ثقافة وفنون

الفالح : المرأة مكبّلة بالعديد من الخطوط الحمراء التى تقيد حريتها في الإبداع

الحياة – حاورها فيصل محمد عوكل – حينما تكون في حضره الادب فان عليك ان تتوقع تفجر العبقريه وان ترى ما يدهشك من الابداع وجميل القول والمدهش من التعابير اللطيفه والتى تخرج من ينابيع الاحساس الرقيق العذب والفكر والابداع المبهر والعبقريه الفذه وتطلع على فكر جديد وتدخل ابواب حديقه فكريه مليئه بازاهير الكلمات وعطور الاحاسيس
ولاننا نحن الان بين يدي مفكره ومبدعه واديبه ونجمه من اسطع نجوم الابداع الفكري في تونس ندع قرائنا الاعزاء لينهلوا من معين ابداع نجمه الابداع الكاتبه والاعلاميه اسمهان الفالح وهي تنقل لنا تجربتها في الكتابه منذ اللحظه الابداعيه الاولى وحتى تكونت وسطع ابداعها امام العالم والقراء ونترككم امام كلماتها ولقائها الادبي كي نرتوي من معين الادب.

أسمهان الفالح إعلاميّة و باحثة تونسيّة، متحصّلة على شهادة الماجستير في الأدب العربيّ الحديث، أكتب الشّعر و الخاطرة و القصّة القصيرة و القصّة الومضة و المقال. لديّ كتاب نقديّ لم ينشر بعد بعنوان: “المحاكاة السّاخرة في مقامات الهمداني”، و مقالات متنوّعة نُشِرتْ في مجلاّت و صحف ورقيّة، و أنا بصدد التّجهيز لطبع مجموعة شعريّة بعنوان: “ذاكرة النّسيان” و مجموعة قصصيّة بعنوان: “نبضات” ومجموعة قصص ومضيّة بعنوان: “بَعْثٌ”. صدرت لي بعض النصوص الأدبيّة المنضوية تحت جنس الخاطرة و القصّة الومضة ضمن كتب مجمّعة شارك فيها خيرة الكتّاب العرب و هي موسومة ب “قلم رصاص” و “نجوم الومضة”، دار ببلومانيا للنّشر و التوزيع بمصر. أعشق المسرح و الصّحافة، و قد تحصّلتُ على جوائز متعدّدة في التّمثيل و إلقاء الشّعر خلال فترة دراستي الجامعيّة. و قمتُ بالتّنشيط في الإذاعة الطلابيّة. واكبتُ عديد التّظاهرات و الملتقيات الثّقافيّة الوطنيّة و الدوليّة آخرها مهرجان الفنون الإسلاميّة في دورته العشرين و ملتقى الخطّ العربيّ في نسخته الثّامنة بإمارة الشّارقة. شاركتُ في عديد المسابقات التّي نظّمتها مجموعات أدبيّة مختلفة عبر شبكة التّواصل الاجتماعي و تحصّلتُ على عدّة ألقاب و أوسمة و تُوّجتُ بالمراكز الأولى في مختلف الأجناس الأدبيّة. و أهمّ لقب تحصّلتُ عليه خلال سنة 2014 لقب نجمة العام في القصّة الومضة في مجلّة نجوم الأدب و الشّعر. و لقب نجمة العام في الخاطرة لسنة 2015 في مسابقة ضخمة نظّمتها نفس المجلة ونجمة 2015 الذهبية في مجلة نجوم الأدب و الشعر كذلك لإحرازي على مراكزمتقدّمة في أجناس أدبية مختلفة. هذا و قد تمّ تتويجي بلقب نجمة عام 2015 في الومضة في الديوان ملتقى الأدباء. كذلك أُسندَ لي الوسام الذّهبي في مجلّة الإبداع العربيّ/ مسابقة روسيكادا لحصولي على المركز1 في الومضة و القصة القصيرة جدّا و قصيدة النّثر و المركز 2 في القصّة القصيرة. شاركتُ في التّحكيم في عدّة مسابقات. و اِنضممت إلى إدارة أهمّ المجموعات الأدبيّة في الفايسبوك و قدّمتُ برامج و مسابقات متنوّعة.
2 متى بدأت الكتابة؟
أوّل قصيدة كتبتها كانت في سنّ 15 و هي قصيدة عموديّة، تمخضّت عن فرط الإحساس بالغربة و الحنين إلى موطني الأوّل حيث الأهل و أصدقاء الطّفولة، و ذلك بفعل تنقلنا من مدينة إلى أخرى بحكم مهنة والدي العزيز رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه الواسعة، و توالت إثر ذلك محاولات الكتابة بالنّسبة إليّ سيّما إثر وفاة أختي الصّغيرة، فكان أن كتبت أوّل نصّ قصصيّ لي موسوم ب”مرافئ الذّكرى”. و قد حظيتُ بتشجيع فائق النّظير من طرف المدرّسين الذّين تتلمذتُ على أيديهم. فتناولوا نصوصي بالتّصويب و التّشذيب و التّهذيب.

3. عدّدي الإحباطات إن وجدت؟
و نحن بصدد الكتابة نضع نصب أعيننا جملة من الخطوط الحمراء التّي لا ينبغي علينا مع الأسف الشّديد أن نتجاوزها و إلاّ عرّضتنا لما لا يحمد عقباه من تتبّع و محاسبة، و لعلّ السّياسة من أهمّ المحظورات بالنّسبة إلى الكاتب بشكل عامّ، كما أنّ المرأة تجد نفسها مكبّلة بجملة من الضّوابط الإضافيّة التّي قد تقيّد حريّة الإبداع لديها، فالخوض في موضوع الحبّ مثلا يترتّب عنه مضايقتها و اِقتحام خصوصيّتها و نعتها بالفجور من طرف المتزمّتين، و مردّ ذلك العقليّة السّائدة التّي تحاكم الأدب من منظور أخلاقيّ صرف.

4. أيهما الأقرب إليك الأدب أم الصحافة؟
– ليس ثمّة بنظري من تباعد بين الأدب و الصّحافة، بل هو التّكامل يحكمهما، فينصهران في ذات البوتقة دونما نشاز أو نفور، بيد أنّ الأدب ينهل من معين الذّات و الشّعور، أمّا المادّة الصحفيّة فديدنها الموضوعيّة و الحياديّة في الطّرح و التّوصيف، لذلك أجدني أميل إلى هذه المادّة أو تلك حسب الحالة النّفسيّة التّي أمرّ بها.
5. هل يطعم الأدب خبزا؟
– الأدب لا يطعم خبزا، بل يغذّي عقولا متعطّشة إلى المعرفة، يروي ظمأ قلوب أنهكها جدب الواقع و تروم فتحا في مدائن الخيال مبينا.

6.اخر كاتب أو كاتبة التقيته؟
– نبيل المحيش: أكاديمي و ناقد و روائي سعودي

7. اخر كتاب قرأته؟
– رواية عاصفة على الشرق لنبيل المحيش.

8. هل للأدب مستقبل في محيطنا العربي؟
– أرى أنّ المشهد الثّقافي في الوطن العربيّ متنوع و زاخر بمختلف الأنشطة الإبداعية الهادفة، التّي لا تعرف ركودا أو وهنا، بل هي تنهل من القديم و تضيف إليه بشكل ماتع. و هنا يبرز دور المؤسّسات الثّقافيّة التّي لا تدخّر جهدا بإمكانياتها المتوفّرة لتدعم الإبداع و ترتقي بالمبدع، لكنّنا بحاجة دوما إلى التّخلص من العوائق السياسيّة خاصّة لنبدع بحريّة. ضف إلى ذلك أنّ دور وزارات الثقافة في دعم الحركة الأدبية مايزال محتشما نسبيّا في بعض الأقطار العربيّة إن لم نقل جلّها. و لا يفوتنا أن ننوّه إلى أنّ التطوّر التّكنولوجي الهائل قد أضرّ بالأدب بشكل لافت، فصار الإقبال على القراءة ضئيلا و تمّ سحب البساط بشكل تدريجيّ من تحت الأجناس الأدبية ذات النّفس الطويل كالرّواية مثلا و تعويضها بالقصّة القصيرة جدّا و القصّة الومضة التّي تعرف بأدب”السندويتش” لشدّة اختزالها و اقتصادها اللّغوي. و صفوة القول أنّ الأدب في الوطن العربيّ غدا مهدّدا بالزّوال و التلاشي ما لم نقف بالمرصاد لكل المعوّقات.

9. أجمل لحظات الكتابة لديك؟
– و أنت فرحة أو حزينة يتألق عندك الأدب. لديّ طقوس غريبة نوعا ما في الكتابة، فأنا لا أمسك القلم لأكتب بملء إرادتي، بل إنّ القلم هو الذّي يدعوني إليه و يستفزني كلّما صرخ بي الألم و بلغت مرحلة الذروة، فتتدافع الكلمات في صدري و أضيق بها و لا أستطيع لها ردّا حينها أمسك الورقة و أخطّ ما تجود به القريحة، و حين أكتب لا أتوقّف عن البكاء حتى أنهي آخر حرف في النصّ، عندها فقط أشعر براحة نفسية كبيرة.

10. أيهما أجمل للتعبير عن ذاتك الشعر ام الخاطرة ام القصة؟
-بصراحة لا أميّز بين جنس أدبيّ و آخر، لأنني أعشق اللغة العربيّة بمختلف فروعها، و أنا لا أكتب إلاّ ما أحسّه و أميّز النصّ الناجح من غيره من خلال درجة تأثري أثناء كتابة النص فإن لم أذرف الدموع بغزارة أثناء عملية الكتابة فلا أعتبر نصي ناجحا و لا يمكن أن أجعله يرى النور.

11. كيف ترين البحر، القلم و القرطاس، الليل بالنسبة للشعراء و العشاق؟واللون المفضل لديك و دلالته، الحب؟
– البحر: سلاح ذو حدّين… *القلم و القرطاس: إذا تناوبتكَ الخطوبُ و طوّحتْ بك الرّزايا، فلن تجد إلاّها الورقة حاضنة أشجانكَ و كاتمة أسرارك، تبثّها لواعجكَ و تشكوها غدر الزّمان و حيف الأنام، هي المتنفّس لكلّ عاشق أضناه الهوى، هي الملاذ لكل مهاجر اكتوى بأوار الغربة، هي الحدّ الفاصل بين ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا نسطره بمداد القلب النّازف على ذاك البياض الشّهيّ، فيستحيل وشما على خارطة الوجع. *الليل : مناجاة الذّات و التّعبد في محراب الحرف. * اللون المفضّل: الأسود: ذاكرة حافلة بالوجع و الشّجن… * الحبّ: يعني العطاء دون حدود، الجموح، التحرّر من كلّ المكبلات، الإقبال على الحياة بشغف، اقتناص لحظات الفرح دون توقف، الرغبة في معانقة الحلم و الالتحام به حد الانصهار، حدّ التلاشي.

12. هل المرأة الأكثر صدقا في التعبير عن الذات أم الرّجل؟
– برأيي لا تستقيم المقارنة بين الجنسين من حيث تدفّق العاطفة الشعريّة لدى أحدهما و خفوتها عند الآخر، فالأدب إحساس بالدرجة الأولى، إن لم نشعر بما نكتبه فالأمر سيكون عقيما لأنه لن يتجاوز حينها مستوى الصّنعة الشعريّة، فالرّجل إذا أحبّ تكون قصيدته ترجمانا صادقا لما يختلج بين جنباته، و ترديدا لآهاته و رجع صدى لعذاباته و كذا الشأن بالنسبة إلى المرأة، الرّجل إن ثار على الطّغاة المستبدّين تكون كلمته رصاصة في وجه العدو و كذا المرأة

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock