هل يتدخل الملك حينما تعجز الحكومة؟

الحياة نيوز-بقلم : ضيغم خريسات -لا شك أن إضراب المعلمين وإعتصامهم كشف عيوب وضعف قيادات كثيرة على رأسها الحكومة صاحبة الولاية العامة التي لم تستطع ايجاد قناة حوار حقيقية لوقف التصعيد الذي ساهمت به إجراءات وتحديات الحكومة لمطالب المعلمين وكلنا يعرف أن دولة الرئيس أنه أول من تبنى برنامج تحسين أوضاع المعلمين.
لقد تاهت بوصلة الحكومة اليوم ما بين إضراب المعلمين ومطالب النقابات الأخرى في زيادة علاوات ورواتب الأطباء أيضا وأصبحت أجراءات الحكومة وسياسة القمع التي أستخدمتها الداخلية مع المعلمين تأخذ أبعادا أخرى والسؤال الذي نطرحه اليوم ماذا لو كان معالي سلامة حماد وزيراً للداخلية أبان الربيع العربي كثيرون أكدوا أن الشارع الأردني كان سيتحول الى سيول من الدماء ..
العقلانية والهدوء والحوار لغة الدول الديمقراطية وهذا ما كان يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني .
أن الصراع وتفاقم المشكلة وتعنّد الحكومة في إيجاد حلول لمطالب المعلمين سيزيد الطين بلة وعناد نقابة المعلمين أيضا ليس له مبرر بهذا الشكل الذي يغيّب طلابنا عن مقاعد الدراسة لقد خلقنا أزمة بلا مبرر والحل بسيط جدا إذا ما عدنا إلى طاولة الحوار ووضع حلول لمطالب المعلمين.
اليوم الشعب الاردني يتطلع بشغف وهو متيقّن تماما ان جلالة الملك سيتدخل في اللحظة الاخيرة لوقف هدر الوقت والجهد.
وان فريق الرزاز الضعيف في إدارة شؤون البلاد بدأ يتكشف فهو من يحمل مجموعة وعبئ من الوزراء شكلوا له “حمل ثقيل” وعملت حكومته في دعم سياسية التنفيعات والمحسوبيات وهو يدرك تماما ان الوقت بدأ ينفذ وان شعبية حكومته قد تراجعت وان تعديلاته الوزارية لم تقدم أو تؤخر شيئا.
الرزاز عمل ضمن خبرته في برنامج البنك الدولي وطبق مطالب الاصلاحات الاقتصادية بحذافيرها حتى وصل اقتصادنا الى ادنى مستوى ، ونسي مطالب المعلمين هي بداية الشرارة التي ستُشعل مطالب باقي الشعب الاردني الذي هو اليوم مثل قنبلة موقوتة من الممكن أن تتفجر في وجه الحكومة في اي لحظة.
إضراب المعلمين واعتصامهم كشف الكثير من عيوب وضعف إدارات في الدولة الاردنية التي يغيب عن مشهدها اليوم خبرات وكفاءات.
اليوم لا بد من اتخاذ قرار حاسم من خلال تغيير شامل في سياسة ونهج الدولة في هذه المرحلة الصعبة والقرار اليوم لحسم الخلاف بين يدي صاحب القرار جلالة الملك عندما تعجز الحكومات عن الحل!!