مدونة الأردن

الشيخ ابراهيم الضمور

الشيخ ابراهيم الضمور والد الذبيحين وهو إبراهيم الضمور الغساني شيخ الكرك في زمانه وأحد كبار مشايخ الأردن؛ قدم ابنيه الاثنين شهيدين في سبيل الأردن. وتتلخص الحادثة بهروب الشيخ قاسم الأحمد من فلسطين بعد أن بطش به جيش ابراهيم بن محمد عليباشا فلجأ الى الاردن دخيلالدى الشيخ ابراهيم الضمورالغساني في عام 1834 م فلحق به جيش ابراهيم بن محمد علي باشا إلى الكرك وأرسل إلى الشيخ إبراهيم الضمور الغساني الذي أجار القاسم في بيته فارسل ابراهيم بن محمد علي باشا الى الشيخ ابراهيم الضمورالغساني يُـخيِّـره بين تسليم دخيله القاسم أوإحراق ولديه (علي وسيد) الذين أسرهما عسكره خارج أسوار الكرك ليمارس جيش ابراهيم باشا المحتل اسلوب العثمانيين التاريخي وولاتهم بالابتزاز الذي يتمثل باستغلال الابرياء تهديدا بالحرق او القتل في مفاوضاتهم لتحقيق غايتهم وكان نص الرسالة :الى ابراهيم الضمور زعيم الكرك تسلمنا الكرك والدخيل وتخضع أنت ورجالك وإلا أحرقنا ولديك) ويسجل هنا دور زوجة الشيخ ابراهيم عليا أم الولدين، حيث صاحت امام هذا التهديد بحرق اولادها:(يا ابراهيم بالمال ولا بالعيال وبالعيال ولا بالعرض والأرض وإذا دخل الجيش ابراهيم باشا العثماني مدينة الكرك فسوف يدوس ولا يبالي وإنني اعتبر السيد وعلي فداء للكرك ، والحرب أولى بيننا وبين المحتل) نادى الشيخ ابراهيم الضمور بالحاضرين وبعث كتابا كان نصه : ( إلى قائد الجيش المحتل إن لم يكن لديكم حطب ونار فسأبعث لكم ما تريدون اقتلوا واحرقوا فهي شيمكم ،ولن تدخلو الكرك ونحن احياء) اشتعل الحقد في قلب ابراهيم بن محمد علي باشا فأوقد نارا بعد ان جمع كتلة حطب وشد اليها علي و سيِّـد ابناء الشيخ ابراهيم الضمور الغساسنة على مرأى من الوالدين المفجوعين بفلذتي الكبد.
عندما أرسل حاكم مصر محمد علي باشا الكبيرولده إبراهيم باشاعلى رأس جيش كبير في بدايات الثلاثينيات من القرن التاسع عشر»1834 م» لإخضاع فلسطين لنفوذه مستغلا تراجع سيطرة الدولة العثمانيةعليها وجد من الفلسطينيين مقاومة شديدة قاد أشدَّها زعيم منطقة نابلس الشيخ قاسم الأحمد، ولكن إبراهيم باشا تمكـَّـن بقوته العاتية وبطشه من إخماد الثورة فلجأ الشيخ قاسم الأحمد إلى الخليل فلحقه إبراهيم باشا فتصدَّى له رجال الخليل وشبابها ونساؤها ولكن القوة العاتية تغلبت على مقاومة أهالي الخليل الباسلة ودخل إبراهيم باشا الخليل ليصعق بخبر لجوء غريمه قاسم الأحمد إلى الكرك توأم الخليل، فلحق به إلى الكرك وأرسل إلى الشيخ إبراهيم باشا الضمور الكناني الذي أجار القاسم في بيته يُـخيِّـره بين تسليم دخيله القاسم أوإحراق ولديه علي وسيد الذين أسرهما عسكره خارج أسوار الكرك، هبَّ شيوخ الكرك ورجالها وشبابها ونساؤها إلى بيت إبراهيم الضمور، قالوا بلسان واحد:»سيوفنا قبل قلوبنا معك»، نظر الباشا إلى رفيقة العمُر ِ النشمية الكركية عليا أم الولدين، صاحت:»النار ولا العار يا إبراهيم، الأولاد يعوِّضنا الله عنهم، ولكن العار لا يزول»، نادى إلباشا في الناس:»إجمعوا لي رزمة من حطب وأرسلوها إلى سميِّـي الذي لايعرف أن الوفاء بالعهد من شيم الرجال واقذفوا بها بين يديه وقولوا له: ليس إبراهيم الضمور ولا الكركيون من يُسلـِّـمون الدخيل»، كلمات إبراهيم المُحاصَـر أجَّـجت مراجل الغضب والحقد في قلب إبراهيم المُحاصِـر فأوقد نارا تعالى لهيبها في السماء وقذف بها الشقيقين علي ثمَّ سيِّـد على مرأى من الوالدين المفجوعين بفلذتي الكبد، صاح الباشا:»النار ولا العار يا عليا، زغردي يا عليا، زغردْن يا نشميات الكرك، زفـّـوا الحبيبن إلى جنان الخلد بإذن الله»، وسجَّـل التاريخ في أنصع صفحاته أن إبراهيم باشا الضمور الكناني وعزوته من شيوخ ورجال وشباب ونشميات الكرك لم يَـبُـوقوا بالدخيل المُستجير ففدوه بفلذتي الأكباد تلتهم جسديهما الطاهرين نيران الأحقاد، كان منظرا مهيبا بشعا، ولكن بشاعة الحدث لم تمنع الباشا ورفاقه من شيوخ الكرك من التفكير بإنقاذ الدخيل حتى لا يُسجِّـل التاريخ أن يدَ الغدر وصلت إليه وهوبين ظهرانيهم، مال الفارس الكركي إسماعيل المجالي الذي كان يُـلقـَّـب بالشوفي ويُضرَبُ به المثل»الشوفي إن وَعَـدْ يُـوفي»وهمس في أذن رفيق الدرب إبراهيم الضمور أنه عازم على مرافقة الدخيل إلى معان ليحتمي بعشائرها وعشائر بادية الجنوب الوفية الأبية، وبعد أن ابتعد الرفيقان عن الكرك رأى الشوفي أن يفترقا، أكمل القاسم طريقه متخفيا بين العشائر، حتى إذا بلغ به الحنين مداه إلى مهوى الفؤاد نابلس عزم على العودة إليها، ولكن ضعاف النفوس الذين لا يخلومنهم مجتمع أوقعوا به أثناء رحلة العودة إلى نابلس وسلـَّـموه لغريمه إبراهيم باشا مقابل القليل من الليرات الذهبية التي باعوا بها مروءتهم وضمائرهم، فاقتاده أسيرا مُكبَّـلا إلى القدس وأعدمه على إحدى بوابتها، ويأبى قدر الله عزَّ وجلَّ إلا أن يجمع بين الرفيقين قاسم وإسماعيل، فقد تمكـَّـن ضعاف النفوس من الإيقاع بالفارس الكركي النشمي إسماعيل المجالي الشوفي وسلـِّـموه لغريمه إبراهيم باشا فأعدمه على نفس المشنقة التي أعدم عليها رفيقه قاسم الأحمد لتتعانق الروحان في سماء القدس الشريف رمزا خالدا على مدى الدهر للوفاء بالعهد وللوحدة الوطنية الأردنية الفلسطينية.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock