محليات

سندويشة الفلافل في طريقها للإنقراض

الحياة نيوز – فيصل محمد عوكل – في عمان وتحديدا في مجمع العبدلي القديم حينما كان محور سفريات العالم محليا وعربيا وعالميا كان الباعه يتجولون ويصعدون للباصات معلنين عن بيعهم لسندويشات الفلافل الطازجه قبل ان يعرف الناس خبز الحمام وكانت السندويشه بسعرها التقليدي الرغيف بقرشين وتكون محشوه بالفلافل الطازجه ومقالي الباذنجان والبطاطا والسلطه بالطحينه ورشه شطا او فلفل احمر حارق وحسب الزبون وكان هناك حلويات تسمى كرابيج حلب كحلويات ثمنها قرش واحد ونصف الكرباج بتعريفه يعني نصف قرش
والمهم زجاجه سحويل وهي تعادل المشروبات المعاصره ايامها وكان سعرها قرش واحد وكانت تغمر بقطع الثلج قبل البيع وكان هناك ايضا باعه التسالي والفستق فقد كانت الرحله من عمان للزرقاء ربما تصل لساعه ونصف وربما ساعتين وقد تصل لاكثر من هذا لاسباب عديده اولا بطىء سير الباص وكنا نسميها باصات ادفش لكثره ما كان يصيبها من خلل ووقوف احيانا واحيانا كثيره هو كثره التوقف فهو يحمل كل مخلوق في طريقه وينزل الركاب اينما ارادوا ولم يكن للباصات غمازات يمين وشمال بل يد معدنيه تشير للسلئقين من خلفه بحال اراد تغيير مساره وكان معظم الركاب يقومون باكل البزر الابيض والتدخين لسجائر اللف والتتن ورائحته الشبيهه برائحه الفلفل الاسمر اللاذعه وكان احد السائقين كتب يافطه في ذلك العصر ووضعها قرب المراه مكتوب عليها ممنوع التف والنف والتدخين واكل البزر للسعادين ولكن لاحياه لمن تنادي ولم يصغي لكل كلمات المنع ولان الموضوع لاعلاقه له بالباصات والسيارات والنقليات عموما اتى ذكرها لانها كانت ساحه هامه لباعه السندويشات وكان هناك محطات للباصات في ماركا والرصيفه للوقوف والتنزيل والتحميل للبني ادميين والبضائع وكان هناك يقف الباعه واكثرهم في المجمعات او قريبا منها ولاننا الان امام تطور هائل من التقنيات لطهي الفول والذي كان من الطنجره النحاس الى لذع الثوم والفلفل المنتقل الى الفم والاحساس وكتم الانفاس مما كان فيه من محتوى اصيل لفن صناعه الفول على الاصول وكان السندويتش يعتبر قمه الفخامه وهو الاكله السفاري المتميزه للسفر ولان الناس لم تكن تسمع بشيء اسمه هامبورغر ولو ان احدهم في حينها اخبرهم ان هناك سندويشه سيكون رغيفها بحجم الكف ولن يكون بها فلافل ربما كانوا سيحرقونه حيا لانه يخبرهم عن علم الغيب وبانه يخرف ويتخرص في ما يمكن ان لا يتقبله عقل لان الرغيف الفلاحي او رغيف الطابون يكاد يكون وزنه وقيه ونصف وهو من القمح الاصلي ولم يكن العالم العربي قد سمع في تلك الحقبه الغائره من الزمن عن طعام واكله جديده سيكون اسمها وجبه كنتاكي وهذا الاسم ربما قد يكون لمجرد الاسم الغريب الاعجمي ضجه وكركبه اجتماعيه وتداعيات في مجتمع بسيط جدا حيث كيلو اللحمه المجرومه النقيه الطازجه البلديه ثمانيه قروش كاعلى سعر والدجاجه البلديه كانت تباع بعشره قروش يبعنها القرويات في سوق الجمعه او سوق الحلال وسلال البيض البلدي البيضه بقرش والاثنتين بقرش ونصف وسعر الجمله بالسله كلها بتعريفه البيضه كل هذا كان في زمن العسل والسمن ارخص من سعر ضمه البصل الان وكان الطلبه المدللون والمنعمون تتحفهم اسرهم بتعريفه لانهم لم يفطروا في بيوتهم وذاهبين للمدارس وطلب العلم وكانت التعريفه تعني ربع سندويشه فلافل فخمه للغايه وكنا نتسابق من ياكل شطه في سندويشته اكثر وكانت السندويشات هذه تاخذ منحى متطور فهناك سندويشه الفلافل السوبر وسعر الحبه الواحده تعريفه بينما الفلافل الدائريه كل خمسه بتعريفه.
ومن مميزات الفلافل السوبر ان قالبها مستطيل بيضاوي ويحتوي او سطها بحشوه من البصل المقلي والشطه وشيء من الثوم وكان هذا يعتبر نقله نوعيه وتطور هائل في عالم فن صناعه الفلافل بالشطه البلديه والبصل البلدي والان وبعد ان اضحى عالم السندويتشات والاكلات السريعه بلا عدد ولا حصر من سندويتشات الهمبورغر وسندويشات والجامبوا شاورما والاكلات الحديثه اضحى الاهتمام يخف تماما على سندويشات الفلافل وكان اخرها استخدام جامبوا فلافل وهو الاكثر تقدما ويكفي غذاءعامليين للباطون ونتع الطوب وعمل الصبه فسندويشه الجامبوا فلافل تعني حد الاشباع وقمه الاغراء وقبل ايام قمت بزياره اربع مطاعم في حينا لايقومون ببيع سندويشات فلافل بل يبيعون الفلافل فقط كنوع من الديكور التراثي للمطعم معتبرين بان عمل المقالي مكلف ولا ياتي بهمه عداك عن السلطه بطحينه وسعر كيلو الشطه البلديه واسعارها المرتفعة وهذا يعني قرب انقراض سندويشه الفلافل الاسطوريه والتى رافقت اجيالا عديده وكانت صديقه للطلاب والكثير من المعلمين البسطاء والموظفيين والعمال الطيبين وحتى كبار الموظفيين فقد كانت سندويشه الفلافل الاكله الشعبيه للمسافر ورمز لمكافحه الجوع والتسليه للسفر وسندويشه بالجيب احسن من انتظار عزومه في ظهر الغيب وكانت لسندويشه الفلافل ضره تنافسها منافسه شديده وهي الكعك بالزعتر والكعك بالبيض المسلوق الملون وقد كاد الكعك بالزعتر والجبنه والبيض ينقرض من امام المدارس والمطاعم الحديثة وكذلك سندويشه الفلافل مع المقالي فهل ياتي يوم ننسى سندويشه الفلافل وينقرض صحن الفول كما انقرضت قبلها اكلات شعبيه مشهوره كطبخه المجدره المشهوره في بلاد الشام وطبخه الشوربات والمقادم والقريبه من اكله الباجه العراقيه لها تشريبه ويفت فيها الخبز مع مرق اللحم في خضم الاكلات الحديثه الاجنبيه لهذا ساقوم بتصوير سندويشه فلافل بكل زخمها وابروزها كتراث وكتحفه للاجيال بعد ان اضحى الناس يفتخرون بالاطعمه اكثر من افتخارهم بالابداع فالعالم اضحى يهتم ببطنه اكثر من عقله ولا عزاء لسندويشات البسطاء.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock