محليات

الإهمال التربوي والجهل والتقوقع الاجتماعي سبب الانحراف والجريمه والارهاب

* ان الاسرة المهملة والبيئة المنغلقة فكريا هما الحواضن الرئيسية لكل السلبيات المجتمعية والعنف

الحياة نيوز – فيصل محمد عوكل – الامم تتطور بتطور ادواتها الحياتية وتقنياتها المعرفية والاساليب الثقافية والتربوية ابتداء من البيت والاسره الى المدرسة والجامعة ويكون للمحيط الاجتماعي الدور الاكبر في الثقافة المجتمعية من حيث السلوك والمنطق في التعامل مع الاخرين وقبل ان ناخذ مسارنا في التحدث عن مثل هذه الاشكاليات التربوية والاخلاقية علينا اولا ان نضع النقاط على الحروف بحيث ان المسؤلية الاولى والاخيرة تكون مسؤلية الاسرة في تنمية التربية الحقيقية والاخلاقية لدى الطفل.
لا ان نلقي اللائمة على الدور التربوي على المدارس والتى يصلها الطفل بعد سن السادسة من العمر وقد تشبع من اسرته ومحيطه ما يجعله يعبر عن نفسه وخلفيته التربوية وسلوكه في المدرسة مع الطلاب الاخرين ودور المدرسة هي خلق جو تربوي اخلاقي وتنمية العقل والابداع نحو الافضل ليكون مؤهلا فيما بعد للحياة بثقافة عامة تناسب عموم المجتمع من القيم والاخلاق والتقاليد خلال السنوات القادمة بتدرج عاما بعد عام ولا تستطيع المدرسة اصلاح ما يتم افساده من خلال التربية الاسرية الغير سليمة في بيئة جاهلة وتقوقعه حول نفسها تؤمن بما تراكم لديها من رواسب الماضي بعيدا عن التقدم الفكري المعاصر وتقدم الامم والشعوب بكل نواحي الحياة وهذا التخلف الفكري والحياتي الذي يجعل الطفل يعيش في عالمين منفصلين تماما فيشعر الطفل بالضياع الحقيقي وقد يكون السبب في انحرافه العقلي او الانفصام فالاسرة تريده شخصا عاديا كما هي الاسرة دون خروج على تفكيرها السقيم والضعيف تربويا والعاجز عن التوعية والتطوير لحياة الابناء.
حيث تكون مهمتهم ترك الطفل للشارع ليفعل مايريد ويلهو كما يحب دون رقابة عائدا للبيت حاملا في ذاكرته وعقله ولسا نه الفاظا في غاية البذائة فيصفق الاب او الام مشجعين لهذا السلوك ومشجعين نحو الانحراف الحقيقي لاعتقاده بانه قد احسن بعد ان وجد تشجيعا من الاسرة وتعلما من المحيط الغارق في الجهل والتخبط ليتولد عنده التخبط السلوكي فيما يجده من تهذيب عند من يجدهم حوله وعدم تقبلهم لالفاظه الغير محببة لديهم والمنبوذة في مجتمع يحمل اخلاقا وقيما وتقاليد وهناك ملاحظات هامة ربما تجابه المدرسين في كافة مدارس العالم العربي عموما حينما يجد الفروق التربوية والاخلاقية بين طلاب في صف واحد فيجد بان لديه نموذج ولربما نماذج عديدة منفرة وخارج عن كل مالوف ولم تحظى في الاسرة باي قسط من التربية او التهذيب او السلوك الحسن.
بل بالعكس سيصدم الطفل عندما يجد بانه دخل عالما جديدا مستقيما لايمت لكل ما تعلمه من اسرته بصلة بل بالعكس سيصطدم بواقع يجعله لا يثق بنفسه ابدا حينما يجد من حوله يتمتعون بقدر وافر من التهذيب والسلوك والاخلاق والقيم والثقافة والوعي يسبقونه بكثير من الامور وهم اكثر نضوجا ووعيا وذكاء وتحصيلا علميا لان تربيتهم البيتية كان لها دورها الكبير بتميزها وتطور شخصيات هذه الفئة التى اخذت اسرتها على عاتقها تربيته السليمة وتهيئته الحقيقية للتعامل مع الاخرين بتربية سليمة واخلاق عالية وتهذيب كبير انساني بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وليس من المقبول ابدا ان يعود الطفل من المدرسة قاذفا حقيبته المدرسية حيثما وجد في البيت ويخرج للشارع دونما حسيب او رقيب
وقد تناست الام واهمال الاب ان كان قريبا او بعيدا عن البيت تاركين الطفل تحمله رياح الجهل والتخبط حيثما اتجهت مما يجعل لدى المجتمع المزيد من الجهل والتخبط والانحراف وهذ يعتبر عاملا هادما للاسرة والمجتمع واهمال حقيقي سواء كان عن جهل او علم لتنصب فيما بعد هذه الانعكاسات سلوكا عدائيا وفوضويا في المدرسة وتدرجاتها وعنفا اينما حلت هذه الفئات في كافة مراحل حياتها المدرسية وحتى الجامعية لان التقويم الاسري الاخلاقي ينبع اولا من البيت والاسرة والمجتمع المحيط قبل أي شيء وان دور الابويين مهم للغاية وهو البيئة الحاضنة للرقي او الانحراف الاخلاقي والتربوي لاجل هذا فاننا امام معضلة تمتد وتمتد واسبابها الجهل وقلة الرقابة الاسرية لابنائها وعدم الاهتمام في الاصل.
بدورهم الرئيسي لخلق ابناء اسوياء وداعمين في بناء المجتمع وليس هدمه بجهل وان كل شيء يكون بدايته الجهل ستكون نهايته كارثة وان أي شيء يكون بدايته الاهمال سيكون له تبعات غير محمودة تظهر فيما بعد انعكاساتها على المجتمع فمتى نتوقف ونعيد حساباتنا في النظر فيما يحدث فالعالم العربي المثقل بالاحداث وما يتعرض له من ضغوط بامس الحاجة الى ان يقوم بعمل قفزة نوعية من تطوير الثقافة والوعي وتطوير كل الادوات التربوية والتوعوية كي نمنع الانحراف والجهل والتخبط والارهاب ونمنع كل السبل التى تلد الانحراف والعنف المدرسي والعنف الجامعي والعنف الاجتماعي وتعود الانسانية الحقيقية الى مسارها النقي بدلا من التشرذم والتمزق والتطرف الاعمى والتعصب الجاهل المؤدي الى التطرف الاعمى والارهاب لان الجهل هو البيئة الحاضنة لكل كوارث الامم والشعوب.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock