محليات

الإعلام إقدام وبحث عن الحقائق بعيدا عن المكتب

 *الواقع الاخباري الرفيع والدقيق والوهم الإفتراضي في عالم الفيسبوك

الحياة نيوز – فيصل محمد عوكل – ان الاعلام حينما وجد فهو للبحث عن الخبر ونقله للمتلقي من مصادره الموثوقه والمقربه جدا ليتكوّن لدى المواطن او القاريء مصداقيه الصحيفه وتعاملها مع الواقع وهذا يتطلب حنكه ودرايه ومعرفه وخبره ميدانيه وسعه ثقافيه كبيره لدى الصحفي لكي يتعامل مع التعتيم للوصول الى الخبر او المعلومه من مصادرها وان عجز عن ذلك فانه قادر بحنكته واحيانا شبكه علاقاته ان يحصل بطريقه او باخرى من المقربين والموثوق بهم من قبله للمعرفه الحقيقيه لما يدور في الكواليس السياسيه او الاجتماعيه او في أي مجال اعلامي فلكل منهم عالم خاص وللصحفي عالم خاص به واسلوب يتمتع به للوصول الى ما يريد مما يجعله بعد سنوات من الخبره ان يكون اكثر ارتياحا بالوصول للمعلومه وذلك من خلال التواصل الدائم مع اصحاب العلاقه في كافه المجالات ان كان صحفيا متخصصا بالفن او العلوم او الصناعه او التجاره او يكون عاملا في صحيفه شامله حينها تكون الامور اكثر تعقيدا لان عمله يتطلب الكثير من الجهد لتشعب المطلوب منه وكثافته والصحيفه الحقيقيه والقويه الراسخه هي التى يكون افرادها اكثر انتشارا في كل مجالات المجتمع ليتمكنوا من الوصول لكل الاخبار المطلوبه اولا باول والاحتكاك المباشر مع الاحداث والاطلاع على الشارع بعموميته وخصوصيته وهذه الخبره تجعله ملما واستباقيا للحدث وادراكه لما قد ينتج عنه من تداعيات وقد اسماها البعض “مهنة البحث عن المتاعب” واسماها البعض السلطه الرابعة ” واسماه البعض لسان الشعب وعين البلد ونبضها” لهذا يعتبر الاعلام مراه الوطن ومراه المواطن يرى ما ينعكس عليها من احداث بتتابع.

والان وبعد ان وصل الاعلام الى ارقى تقنيات التواصل الذكي والسريع من تصوير ونقل الخبر بسرعه خرافيه مدهشه فان هذا يعتبر من اهم المقومات التى يجعله يمتلك السرعه الفائقه لنقل الخبر لوكالته الاخباريه الالكترونيه او الورقيه اينما كان لوجود الاليه الحديثه والمتطوره والتى اختصرت الكثير الكثير مما كان الصحفي يعانيه في السابق ولان الصحفي يبقى هو ذاته الصحفي الذي يحمل في اعماقه رساله الحياه والمجتمع والوطن ورساله الكلمه دون تحيز ودون تحيز مع حدث ما فان الفضول لديه يجعله على الدوام متحركا ومتابعا للاحداث لايحتمل الجلوس الطويل او المكوث طويلا خلف مكتبه لان هذا المكتب الخشبي يعني موت مواهبه وتكبيله عن الوصول للواقع الحقيقي بعيدا عن التداول الببغائي للخبر عبر الانتر نت المداهن احيانا والمضلل احيانا اخرى لهذا فالصحفي بطبعه وطبيعته الحقيقيه التى شربها وارتوى بها هي انه لايثق الا بما يسمع وان لايثق بغير ما يرى او تلتقطه كاميرته او الته للتسجيل لتاكيد الحدث بالكلمه والصوت والصوره كتوثيق مهني اصيل وحينما يتم تداول خبر يستشهد به معظم الناقلين فيكون مصدرا للكثيرين الذين لايرغبون الابتعاد عن مكاتبهم او الاكتفاء بنقل الخبر عبر الهاتف.

او عبر المسجات الحاليه للوصول للخبر ان كان له مصدر يجمع عليه الكثير من عشاق التلقي الاعلامي دون تبصر واعتباره مصدرا واقعيا وهذا امر للحقيقه كان امرا مرفوضا في السابق بحيث ان الصحفي يجب ان يكون مصدرا للخبر وليس متلقيا وهذا ما يجعله متميزا بمصداقيته واولويته للوصول للخبر وحقيقته باساليبه الخاصه والدقيقه التى لايرقى لها الشك ابدا لادراكه العميق مما يحدث وخشيته ان يكون هناك تضليل مقصود للخبر وهذا الشيء كان في الماضي نادر الحدوث وغير مقبول صحفيا لان الخبر كان يتم دراسته من كافه جوانبه قبل نشره لاهميه اسم الجريده واسم الصحفي والذي يحافظ عليه بقوه ودقه ومن هنا كان الاخلاص المهني مترسخا في الفكر الصحفي وحفاظه على اسم صحيفته هو حفاظه على اسمه ومكانته وعهده ما بين نفسه وبين ضميره واخلاقه كانت المصداقيه والبحث عنها والتحقق منها هما يوميا للصحفي وهاجسا وحافزا له للبحث والتقصي من ادق المصادروبدقه حتى يكون اكثر طمئنينه لما يكتب او يقدم وفي زمن الانتر نت ودخول عالم المتا هات والالعاب الالكترونيه وتزوير الصور والتلاعب بها وتزوير الواقع الافتراضي فان هذا يجعل الصحفي على محك المهنه الاصيله التى لاتؤمن بالزيف لانها تخشى على تشويه مكانتها ومصداقيتها امام المطلع فنجد بان المهمه امام الصحفي اضحت اكثر تعقيدا للبحث حينما يعتقد ان هناك ريبه في شان الخبر وعدم مصداقيته وهذا يحفزه للبحث والوصول الى حقيقته بالمتابعه الحثيثة. في الازمنه العاديه والطبيعيه ليوميات العمل الصحفي وفي ازمنه الاحداث المتتابعه فان العمل يضحي شاقا ومضنيا جدا وليس هناك ماهو اصدق من الكاميرات الحديثه ذات التصوير السريع وبسعات كبيره جدا للصور وسرعه ارسال الصور والفيديوهات الملتقطه اولا باول وهذا يؤكد المصداقيه تاركا للمشاهد الحريه في التفكير او التعليق دون تدخل شخصي منه عدى نقل الخبر كما هو ويجعله هو مرجعا مميزا للوكالات الاخرى التى ستاخذ منه هذا الفيديوهات او الصور كتاكيد على تميزه في المكان الصحيح والزمان الصحيح للحدث وهذا هو سباق العمل الصحفي او البحث عن حقيقه الخبراذ من غير المعقول ان اعرف ان هناك مؤتمرا في مدينه ما فاذهب الى مكان اخر لاستقي منه خبر المؤتمر لعدم رغبتي بزيارته او حضوره او عناء البحث وهذا هو المورث لعدم المصداقيه في عالم الصحافه الالكترونيه المعاصره حيث الجلوس خلف طاوله مكتب وجهاز ربما يكون هاتفا خلويا ليس اكثر وايضا انعدام الخبره المهنيه وعدم فهمها مما يعطل افكار الناس يشوش ويشوه الحقيقه والتى كان القاريء يريدها وهذا العالم الافتراضي جعل من الكثير الذين لايدركون اقل واضعف ابجديات العمل الصحفي او اهميه نقل الخبر المغلوط وكم الضرر الذي من الممكن ان يتسبب به لجهله بما يفعل وما يكتب ومما يجعل الاكثر جهلا يقعون في التاويل الاسوء وهو ميدان الجهل والتخبط الكبير ومما يسهل الاقاويل ويسبب الفوضى الفكريه وهذه التحديات المعاصره الان جعلت من مهنه الصحفي الدقه الاكثر والبحث الدقيق عن الواقعيه وايصالها للمتلقي اينما كان لتاكيد المصداقيه والخبره المهنيه المتميزه وهذا الامر يشبع روح المهنه كي تبقى على اصالتها وجوهرها العميق كمهنه اصيله ورساله حياه وثقافه ووعي وامانه ورساله حياة.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى