آراء وكتاب

كيف  ندمر أبنائنا؟!

الحياة نيوز- د. محمد ابو عمارة – شاب في العشرين من عمره يخجل من الإجابة عن سؤال كيف حالك؟!

وآخر في نفس العمر لا تستطيع الاعتماد عليه في أن يشتري علبة لبن من الدكان المقابل لمنزله؟!

وآخر إن أخطأت وأرسلته في مهمة بسيطة يسألك ألف سؤال: أين أذهب؟!

إلى الدكان – ماذا أقول له:

قل له أريد أن أشتري 4 علب عصير

ما نوع العصير – برتقال

إن لم أجد – مانجا – طب أي نوع

اللي بدك إياه

لا حدد لي أرجوك

ماشي نوع (…. )

طيب كم سعره ؟! –   ما بعرف أعتقد دينار

طب أذا …..

يا زلمة ارتاح خلص أنا بروح بدالك.

فغالبا ما سينتهي النقاش لأن تقوم أنت بالمهمة اختصاراً للوقت!! والسؤال هنا: ما هي الأسباب التي أدت لجعل الأبناء اتكاليين؟؟

ولا تستطيع الاعتماد عليهم بأي شكل؟

أعتقد أن السبب الرئيسي لهذا الموضوع هو تربية المنزل فالحرص الزائد المبالغ فيه على الأبناء بحيث يقوم الأب والأم بكافة الواجبات لكي لا يرهقوا أبنائهم فتراهم يتخذون عنه معظم القرارات فتختار الأم لابنها ملابسه، ومدرسته وأصدقائه والطعام الذي يحب، والنادي الذي يلعب به والرياضة التي تناسبه وبرامج التلفاز التي سيشاهدها وعندما يكبر تخصصه علمي أو أدبي؟! وبعدها تخصصه الجامعي والتخصص الفرعي و…و.. فتجد الأب والأم قد سلبا ابنهم أو ابنتهم القدرة على اتخاذ القرار.حتى عروسه وفتاة أحلامه أو الزوج وشريك الحياة لأبنائهم هم من يختارونه لأولادهم وبناتهم وعندما تبدأ مرحلة الفشل لدى الشاب أو الفتاة عندها يقف الأب والأم مصدومان أمام (العاهة) التي اعدا في تشكيلها ويبرران لأنفسهم والله ما قصرنا معه – ربيناه أفضل تربايه وكنا نشتريله اللي بده إياه وقد نسي هؤلاء أن هؤلاء أبناء وليسوا مواشياَ نعمل على تسمينهم فقط، فالتربية أهم من المأكل والمشرب والملبس.

وتربية روح القيادة والقدرة على خوض غمار الحياة ومواجهة المصاعب وحل المشكلات أهم من حفظ القصائد وأهم بكثير من الحصول على معدل 100% في أي مادة فالتربية لمواجهة الحياة أهم من أي نوع أخر من التربية.

وشكل أخر هو أولئك الآباء الذين يعانون أصلا من مشاكل اجتماعية ومن عدم القدرة على الانخراط في الحياة الاجتماعية فبعضهم لديه وما لديه من مشاكل اجتماعية لدرجة أنه لا يستطيع أن يخوض أي نقاش أو حتى أن يأخذ أي قرار ويشعر بعقدة النقص مما يجعله يتهرب من أي مواجهة مما ينعكس على حياته ككل، والأدهى والأمر أن لا يتعلم من أخطائه فيعيد تربية أبنائه بنفس الطريقة التي تربى هو فيها فينتج نسخا مشوهة عنه هو للأسف!! والمشكلة لا تقتصر فقط على خروج عاهات مع مؤهلات للمجتمع ولكن الخطر يكمن في أن هؤلاء يشكلون هدفا سهلا للمتطرفين من داعش من جهة ومروجي المخدرات من جهة أخرى فتراهم صيدا سهلا لهؤلاء.

لذا فأتمنى من المجتمع السعي إلى تربية أبنائه تربية قيادية واعية، أن يسعى لاشراك أبنائه باتخاذ القرار

فالتهيئة للحياة..مهمة خاصة وأن الحياة أصبحت غاية في الصعوبة.

فقد نسب لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: لا تربوا أولادكم كما رباكم آباءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock