آراء وكتاب

دفتر شيكات

الحياة نيوز- د. محمد ابو عمارة – تسير كل يوم في طريقك المعتاد تستيقظ من نومك ليغدق عليك طفلك الصغير بقبلة جميله تليها عبارة “بابا… المصروف” تذهب لتناول طعام إفطارك… في منزلك لتنهال عليك زوجك بكم كبير من الطلبات “أريد كذا وكذا… وكذا!!” تهرب من طلباتها ليقابلك حارس العمارة “باشا… عاوزين إجار الشهر” تركب سيارتك المتواضعة لتفاجئك أيضاً بأن “ضوء البنزين أحمر” فتطلب منك سيارتك البنزين تذهب للعمل ليبدأ مديرك المباشر وزملاؤك بالطلبات… لوهلة ما تصرخ في داخلك “يا الله هل أنا دفتر شيكات؟!!!”
الكل يسحب مني ورقة.. ثم ورقة.. تليها ورقة حتى أنتهي ولا أعد صالحاً للعمل؟! وهل ينظر لي الآخرون بهذه الطريقة؟!
عدت بذاكرتي للوراء حينما كنت أنا أحد هؤلاء الذين يطلبون من والدهم كل شيء… عدت إلى طفولتي.. ولكني لم أكن أنظر لوالدي ويكأنه دفتر شيكات أو صندوق مال كنت مفتوناً بقوته… وأعشق حضنه… كان لي السند والقوة… كنت حينما أسير بجانبه أشعر بأنني ملك زماني وحينما أذكر أسمه في المجالس يهتز قلبي ويرتعش فؤادي فخراً وحباً… لم أنظر إليه ولا لمرة واحدة في حياتي على أنه مجرد دفتر شيكات ولكنني شردت في تفكيري!! هل يا ترى كان والدي يفكر بنفس طريقتي، هل كان يعتقد أننا ننظر إليه كدفتر شيكات أم لا ؟! أم أن الحياة هي حلقات ومراحل يمر بها كل منا… فيلعب يوماً دور المستهلك ويوماً آخر دور المنتج ولكني مصرّ على أنني لم أكن يوماً أنظر لوالدي على أنه دفتر شيكات ولكن السؤال هل كان هو يفكر بنفس الطريقة؟! وهل أطفالي يفكرون بأني دفتر شيكات متنقل؟! أسئلة حائرة تبحث عن إجابة؟!
بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
مدير عام مدارس الرأي

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock