شايفينكم (رصد الحياة)عربي ودولي

تعرف على ميلانيا ترامب، زوجة دونالد ترامب الثالثة، وخبايا حياتها وزواجها

الحياة نيوز – رصد – ميلانيا ترامب، وإسم ولادتها ”ميلانيا كنافس“، ولدت في 26 أبريل سنة 1970، هي السيدة الأولى حاليا للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت عارضة أزياء قبل زواجها من الرئيس الأمريكي الحالي ”دونالد ترامب“، وبحلول سنة 2016 إعتبرت نفسها ”أما بدوام كامل“.

ولدت ميلانيا كنافس قي مدينة ”نوفو ميستو“ بـ”سلوفينيا“، وقد أصبحت مقيمة دائمة بالولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2001، كما تحصلت على الجنسية الأمريكية في سنة 2006.

ميلانيا هي أول امرأة متجنسة تصبح السيدة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وثاني امرأة ولدت خارج الولايات المتحدة الأمريكية تصبح السيدة الأولى بعد ”لويزا آدامز“ التي ولدت في لندن من أب أمريكي.

أولى سنوات حياتها:

ولدت ميلانيا كنافس في مدينة ”نوفو ميستو“ التي تقع في الجنوب الشرقي لسلوفينيا في 26 أبريل من سنة 1970، لأمها ”أماليجا إيلكنوك“ ووالدها ”فيكتور كنافس“ الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي آنذاك، كما كان يدير الواجهة التسويقية لمصنع للسيارات والدراجات تابع للدولة، واشتغلت أمها في مصنع لملابس الأطفال تابع للدولة كذلك في مدينة ”سيفنيكا“.

وعندما بلغت سن المراهقة، انتقلت وعائلتها للعيش في منزل مكون من طابقين في مدينة ”سيفينكا“، إلا أنها عندما أصبحت طالبة في الثانوية انتقلت للعيش في شقة في ”ليوبليانا“ حيث واصلت دراستها إلى أن إلتحقت بكلية التصميم والتصوير في نفس المدينة، ودرست فيها لمدة عام واحد قبل أن تتخلى عن الدراسة.

ميلانيا ترمب في شبابها
ميلانيا ترمب في شبابها – صورة: Stane Jerko

تجيد ميلانيا التحدث بالعديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصربية والكرواتية بالإضافة إلى لغتها الأم السلوفينية، كما أنها كانت قد تحدثت بلغة إيطالية ممتازة خلال أول زيارة خارجية لزوجها كرئيس في إيطاليا، حيث أدلت بخطاب في مستشفى ”بامبينو جيزو“ للأطفال بمدينة ”روما“.

السيرة المهنية والهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية:

بدأت ميلانيا ترمب عرض الأزياء عندما لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات، وبدأت في الظهور في الإعلانات والإشهارات منذ بلغت من العمر 16 عاما عندما كانت عدسات مصور أزياء الموضة السلوفيني ”ستاين جيركو“ تلتقط صورا لها، وعندما بدأت بالعمل كعارضة أزياء محترفة قامت بتغيير الصيغة السلوفينية لإسمها ”كنافس“ إلى الصيغة الألمانية ”كنوس“، ومع بلوغها 18 عاما قامت بإمضاء عقد مع وكالة لعرض الأزياء إيطالية بميلانو، وقد تبوأت المركز الثاني في مسابقة مجلة ”جانا“ لـ”مظهر العام“ المقامة في مدينة طفولتها ”ليوبليانا“.

عرض أزياء لميلانيا ترمب سنة 1987
عرض أزياء لميلانيا ترمب سنة 1987 – صور: Stane Jerko

ولم تلبث ميلانيا طويلا أن أخذها طموحها إلى الطواف بعواصم الموضة كميلانو وباريس حيث أدت العديد من عروض الأزياء، كما التقت بـ”باولو زامبولي“ وهو المؤسس الشريك لشركة ”Metropolitan Models“، كما أنه من الأصدقاء المقربين لدونالد ترمب، والذي كان في رحلة استكشافية في أوروبا، يقول: ”أخبرت ميلانيا عما إذا كانت ترغب في المجيئ إلى الولايات المتحدة وتجريبها، كما أعربت عن نيتي في تمثيلها هناك“، ويضيف: ”قلت بكل بساطة أرجوك تعالي“، فقبلت ميلانيا على الفور.

ويقول زامبولي أيضا أنه قام بتأمين تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية لميلانيا في سنة 1996 حيث انتقلت في نفس السنة إلى مدينة نيويورك واستقرت في شقة في أبراج ”زيكيندروف“ بـ”يونيون سكوار“، التي كانت تشاركها مع مصور يدعى ”ماثيو أتانيان“.

وفقا لـ”أتانيان“ فإن ميلانيا، وعلى عكس كل الفتيات في العشرينيات من عمرهن اللواتي قدمن إلى نيويورك شغوفات في بحثهن عن الخبرة، لم يكن لها أدنى اهتمام بالحياة الليلية أو إنشاء الصداقات، وإن حدث وخرجت، فإن ذلك يكون غالبا للعشاء ومع رجال يكبرونها سنا، أي ليسوا ممن قد تذهب معهم للحفلات الصاخبة أو ما شابه، كما أنها كانت دائما تعود إلى المنزل قبل حتى أن يخرج شريكها في السكن، كما يضيف أنها لم تكن تخرج في مواعيد غرامية كثيرا بسبب جدولها الزمني الحافل بالأسفار والتنقلات.

كما وصفها شريكها في السكن بأنها كانت ذات إلتزام ”سلوفيني“ منقطع النظير، فيقول في ذلك: ”كانت تلتزم بتناول سبعة خضار وفواكه كل يوم، كما أنها كانت تشرب الكثير من الماء… لقد كانت ترغب بشدة في النجاح كعارضة“.

إلا أنها وفقا لأتانيان لم تحظ بالكثير من فرص العمل والأضواء، وقد بدأ اليأس يجد طريقه إلى عزيمتها، ويتذكر ذات المتحدث الذي كان آنذاك يقوم بالتصوير لدى مجلة ”ماري كلار – Marie Claire“ أنها قد قدمت إليه طالبة منه يد المساعدة للتوسط لها مع المجلة المذكورة آنفا، وقد شعر من خلال طلبها هذا أنها كانت يائسة للغاية، فيقول: ”لقد كانت دائما شخصا عنيدا للغاية، لهذا لم تنجح كثيرا كعارضة أزياء“.

لحسن حظ ميلانيا أنها قد أثارت اهتمام دونالد ترمب خلال حفلة أقامها ”زامبولي“ في النادي الليلي ”كيت كات“ في التايمز سكوار أثناء أسبوع الموضة في سبتمبر من سنة 1998، وقد كان ترمب قد حضر إلى هذه الحفلة مع النرويجية ”سيلينا ميدلفارت“، إلا أنها عندما ذهبت لدخول الحمام قام بالتقرب من ميلانيا وطلب رقم هاتفها، إلا أنها أخذت رقمه بدلا من ذلك، وسرعان ما بدأت الرومانسية تملأ علاقتهما.

دونالد ترمب وميلانيا سنة 1999
دونالد ترمب وميلانيا سنة 1999 – صورة: Getty Images

وقد كان لعلاقتهما منافع كثيرة حتى بالنسبة لترمب نفسه، فقد كانت ميلانيا أفضل شريك له بعد كل من ”مارلا“ المتسلطة و”إيفانا“ المتكلفة، حيث أنها لم تمانع في الترويج لرجولته وفحولته مع إعطائه كل الحرية في فعل كل ما يريده، يقول في هذا الصدد ”فيديريكو بيغناتيلي“؛ صديق مقرب من ترمب وأحد شركائه في العمل ومؤسس أستوديو الموضة ”Pier 59“: ”كانت إيفانا إمرأة أعمال حرة وذكية وقوية الشخصية كذلك، أما ميلانيا فـ… لا شجار معها بكل بساطة“.

ومن جهتها حصلت ميلانيا على منزل فاخر حيث كان بإمكانها ممارسة هواياتها المفضلة بسلام والمتمثلة في مطالعة مجلات الموضة وممارسة رياضة البيلاتيس وفقا لمجلة بيبول ”People“، مع وعد منها بأنها لن تعود أبدا إلى أوروبا الشرقية، وقد قام ترمب مرة بإصطحابها إلى بلدها الأم سلوفينيا، وقد علق على رحلته هذه في أستوديو ”لاري كينغ“ وميلانيا بجانبه: ”لقد بقيت هناك لحوالي خمسة عشر دقيقة“، ويضيف: ”وصلنا، فقلت أهلا أمي أهلا أبي، إلى اللقاء“، إلا أن ترمب كان قد أحضر عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في وقت لاحق، مما ساعدها على قطع كل ما كان يربطها ببلدها سلوفينيا.

دونالد وميلانيا سنة 2004
دونالد وميلانيا سنة 2004 – صورة: Richard Corkery/New York Daily News/Getty Images

وقد كانت العلاقة مع دونالد تسري على ما يرام لبضعة سنوات، وبفضل هذه العلاقة نالت ميلانيا أخيرا الشهرة التي كانت تحلم بها، ففتحتت لها أبواب أداء العروض لدى كبريات المجلات، حيث ظهرت شبه عارية ومكبلة بالأصفاد إلى حقيبة داخل طائرة خاصة في غلاف المجلة البريطانية الشهيرة ”جاي كيو GQ“، هذه الطائرة التي تولى ترمب تكاليفها، حيث أنه عرف عنه مشاركته في تسيير المسارات المهنية لحاشيته.

زواج نموذجي:

بعد قرابة سبع سنوات من المواعدة قرر الثنائي أخيرا الزواج في سنة 2005، وأقاما حفل زفاف فاخر في الـ”Mar-a-Lago“ وحضره كبار رجال الأعمال في مجال الترفيه والأخبار، بعد هذا الزواج أصبحت ميلانيا تشغل منصب المتحدث الرسمي عن نجاحات زوجها.

يذكر ”مايكل دانتونيو“؛ وهو مؤلف كتاب ”الحقيقة حول ترمب“، بعض ما تبادله الزوجان من أحاديث عندما كان في برج ترمب، فيقول: ”لقد كان يتوسل إليها حرفيا أن تمدحه أمامي كزوج، فكان يقول أخبريه بأنني زوج جيد، فنظرت إليه هي مطولا، ثم كرر قوله ذلك فنظرت إلي بعد ذلك وقالت: ’إنه زوج جيد‘، وأحسست بأن هذه الجملة قد أخرجت منها رغما عنها“، ويضيف دانتونيو: ”كان مدحه والإشادة بشهرته وإنجازاته مثل واجب زوجي بالنسبة لميلانيا، ولا يوجد أحد ممن احتك بهما لم يلاحظ ذلك، أو لم يردد بعض القصص حول ذلك.“

صورة آل ترمب، الزوجان والإبنة إيفانكا. سنة 2004
صورة آل ترمب، الزوجان والإبنة إيفانكا. سنة 2004 – صورة: Evan Agostini/Getty Images

بعد ستة أشهر على زواجهما، صارت ميلانيا حاملا بطفلهما الأول ”بارون“، وكانت تبلغ من العمر آنذاك خمسة وثلاثين عاما، ويشاع أن ترمب عندما علم بأمر حملها وافق على أن تحتفظ بالطفل بشرط أن لا تفقد شكل جسدها الرشيق، وأن تستعيد ذلك بسرعة، وهو الأمر الذي وعدته به، مما يبدو وكأنه عقد إتفاقا معها وتعامل معها بغاية الفضاضة.

وزادت معاناة ميلانيا مع دونالد ترمب عندما زادت شهرته وشعبيته بفضل البرنامج التلفزيوني ”المتدرب“، حيث صار عليها أن تتحمل المزيد من تصريحاته ومبادلاته الكلامية مع ”هاورد ستيرن“، وقد كان ترمب يطلق الكثير من الدعابات حول حياته مع ميلانيا على غرار أنها لو تعرضت لحادث سيارة رهيب فإنه سيبقى يحبها شرط أن لا يتضرر ثدياها، كما أنه عندما تم سؤاله من طرف ستيرن عما إذا كان ما يزال يرغب في معاشرة الفتيات في العشرينيات من عمرهن، كان جوابه بالموافقة مع نوع من المفاخرة، والعديد من الأمور من هذا القبيل.

كما كانت مراسلة مجلة ”بيبول – People“ ”ناتاشا ستوينوف“ قد كتبت خلال الحملة أنه عند توليها أمر إجراء مقابلة صحفية مع دونالد ترمب وزوجته ميلانيا في سنة 2005، في الـ”Mar-a-Lago“، قام ترمب بدفعها ناحية الجدار وأقحم لسانه في حلقها بعد أن غادرت ميلانيا الغرفة، وهو الأمر الذي بلغت عنه الكثير من النساء المشاركات في برنامج ”المتدرب“ والعديد من عارضات الأزياء والمتسابقات في مسابقات ملكة جمال العالم وملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ترمب وميلانيا قد علقا عليه بأنه كذب وافتراء، إلا أن مصادر مقربة من آل ترمب تفيد يأن الزوجة كانت على علم بكل ما كان يفعله، ووفقا لأحدى صديقاتها ”ليزا بيتنر“: ”كانت ميلانيا دائما على علم بشخصية الرجل الذي تزوجته كما كان موقفها دائما: ’عش واترك الناس يعيشون‘.“

ولم تحاول ميلانيا الإستفادة من كونها ”ترمب“ إلا في مناسبات قليلة، حيث قامت بإنشاء خط مجوهرات خاص بها تحت اسم ”مجوهرات ميلانيا – Melania Jewelry“ وقامت بالإعلان والترويج لها على قناة ”QVC“، إلا أن العقد بينهما لم يدم طويلا، فانتقلت بعد ذلك إلى إنشاء خط خاص بها لمنتجات العناية بالبشرة تحت اسم ”ميلانيا للعناية بالبشرة – Melania Skin Care“ والذي انتهى بدوامة من المحاكمات القضائية التي رفعتها ميلانيا ضد شريكها في هذه التجارة، ومطالبتها بمبلغ خمسين مليون دولار عقب انهيار الماركة.

صورة ميلانيا وهي تقوم باصطحاب ابنها بارون من المدرسة في سنة 2016
صورة ميلانيا وهي تقوم باصطحاب ابنها بارون من المدرسة في سنة 2016 – صورة: موقع Probe-Media

وقد كان ابنها بارون ذو الإحدى عشر عاما الشخص الوحيد القادر على ملأ الفراغ في حياتها وإعطائها معنى.

إلى البيت الأبيض:

ومع دخول دونالد ترمب إلى المعترك السياسي؛ ازدادت مطالبه من ميلانيا، حيث أنه في سنة 2011 كان قد بدأ يظهر نواياه حول اقتحام عالم السياسة من بعيد، وقد بدأ ذلك من خلال محاولة التشكيك في أصل الرئيس آنذاك ”باراك أوباما“، وللقيام بذلك طلب من زوجته إجراء مقابلة تلفزيونية مع ”جوي بيهار – Joy Behar“ في برنامجها ”The View“ حيث قامت بسؤالها: ”هل تريدين أن تري شهادة ميلاد باراك أوباما أم لا؟“، وأضافت: ”سيكون من السهل جدا على الرئيس أوبوما أن يقوم بإظهار شهادة ميلاده ليس فقط لأن دونالد يرغب في ذلك، بل لأن جميع الأمريكيين يستحقون رؤيتها سواء كانوا من المناصرين له أم من المعارضين، ومن حقهم رؤية ذلك“، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد قام بإظهار شهادة ميلاده سابقا في سنة 2008 والتي تفيد بأنه قد ولد في هاواي.

وقد قرر بعد ذلك دونالد ترمب أن لا يشارك في انتخابات 2012، وبعد أربع سنوات من ذلك صرح ترمب أنه تشاور مع أفراد عائلته حول مشاركته في الإنتخابات الرئاسية لسنة 2016 ووافقوا جميعا على دعمه، إلا أن أحد القائمين على الحملة الإنتخابية لترمب كان قد صرح أن ميلانيا أعربت عن عدم موافقتها على مشاركة زوجها في الإنتخابات، لأنها كانت تخشى من أن يفوز.

وفي نوفمبر من سنة 2015، وعندما تم سؤالها عن الحملة الإنتخابية لزوجها، أجابت ميلانيا: ”لقد قمت بتشجيعه لأنني أدرك تماما ما هو قادر على تقديمه للولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكي الذي يحبه كثيرا ويرغب في مساعدته“، إلا أنه يبقى واضحا وجليا للجميع أنها لعبت دورا يكاد لا يكون ملحوظا في الحملة الإنتخابية لزوجها، حيث حافظت على دور الزوجة التقليدية وكفا.

وفي شهر يوليو من سنة 2016 تم تحويل وربط الموقع الرسمي لميلانيا إلى موقع Trump.com، وفي الثامن عشر من نفس الشهر قامت بإلقاء خطاب خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، هذا الخطاب الذي احتوى على فقرة كانت مطابقة تماما لفقرة من خطاب ”ميشال أوباما“ خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في سنة 2008، وعندما تم سؤالها حول الخطاب أجابت بأنها كانت قد كتبته بنفسها مع القليل من المساعدة من طرف القائمين على الحملة، يومان بعد ذلك، قام الكاتب الرسمي لدى طاقم الحملة الإنتخابية لترمب ”ميريديث مكليفر“ بتحمل المسؤولية، واعتذر عن الإرتباك الحاصل عن سوء التفاهم ذاك.

خمسة أيام قببل الإنتخابات، صرحت ميلانيا لجمهور من المناصرين: ”لقد أخذت ثقافتنا منحى قاسيا وخطيرا، خصوصا تجاه الأطفال والمراهقين، وليس من الجيد أبدا أن يتعرض طفل أو فتاة لا يبلغان من العمر سوى 12 عاما إلى التنمر أو أي نوع من أنواع السوء، سواء كان ذلك يحدث في فناء المدرسة أو في الشارع، كما أنه من غير المقبول تماما أن يكون الفاعل شخصا مجهولا يتخفى في شبكة الأنترنيت“ في إشارة منها إلى التنمر الإلكتروني الذي كانت قد أعلنت أنها ستحاربه كسيدة أولى.

وفيما يخص التناقضات بين تصريحاتها وتصريحات زوجها على موقع تويتر، والذي بدا وكأنه كان يأتي بنقيض كل ما تصرح به هي، قالت ميلانيا بعد مدة قصيرة من انتهاء الإنتخابات بأنها: ”لطالما كنت أوبخه حيال ذلك إلا أنه كان يفعل ما يحلو له في نهاية المطاف.“

إلا أنه كان واضحا أنها لم تكن ترغب بأي شيء من هذا القبيل، حيث ورد عن بعض المصادر داخل طاقم ترمب أن زوجته لم يكن لديها أي اهتمام تجاه الحملة الإنتخابية، لأنها كانت تنتهج سلوكات تجاهلية تجاه كل ما كان يحدث أثناءها، وهو الأمر الذي انتقدها بسببه الكثيرون كون الدعم الحقيقي لزوجك خلال ترشحه لرئاسة دولة بحجم الولايات  المتحدة الأمريكية يتطلب مجهودا أكبر من الإبتسامة للكاميرات وترديد بعض الكلمات اللطيفة.

كما أنها بدت وكأنها تتجاهل الواقع الجديد في حياتها لدرجة أنها كانت تنتظر بفارغ الصبر عودتها إلى المنزل من أجل ابنها ”بارون“، وخلال مدة الحملة الإنتخابية التي دامت سبعة عشر شهرا، قلما ظهرت ميلانيا أو شاركت فيي المؤتمرات التي كان ترمب يعقدها في إطار الحملة الإنتخابية، كما أن الخطابات التي كانت تدلي بها كان بالإمكان عد كلماتها على أصابع اليد، وبمقارنة أدائها في ذلك مع ”ميشال أوباما“ يتجلى لنا الفرق الشاسع بينهما، فميشال كانت قد تحدثت في كل أنحاء البلد، وألقت الخطابات بالنيابة عن زوجها على الرغم من أنها هي أيضا كان لديها أطفال صغار.

ولم يتوقف الأمر هنا، حيث يبدو أنها بمشاركتها أيضا لم تكن تخدم قضية زوجها، ففي شهر فبراير من سنة 2016، وفي مقابلة لها مع ”ميكا برزيزنسكي“ على قناة ”MSNBC“ شرحت ميلانيا موقفها الرافض للهجرة غير الشرعية، مستدلة في ذلك بقصة حياتها كعارضة أزياء فقالت: ”لقد اتبعت القانون، وعلى الجميع القيام بذلك، لا يمكنكم القول ببساطة: ’حسنا سأبقى هنا بأي طريقة، وليحدث ما يحدث‘.“

قد كان لتصريحها هذا نتيجة عكسية، حيث اعتبره الكثيرون نقصا للّباقة والتعاطف تجاه فئة من الناس هي نفسها تشكل جزءا منها، إلا أن وكيل الهجرة الذي تكفل بملفات عارضات دونالد ترمب ”مايكل وايلدز“ كان قد نفى أن ميلانيا لا تنظر إلى المهاجرين نظرة غير تعاطفية.

وتوالت الفضائح بعد ذلك، خصوصا بعد إدلائها بالخطاب الآنف ذكره الذي قامت بنسخ فقرات كاملة فيه من خطاب ميشال أوباما، وازدادت الأمور سوءا بعد تسرب الشريط الصوتي لمكالمة ترمب الهاتفية ”أمسكهن من أعضائهن التناسلية“ الشهيرة، التي كان يتباهى فيها أمام ”بيلي بوش“ من ”Access Hollywood“ بحريته في لمس الأعضاء الحميمية للنساء دون معارضتهن لذلك، علما أن هذه المكالمة قد تم تسجيلها خلال أول سنة زواج له مع ميلانيا، وقد كان ترمب قد علق على هذه الكلمات بأنها مجرد حديث رجالي هزلي، إلا أن عدد النساء اللواتي أكدن على أن تلك لم تكن مجرد كلمات وأن ترمب كان يقوم بذلك بالفعل أخذ في الإرتفاع، أضف إلى ذلك؛ تصريحه بأنه لم يعتذر أبدا من ميلانيا على تلك الحادثة لأنه وببساطة لم يكن هناك أي شيء ليعتذر عنه، وأضاف أن معظم النساء اللواتي اتهمنه بالتحرش لم يكنَّ على تلك الدرجة من الجمال التي تجعله يفعل ذلك.

تقلدها منصب السيدة الأولى:

أول صورة لميلانيا ترمب كسيدة أولى
ميلانيا ترمب كسيدة أولى – صورة: Molly Riley/AFP/Getty Images

تقلدت ميلانيا ترمب منصب السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير من سنة 2017، وتعتبر ثاني امرأة تولد خارج الولايات المتحدة تتقلد هذا المنصب –بعد ”لويزا آدامز“ زوجة الرئيس ”جون كوينكي آدامز“ التي ولدت في لندن سنة 1775 من أب أمريكي وأم بريطانية، كما أنها تعتبر أول امرأة متجنسة تصبح السيدة الأولى، والأولى كذلك التي لا تعتبر اللغة الإنجليزية لغتها الأم، كما أنها من أطول النساء اللواتي تقلدن هذا المنصب على غرار ”ميشال أوباما“ و”إليونور روزفلت“، واستمرت في العيش في برج ترمب مع ابنها بارون إلى غاية انتهاء الموسم الدراسي لعامي 2016-2017، ثم انتقلت بعدها إلى العيش في البيت الأبيض في الحادي عشر من شهر يوليو سنة 2017.

ميلانيا ترمب في البيت الابيض
صورة: Ron Sachs/DPA/Abaca

ويعتبر الإسم السري الخاص بأجهزة الأمن لها هو ”ميوس“ والذي يبدأ بنفس الحرف الذي يبدأ به الإسم السري لزوجها ”موغول“، كتقليد معمول به في أجهزة الأمن الخاصة بالبيت الأبيض.

وعندما تم سؤالها من طرف صحيفة ”نيويورك تايمز“ سنة 1999 عما كانت لتفعله لو أن زوجها أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أجابت ميلانيا: ”كنت لأكون تقليدية للغاية على غرار بيتي فورد أو جاكي كينيدي“، وفي سنة 2016، أخبرت قناة ”CNN“ أن تركيزها كسيدة أولى سينصب بالدرجة الأولى لمساعدة النساء والأطفال، كما أنها صرحت بأنها ستحارب التنمر الإلكتروني، خاصة بين الأطفال.

وقد كان أول حدث تنظمه ميلانيا ترميب داخل البيت الأبيض هو إنطلاق فعاليات اليوم العالمي للمرأة في الثامن من شهر مارس سنة 2017، حيث استغلت هذه المناسبة للحديث أمام جمهور من النساء حول حياتها كامرأة مهاجرة، وحول عملها ومجهوداتها من أجل المساواة بين الرجل والمرأة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة لأهمية التعليم في نشر التوعية ضد التمييز الجنسي، أو عدم المساواة  بين الرجل والمرأة.

وفي مارس من نفس السنة، قامت دولة سلوفينيا بتكريمها من خلال تقديم نبيذ ”السيدة الأولى“ وهو نوع جديد من النبيذ الأحمر تم إنتاجه في منطقة قريبة من المدينة التي نشأت فيها ”سيفينكا“.

وفي شهر فبراير من نفس السنة كذلك، قامت بقيادة ترديد الجماهير لـ”الصلاة للرب“ خلال ”رالي فلوريدا“، وخلال زيارتها وزيارة زوجها لدولة الفاتيكان في شهر مايو 2017، أفصحت ميلانيا على أنها كاثوليكية، وهي بذلك أول شخص كاثوليكي في البيت الأبيض بعد الرئيس ”جون فيتزجيرالد كينيدي“ وزوجته ”جاكي“ قبل قرابة نصف قرن من هذا التاريخ.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب في لقاء جمعهما بالبابا ”فرنسيس“
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب في لقاء جمعهما بالبابا ”فرنسيس“ في يوم الأربعاء 24 مايو سنة 2017، في الفاتيكان – صورة: Shealah Craighead/Wikimedia

في شهر فبراير ايضا من سنة 2017، قامت ميلانيا ترمب برفع دعوى قضائية ضد شركة ”مايل ميديا – Mail Media“ المالك الرسمي لصحيفة الدايلي مايل البريطانية ومطالبة بتعويض قدره 150 مليون جنيه إسترليني عن الأضرار التي لحقتها جراء مقال كانت الصحيفة قد نشرته في أغسطس من سنة 2016 مفاده بأنها عملت في ”خدمة المرافقة – Escort service“ أيام كانت عارضة أزياء، قامت الصحيفة على إثر ذلك بسحب المقال فورا واعتذرت رسميا من ميلانيا، كما جعلت كاتب المقال يعلق على سحب المقال بقوله: ”لم يكن لمقالي ذلك أي قاعدة صحيحة مبنية على وقائع، وأنا أقوم بسحبه والتراجع عما كنت قد قلته تماما“، وبعد العديد من المرافعات، وافقت صحيفة الدايلي مايل على دفع مبلغ تعويضي قدره 2.6 مليون دولار مع تقديمها إعتذارا رسميا للسيدة الأولى في أبريل من عام 2017.

خبايا زواجها مع ترمب وعبئها الثقيل:

حتى الثامن من نوفمبر، كان زواج ميلانيا من دونالد ترمب يعود عليها بالفائدة، مانحا إياها قصرا ذهبيا على الشارع الخامس بنيويورك، إلا أن ثمن ذلك كان أن تتعامل كل يوم مع قلة احترام زوجها لها والملل الذي يبدو وكأنه يغلف نمط حياتها، حاولنا أن نفهم الطريفة التي تعاملت بها امرأة خصوصية للغاية مثل ميلانيا مع الفحص الدقيق الذي كانت حياتها الخاصة تتعرض له من طرف العامة، منذ أدائها الهزيل أثناء الحملة الإنتخابية إلى الصعوبة الواضحة لتوليها لدور السيدة الاولى.

تقليديا، قام الرؤساء الأمريكيون على مر الزمن بتصنع على الأقل حظيهم بعلاقات زوجية صحية وسعيدة، حتى بالنسبة لآل كلينتون اللذان كانا يعانيان من العديد من المشاكل الزوجية؛ كانت لديهما الكثير من لحظات الحب والإمتنان وحس الفكاهة والإرتباط الوثيق.

إلا أنه بالنسبة لآل ترمب، ومنذ وصولهما للبيت الأبيض خلال حفل التنصيب، بدا وكأن شيئا ما لم يكن يجري على ما يرام بين الزوجين، لعل الشريط المصور الذي نزل فيه دونالد من الشاحنة المغلقة لدى وصوله وزوجته إلى البيت الأبيض في يوم التنصيب خير دليل على ذلك، ولمن لم يشاهدوا الشريط؛ فقد قام دونالد ترمب بالنزول من السيارة واتجه مباشرة صوب آل أوباما اللذان كانا ينتظران لتحيتهما تاركا ميلانيا في السيارة ولم يأخذ بالإعتبار انتظار زوجته ومرافقته لها إلى داخل البيت الأبيض كما هو معمول به في تقاليد البيت الأبيض، وكما قام به كل من الرؤساء السابقين.

دونالد ترمب وزوجته ميلانيا مُرحباً بهما في البيت الأبيض من طرف آل أوباما خلال يوم التنصيب
دونالد ترمب وزوجته ميلانيا مُرحباً بهما في البيت الأبيض من طرف آل أوباما خلال يوم التنصيب في سنة 2017 – صورة: Mark Wilson/Getty Images

هذه الحادثة التي تلتها العديد من الحوادث الغريبة الأخرى، فخلال مراسيم مباركة ”فرانكلين غراهام“، إلتف دونالد إلى الخلف ونظر إلى ميلانيا التي ابتسمت لوهلة وما إن أشاح بوجهه إلى الأمام مرة أخرى حتى اعترى تعابير وجهها نظرة حزن وبؤس منقطعة النظير، ولاحقا في تلك الليلة، خلال أول رقصة لهما كرئيس وسيدة أولى كانت تبدو حزينة وأشاحت بوجهها عنه في أكثر من مرة.

وبعد ذلك بقليل انتشرت العديد من التغريدات وأصبحت شعبية للغاية على غرار هاشتاغات مثل #SaveMelania و#SadMelania على موقع تويتر، والتي تنادي بإنقاذ ميلانيا أو تخليصها من بؤسها، وفي اليوم الموالي، وخلال المسيرة التي نظمها متظاهرون وحقوقيون نسويون حمل العديد منهم لافتات تقول: ”حرروا ميلانيا“.

نظرة بؤس منقطعة النظير
نظرة بؤس منقطعة النظير – صورة: Chip Somodevilla/Getty Images

وقالت ”Evgenia Peretz“؛ وهي محررة وكاتبة في مجلة ”فانيتي فار – Vanity fair“: ”أفادت إلي إحدى أيقونات الموضة التي كانت صديقة لآل ترمب منذ عقود مضت أنها لطالما حلمت بأن تقنعها ميشال أوباما بأن تتركه، وسيجعل منها هذا أيقونة نسوية عظيمة، فبإمكانها أن تسير مباشرة في خضم كل شيء وتقول للعالم: ’إنه مجنون، وهذا كله جنون، وأنا لم أكن أدري ماذا أفعل‘.“

إلا أن نهاية هوليوودية من هذا النوع بعيدة المنال، فبعد زواجين فاشلين يبدو وكأن ترمب قد وجد لنفسه زوجة ذات صفتين بارزتين فهي ذات جمال أخاذ كما أنها خاضعة للغاية، إضافة لكونها شهادة حية على نجاحه المبهر وكونها مهذبة للغاية وغير مزعجة، حيث أنها بنفسها كانت قد رددت في عديد المرات بأنها: ”لست من النساء المتكلفات أو المتذمرات.“

إلا أن النقد قد طالها كثيرا من ناحية تقبلها للمعاملة السيئة التي كان زوجها يمارسها عليها، فيقول في هذا الشأن منسق الديكور وصديق دونالد ترمب ”ويليام أوبانكس“ والذي كان قد أمضى مع آل ترمب عيد الشكر في Mar-a-Lago: ”أعتقد أنها تستمتع بدور كونها تتراجع إلى الخلف وتتركه ينال كل الأضواء التي لم يشاركها حتى معها“، ويوافقه في رأيه هذا كل من عارض الأزياء الشهير ”فابيو“، ومروج منازلات رياضة الملاكمة ”دون كينغ“.

ووفقا لـ”ليزا بيتنر“ التي كانت قد كتبت تقريرا على تسيير إدارة عارضات ترمب ”Model Management“ في سنة 1999، وأصبحت صديقة للزوجين ترمب، فإن ترمب وجد في ميلانيا الشريك المناسب بامتياز فتقول: ”ميلانيا لا تقوم بالتلويحات، كما أنها لا تتكلم إلا إذا تمت مخاطبتها، إنها وبكل بساطة في غاية اللطف والروعة“، إلا عندما يتعين عليها الدفاع عن زوجها أمام الناس، فإنها تصبح في غاية الضراوة.

إلا أنه حتى بالنسبة لإمرأة من نوع ميلانيا الصبور جدا، فإن لديها نقطة تحمل معينة تنهار بعدها، فخلال كتابة هذا التقرير تتداعى علاقتها الزوجية دون شك، فبعد خروج الصورة السيئة التي ميزت إتحادهما الزواجي، تعاسة ميلانيا والتباعد العاطفي الظاهر بين الزوجين، قد بدأت تأخذ منحى أكثر علانية وبدأت تصبح أمرا شائعا شيئا فشيئا، على الرغم من الضمانات والتطمينات التي لا يكف المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض ”ستيفن غريشام“ بالإدلاء بها على شاكلة كون ميلانيا متقبلة لدور السيدة الأولى بشكل رائع، إلا أن معظم الدلائل والإشارات تشير إلى عكس ذلك، وتشير إلى عدم إكتراثها تماما بكونها سيدة أولى. وبينما صرح السيد ”غريشام“ بأن السيدة ترمب تخطط للإنتقال إلى البيت الأبيض في أقرب الآجال، خرجت هذه الأخيرة وصرحت بأنها لن تفعل ذلك إلى أن يقوم إبنها بارون بالإنتهاء من السنة الدراسية، مما يوحي بأنها لم تتحمس ولم تستعجل دخول البيت الأبيض.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock