسرائيلية او ان يتجرأ البعض ويفتي بأن مدينة يافا أصبحت مدينة صهيونية في زمن تتفتق فيه أذهان بعض الشيوخ على إنحرافات إجتهادية تخدم حكامهم ليس أكثر. وربما نسي كثيرون ان الأزهر الشريف في سنة 1956 أفتى بأنه لا يجوز التفريط في شبر من الأرض الفلسطينية ، ثم ما لبثت الأيام أن دارت ، وإعترف المسلمون لليهود بـ80% من الأرض أو يزيد ، والبقية تأتي..لنبحث عن وطن بديل وصفقة قرن مخادعة بمباركة عربية .
يقال أن الحق المجرد لا يقنع الكثيرين من الخلق، وان الحق لابد ان يحمى بقوة . من أجل كل هذا شرعت القوة – أو الجهاد – للدفاع عن الحقوق لذلك حين نعرف الحق نسترده بقوه .
مع تصريحات نصر الله انقلب كيان إسرائيل العسكري والمدني رأسا على عقب من نتنياهو حتى قادة الاحزاب الاسرائيلية الذين إتهموا نتنياهو بالخنوع لحركة حماس والموافقة على شروطها، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.كما وصفه البعض بالكلب النابح بلا فائدة لا يعض . و إن إسرائيل فقدت قوة الردع، ولا يمكن إعادتها إلا بالقوة المفرطة و أن أقوى جيش في الشرق الأوسط، لا يستطيع استعادة الردع مع غزة، وأن حماس هي من تتولى زمام الأمور، وان ذلك بالشيء الذي لا يغتفر.كل تلك التصريحات تدل ان هنالك خوف قائم داخل الكيان وربما اننا الان في أهم مرحلة من المشهد ولا ينقصنا سوف ان يقف خصومنا العرب على الحياد فقط ,..فقط الحياد وانهم لن يتدخلوا لصالح الكيان او تتدخل امريكا وغيرها في مفاوضات الأقوياء .
فقد نقبل ان تزاود حماس مثلا على حزب الله، اما البعض الآخر فحري بهم ان يصمتوا للأبد ويبقى السؤال بإنتظار الإجابة هل سنصلي بالأقصى قبل إعلان الدولة اليهودية ؟؟

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock