خبر عاجلزاوية المؤسس

سوريا ما بين الأمس واليوم

بقلم : ضيغم خريسات: –  تُطالعنا أخبار على صفحات التواصل الإجتماعي وعلى مواقع عربية خليجيّة تحديداً بالتّحذير من فرسنة سوريا التي تنقُل تلك الأخبار حملة ضدّ الوجود الإيراني في سوريا حيث تبثّ مقاطع فيديو لتعليم اللغة الفارسية في سوريا لكنها لم تجد آذاناً صاغية كما تبثّ عكس ذلك بتواجد الروس الذين يعلّمون الأطفال اللغة الروسية من أجل تأسيسهم من المرحلة الإبتدائية للتعليم حتى يُبعثون في المستقبل إلى روسيا لتكملة دراستهم وتدريبهم وهنا نتوقّف منذ بداية الأزمة السورية قبل ثمانية سنوات عندما اجتمعت قوى أجنبية وعربية لتفكيك سوريا وتغيير النظام فيها لخلافات ربما تكون على مراكز ومصالح وقواعد يدفع ثمنها الشعب السوري وتدفعه الأمة العربية فأين كانت تلك الدول التي باتت تبثّ حملات ضد إيران وسوريا وتُسمّيه بالإحتلال فهل كان الوجود الأمريكي في العراق وتواجده وقواعده وقوّاته في الخليج إحتلال أم أنّه بحكم الصّداقة علماً بأنّ أمريكا تُسيطر على كلّ مفاصل الدول الخليجيّة وأوّلها العراق بعد أن قسّمته ودمّرته وجعلته مُستنقع من الدماء وقواعد للإرهاب والتّطرّف.

أما آن الأوان اليوم أن نتوقّف لحظات ونتحدّث بصراحة من الذي قاد تدمير سوريا ومن يسعى اليوم إلى إعادة الفتنة الطائفيّة والإقليمية في سوريا بعد أن انتصرت قوات النظام بمساندة الروس والإيرانيين على دحر التمرّد والإرهاب وعلى رأسها داعش التي هي بالأساس نتاج صناعة أمريكية وإسرائيلية فالعالم لم يعُد غبيا عندما يرى تلك المنظمات تقتُل المسلمين تحديدا في العراق وسوريا . ويسأل أطفال عرب لماذا لم تقم داعش بقتال إسرائيل التي ما زالت تحتل الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس مسرى النبي ومعراجه صلى الله عليه وسلّم.

كفانا قتلاً وإبادة في بعضنا البعض وكفى تسويق الفتنة الطائفيّة ومزيد من الصراعات  . الآن أطفال اليمن وسوريا دماؤهم في رقاب العرب والمسلمين.

اليوم سوريا على طريق بداية البناء وإعادة الاوضاع الأمنية على ما كانت عليه قبل عام 2011 والسوريون اليوم في المخيمات في طريق عودتهم إلى بلادهم إذا بدأت عملية البناء وتأمين الاطفال في المدارس وتأمين إحتياجات الحياة.

الأردن اليوم وشعبه الذي لم يقف مع أي دولة ضد أخرى أو نظام ضد آخر يقف مع شعوب الأمة العربية لأنه يؤمن بإرث رسالته في الوحدة واللغة والدين رسالة الهاشميين التي ورثها بنو هاشم عن رسولنا العظيم في نبذ العنف والقتل ونشر الإسلام وتحقيق العدالة بين الناس والشعوب.

سوريا اليوم تقف على مفترق طريق وحذاري أن تنظر القيادة السورية إلى الخلف وخصوصا تركيا جارتها التي سعت دول الغرب أيضا بقيادة أمريكا إلى زعزعة أمنها الإقتصادي والسياسي لحماية مصالح إسرائيل ولا بدّ أن يكون هنالك في المستقبل القريب مصالحة سورية تركية من أجل تحقيق المكاسب الأمنية للطرفين في نبذ العنف والإرهاب واحترام دول الجوار وهذا ما يسعى إليه الأردن بقيادة الملك لإعادة الثقة بين دول الجوار ونبذ الخلافات لتحقيق مصالح شعوب المنطقة للعيش بسلام وأمان وعلى كلّ الدول التي قادت حملات تدمير سوريا إعادة النظر بمواقفها لأنها أولا واخيراً سيأتي عليها الدور في المستقبل عندما يحين وقت المصالح والسّلب ونهب مُقدرات الأمة.

سوريا الشام ستعود بإذن الله أحسن مما كانت عليه والقادم سيحمل مفاجآت.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock