الشماغ

رامز ابويوسف :-
أنا مواطن اسمي رامز محمد حسن أبويوسف لم أخترأن أكون مسلما أومسيحيا أويهوديا فصحوت على شهادة ميلاد وهوية شخصية مسجل عليها الديانة مسلما وذلك دون إستشارتي أوحتى إخطاري بالموضوع وأعتقد أنكم جميعا حصل معكم ما حصل معي واللهم الذي صحوت عليه في طفولتي وما زلت معتزا به ومتمسكا بتعاليمه ومعتقدا أن ضياعنا كان من وراء الخروج عن هذه التعاليم هورجل كان يصحو في كل صباح يرتدي البزة العسكرية بعد أن يكون قدأشرف على كويها بنفسه وكان يرتدي الشماغ مثبتا عليه شعار الجيش العربي بعد أن يكون قدلمعه جيدا ويقف ربما الربع ساعة أمام المراة ليتأكد من وسطية الشعار على العقال …هذا الرجل هوالوكيل المتقاعد أمن عام محمد حسن أبويوسف”أبي”وكبرت وهويحدثني عن قصة إهتمامه بالشماغ والعلاقة الغرامية التي تربطه مع ممن خدموا بالجيش العربي وأسسوا هذا الوطن العربي الذي نعشق فكان يحدثني دوماعن أن هذا الشماغ هوالجامع لكل الهويات الفرعية التي من الممكن لوظهرت لفسخت المجتمع فالمسيحي والمسلم يرتديان الشماغ ولا تفرق بينهما وسأتي لجيلكم يوما تندمون فيه على خلع هذا الشماغ عن رؤوسكم فّإذا كشفت رؤوسكم تفرقتم .
وهذا ماحصل عندما خرجنا عن تعاليم الشماغ الذي كان يجمعنا بدأنا نرى من هوالمسلم ومن هوالمسيحي وأكثرمن ذلك تفرقا وعنصرية حيث بداياتنا في هذا البلد الأمين كانت الأجمل والأرقى فتجد حواري السلط يجلس فيها قاقيش وعربيات وتجد قلعة الكرك يزورها زريقات والمجالي وكذلك كافة المدن الأردنية وأعني تعاليم الشماغ التي جمعتنا ولم نكن نسمع بفرعيات حديثا بدأنا نسمع عنها وحدث ما قال عنه الوالد المرحوم أنه سيأتي يوما تندمون فيه عن لخروجكم على تعاليم الشماغ وها نحن وصلنا مرحلة مقززة من التفرع والتمزق والمشكلة الأكبرأن الأطراف والهويات الفرعيةعندما تلتقي تجامل بعضها بعضا وتتحدث عن الحياة الواحدة بين الأديان والأعراق وعندما تبتعد لمتران عن بعضهاتعود الى حقيقتها وتعترف أن ما تحدثت به هو فقط للإعلام والأسف الشديد أن ذلك منتشرهذه الأيام بين النخب والأوساط المثقفة وهنا تكمن الخطورة أن قادة الرأي العام هكذا يتصرفون ويفكرون وهذا ماجعلني أعود الى بالذاكرة الى ما قاله والدي الرجل البسيط المتقاعدعن مايجمعه الشماغ ويفرقه بعض مدعي الثقافة والنخبوية… الشماغ الذي جمعنا كأردنيون من شتى أصولنا ومنابتنا وأعراقنا وأدياننا هوالوحيد الذي يستطيع عودة الأمورالى نصابها الصحيح ونخرج من قمقم الندوات واللقاءات الروتينية التي تعمق من التمزق والتفرع …الشماغ يجمعنا .