آراء وكتاب

زهوة ياسر عرفات

عبدالهادي راجي المجال

…أمس شاهدت صورة لتخرج (زهوة ياسر عرفات) من الجامعة , لقد كبرت جدا , وأصبحت مثل زيت القدس ..حين يسكب في السراج , نوره مختلف عن نور المدن الأخرى ..لدرجة أنك تشتهي مسك النار أو احتضانها بكفك .

أمضى والدها العمر في المنافي , وكلما غادر أحد المرافيء , وسئل إلى أين تذهب ؟ قال : لفلسطين ..وغادر الحياة , كان ترابها مستقرا لعظامه , لم يخلع الكوفية , ولم يغادره الشيب منذ أن كان فتيا واختار نهاية مشرفة , وهي الحصار … والحصار على ترابك الوطني , على أرض فلسطين ..هو أسمى وأعلى مراتب الحرية .

أنا أعرف أن مصافحة الناس لكفك , مختلفة يا زهوة …وأعرف أن بعضهم , تكتحل عيونه بالدمع حين يشاهدك , أعرف أن البعض ..ممن عاصروا الثورة , والرصاص ..وبيروت التي احتضنت درويش وكل البنادق ..اعرف أنهم يشتهون أن يسرقوا خصلة من شعرك , كي يشموا فيها رائحة ياسر عرفات وجينات ياسر عرفات , ما أعرفه أيضا..أنهم يودون طبع قبلة على الجبهة الغراء , ولكنك كبرت يا بنت صرت صبية …وفلسطين خجولة في الحب , وجريئة في الشهادة والنار .

أبارك للشهيد القائد ياسر عرفات تخرج ابنته (زهوة) من الجامعة , وأقول له : أن هناك جامعة أخرى أسمها الثورة ما زالت هي الأخرى تخرج الشهداء …وبأعمار مختلفة , ولا تقبل طلابها على قاعدة التحصيل العلمي , بل على قاعدة القلب الفلسطيني ..والعشق الفلسطيني , والزمن حين يكون فلسطينيا.

إذا قدر لي يا بنت أن أشاهدك ,فسأشم الكف  , التي فيها رائحة ياسر عرفات وجينات ياسر عرفات ..وصوته , وغضبه ..وفيها فلسطين , التي تنهض كل صباح ..وتخبز الحب في تنور الثورة والحياة .

الثوار وحدهم , أولادهم يأتون للحياة ..كوميض وهج زيت سراج ..في القدس .

لم يحضر ياسر عرفات تخرجك يا (زهوة) لكن فلسطين حضرت .

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock