خبر عاجلزاوية المؤسس

من يصنع المُعارضة في الأردن؟

بقلم : ضيغم خريسات:-

ظاهرة المُعارضة التي أصبحت تزداد يوماً بعد يوم لتشكّل حالة سياسية جديدة ونهجاً جديداً في الشارع الأردني لا بّد أن نتوقّف عند أسبابها ومبرّراتها ومن يقف وراء صناعتها .

أولاً : المعارضة بقصد المعارضة في سياسة خالف تعرف موجودة لدينا بشكل واضح وفاضح وهؤلاء هم الذين يبحثون عن المكاسب والمنافع.

ثانياً : المعارضة البنّاءة وهي تلك الفئة التي تبحث عن مصلحة الوطن وتعارض قرارات الحكومات أو بعض قرارات مؤسسات الدولة التي تسببت في زيادة عبء العجز في الموازنة العامة وليس لها أي اهداف إلا الملصلحة الوطنية ومصلحة المواطن الأردني ليحصل على عيش كريم  ويعيش بكرامة ضمن قوانين وأسس وحقوق يحصل عليها على أساس النص الدستوري الذي كفل للمواطن حياة كريمة ضمن عدالة ومساواة  .. والتي اصبحت مفقودة او شبه معدومة خصوصاً فيما يتعلق بتمكين اصحاب النفوذ والمحسوبيات والشللية من توزير وتعيين الأقارب والأصدقاء .

وهذا بالتالي صبّ غضب الظلم على المواطن وادى الى صناعة معارضة حقيقية ضد الإجحاف والإستبداد على حق المواطن .

ثالثاً: معارضة من نوع آخر وهي معارضة أصحاب المناصب العليا من مسؤولين سابقين كانوا قد حصدوا الثمار من مناصبهم على مدى عقود من الزمن وبمجرد الإحالة على التقاعد او ترك المنصب سرعان ما يبدء الواحد منهم بالنّقد لمن سلفه سواء رئيس حكومة او مدير او غيره وتلك هي فئة الذين لم يستطيعوا أن يعيشوا بلا سائق وسيارة وبرستيج  حتى يكاد البعض منهم ان يطبقه على اهل بيته وهذه ظاهرة ايضا تستحق الإمعان فيها وبأصحابها .

رابعاً  : المعارضة المُصطنعة

أولئك الذين يشكلون نسبة كبيرة يتظاهرون بالمعارضة ويعيشون دور الممثل على الشعب وسرعان ما ينقلب على المبادىء والقيم بلحظات وهم اغلبية وقد شاهد الشعب الاردني منهم الكثير الذين اصبح بعضهم رؤساء حكومات بعدما عارضوا واقسموا اليمين امام الشعب بمحاسبة الفاسدين او إمتلاك ملفات فساد ورأينا العكس تماماً …

خامساً : معارضة الطبقة الممسوحة من اجل البقاء

هذه هي المصيبة الأعظم ، تلك الفئة التي تعارض بطريقة السرّ والخوف فهم يعيشون دون ادنى مستوى الفقر ولديهم الطفل المريض والعاطل عن العمل فلا بيوت تأويهم  او رسوم مدرسة لأولادهم او دخل مادي لأقل متطلبات الحياة يبحثون عن لقمة الخبز في الحاويات ويشعرون بالظلم والقهر والعوز وعندما يرون مسؤول سرعان ما يهلّلوا ويرحّبوا به خوفاً ورعباَ خوفاً من ان تقطع عنهم  رواتب صندوق المعونة .

 إذاً المعارضة لها صنَاع ولها اسباب وعلينا أن نميز ما بين المعارضة من أجل وطن وشعب ..  ومعارضة من أجل مكاسب ومنافع ومناصب .. لكننا نعارض لأننا أردنيون نريد ان نعيش بكرامة وان نطبق بنود الدستور الذي أقسمنا بالله ان نحافظ عليه ….

وكان الله في عون الشعب.

تابعنا على نبض
زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock