تفاصيل مأساة عائلة أردنية … فهل من مغيث؟؟؟

ي
قطنون في غرفة واحدة
* مناشدة لأصحاب القلوب الرحيمة انقاذ الاسرة ونقلها الى منزل للعيش الكريم
الحياة – محمد بدوي –
الفقر هو حالة من عدم القدرة على تامين اساسيات الحياة ، وقد يلازمه قلة الحيلة ، وعدم القدرة على العمل لتامين ما يلزم ، كثيرة هي الكتب والحكم التي تدعو الناس لنبذ الفقر . ربما قد يتعجب البعض حين القول ان الفقر والثراء خيار فردي ، قبل ان يكون اسقاط على المجتمع . الجملة صادمة اليس كذلك وتؤدي الى كثير من الاسئلة التي يمتلىء بها الراس للسؤال عن مثل هذا الامر ولعل السؤال المطروح هو كيف ان اختيار الغنى او اللفقر خيار فردي يقول عالم النفس الامريكي وليام جميس ان اعظم اكتشاف لجيلي ، هو ان الإنسان يمكن ان يغير حياته ، إذا ما استطاع ان يغير اتجاهاته العقلية . لذلك ترى الاشخاص الاثرياء سبب ثرائهم هو تغيير اتجاهاتهم الفكرية اتجاه المال ، لقد تربى الكثيرون منا ومن ضمنهم كاتبة هذه السطور على ان المال امر سيء ، وأن صاحب المبدا والهمة يجب ان ينبذه ، لذلك رغم حصولنا على شهادات عالية ، الا ان العائد المالي قليل ، لماذا.. لأنه خيار حالي ، مع خلفية تربوية سابقة تنبذ المال وتكرهه.
إذا لعل افضل طريقة لمساعدة الفقراء ، هي إعادة تاهيل عقولهم اتجاه المال ، لان العطاء لا يعني ان تبقى تعطي المال لهم دون أن يحاولوا نبذ حالة الفقر، فانا من اشد الناس عداء لاعطاء مال مجاني دون اي وجه حق، فهذا الامر قد يساعدهم لمدة قصيرة ، مما يبقي عجلة الإقتصاد بطيئة ، وبالتالي دون اقتصاد قوي، لا توجد دولة قوية ، فهل هذا ما نرغب به يقول كونفوشيوس لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد.
وهذا ما يجب ان نحاوله مع الاشخاص الفقراء بادىء الامر إعادة تاهيل عقولهم وتفكيرهم اتجاه المال ، هل هم من الأشخاص الذين لهم خلفيات تكره المال وتعتبره عار وبلاء ثم نعيد تاهيلهم لتمكينهم من القيام ببعض الاعمال التي تدر مبلغا كريما عليهم ، لحماية ماء الوجه من صدقات قد تشعرهم بدونية مرفوضة. فان رغبنا في تطوير مجتمعي قائم على فكرة المساواة فالاخذ بايديهم لتطوير ملكاتهم وانشاء اعمالهم الخاصة هو افضل طرق المساعدة . وهذا ما يساهم في اعادة فكرة اننا خلقنا سواسية كاسنان المشط ، ويحقق العدالة المنشودة.
وعودة الى موضوعنا الاهم الا وهي قضية ام اردنية تم اخلائها من منزلها الذي كان يأويها هي وافراد واسرتها ، ولكن اين سكنت واقامت في غرفة واحدة يجاورها مطبخ بالكاد ان يتسع لشخص واحد فكيف اذا تقيم اسرة واحدة كلها في غرفة واحدة فقط لا غير . اما الحمام فحدث ولا حرج فالمنزل في الاساس لا يوجد به هذا “الحمام”واضطرت الاسرة بان تحاول بنائه بكل بساطة وما زال العمل جار!!
وتحدثت هذه الام مناشدة اصحاب القلوب الرحيمة محاولة تقديم كل ما يمكن تقديمه للاسرة لعل وعسى ان تنتقل الى منزل حقيقي وليس منزلا اشبه بمنزل صغير متواضع الى ابعد الحدود لعل وعسى ان تعود الفرحة والبسمة الى وجوه كل من هم في هذا المنزل.