محليات

يوم أمطرت الدنيا ارانب

الحياة نيوز – فيصل محمد عوكل – منذ ان عرف الانسان العقل وخاض تجربة التفكير في كل شيء حوله واضحى يعرف لغة الطبيعة ويراها عيانا فمثلا عرف بان البرق قد يشعل نارا برؤيا العين وشهد طوفان الانهار في الشتاء فتعلم وتطور وتعلم من كل شيء وعرف بان الريح لها طريقتها في الاضرار كلما زادت سرعتها وكذلك عرف لغة الطبيعة وماذا يعني ان يقعقع الرعد وان تتكاثق الغيوم ولو حدثه احدا ما على ان الدنيا تمطر ارانبا لقهقة من كل اعماق قلبه لانه يعرف الارانب ويعرف بان الثعالب لا تطير ايضا وبان الاسماك لايمكن ان تكون بغير النهر او البحر ويعتبر كل شيء مخالف لناموس الطبيعة وعين العقل والتفكير مجرد كلام لاصحه فيه وبانه يخرج من انسان غير سوى او انسان يرغب بالسخرية من المستمع ولايمكن ان يردد ما يسمع حتى لايسخر منه المجتمع او العقلاء ويتهم بالسفه والسخف ويفقد ثقة العالم من حوله في مجتمعه الذي يهتم بان تبقى شخصيته مصانة من العيوب الظاهرة والخفية رغم قلتها. وفي زمن الانترنت وقلة الاهتمام بالاخرين وعدم التفهم ورغبة جامحة لدى البعض في الظهور فمن الممكن ان تجد احدا ما يدعي انه كان ذات ليله سهرانا مع خطيبته تحت ضو القمر فاذا بالسماء تمتلى بسحاب من العطور وفجاه نزل مطر كثيف من الارانب البيضاء مما جعل خطيبته تشعر بالخوف ولانه شخص حريص على مشاعرها احتضنها برومانسية ولم يحاول ان يلتقط صورة لارنب واحد طائر او ارنب وقع ارضا او وقع في حضنه خوفا على مشاعر الارانب ولانه من انصار الرفق بالحيوان فتجد بعد ساعات بان خبرا تافها كهذا اضحى منتشرا اسرع من سرعه النار في الهشيم ان ساقته الريح العاصف. والادهى والاشد مرارا ان تجد انه وبعد زمن ليس بعد ستجد البعض يعتقد بان هذا حقيقة ويؤيد المقولة ويستشهد بان السماء امطرت ذات يوم اسماكا في في احدى قرى الصين او البلاد البعيدة ويستشهد وكانه شاهد عليها ومتحمس للدفاع عن الفكرة دون ادنى حافز للتفكير بعدم عقلانية الموضوع وعدم جديته وضخامة الكذبة وسوف تجد من يبهرونها فيما بعد ويقولون نعم كانت ارانب ومعها ملوخية وكان الشتاء اخضر وابيض هذه الفئة الببغائية العدمية التفكير. والتى ابقت عقولها وتفكيرها دون ادني استعمال او حتى لمس او اخراجه من الجيلاتين الذي يغطيه خوفا عليه من ان يتلوث بالتفكير او الوعي او الثقافة وعاش يردد ما يسمع ويشجع ما يسمع لانه خلق وله عقل واحد يخاف ان يستعمله وله اذنان كبيرتان فقط خلقتا للاستعمال ولسان ببغائي يردد دون وعي ادنى الشائعات مهما كانت تافهة او غير منطقية او غير عقلانية اصلا ولا تمت للواقع بصلة من قريب او من بعيد ولكنه شخصيا مستعد لتصديقها وتشجيعها والدفاع عنها وهذه الفئات موجودة في معظم المجتمعات العربية تحديدا وتشجع السخافات. وتشجع الاقاويل الفارغة الغير عقلانية وتشجع وبكل اسفاف كل اشاعة مهما كان قائلها بدون تبصر وبعماء مطلق وجهل مطبق وغباء عميق مترسب بجذور لا نهايه لها من الجهل والتخبط وعدم الوعي حتى تحولت الكذبات الكبرى سياسية وغير سياسية على الانترنت فاضحى الكذبة والخراصون والببغائيون لهم مواقع ولهم رواد ومشجعيين ويبتهجون على الكذب والخرافة والاشاعة دون تبصر وكانما تحول مستنقع الجهل الانترنتي واحة للغباء والاغبياء والجهلة والباحثين عن السفاسف. وبدلا من ان يكون منارة للتواصل الاجتماعي حولوه لمنصات للتراشق بالجهل والرياء فمتى نستفيق ويكون الانترنت اداة من ادوات الوعي وتبادل الثقافات عربيا وعالميا ويختفى هسهس مستنقع الجهل من سمائنا وازيزه المزعج كي لايتمكن احدا من الرؤيا الحقيقة للاشياء حت اضحينا نسمع عن ذباب الكتروني وهسهس الكتروني وحتى تغريد نشاز فماذا بقي بعد هذا الا من امل مضيء لنكون اكثر وعيا وندرك بان ادوات التواصل خلقت ووجدت للتواصل واشباع النهم العقلي بالثقافة والعلم والادب والتقدم نحو الرقي والذوق ومتى يكون العالم العربي اكثر نضوجا ليستفيد من كل جديد في هذا العالم ويكون اكثر تطورا وليس تهورا وتقهقرا للوراء.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock