بقلم : ضيغم خريسات
يدرك الأردنيون تماما أخطار حوادث السيارات واسبابها ويدركون ايضا النتائج التي تحدث جراء إهمال الوعي وغياب ثقافة قيادة المركبات إلا أن ظاهرة المخالفة والتحدي ترتكبها النساء أكثر من الرجال أحيانا فعندما نسير في الشوارع ونرى مركبة في منتصف الطريق “تروح يمينا ويسارا” وإلا بإمرأة أو رجل يمسكون الموبايل في أيديهم يقومون بإرسال رسائل واتساب أو غيرها تصيبهم ثقافة قراءة النكت على مواقع التواصل الإجتماعي مما يسبب أزمات سير أو حوادث سير قاتلة تؤدي الى الموت احيانا.
كلنا يرى المئات من السائقين يمسكون بالموبايل في يدهم ايضا ويتحدثون طيلة قيادة السيارة يحلو لهم الحديث والمجاملة عبر الهاتف وكأن الطريق وجدت للتسلية وهنا نغضب جميعا من شرطي السير عندما ينظم مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة رغم أن المخالفة وجدت لردع المواطن من اجل مصلحته ومصلحة حياة الآخرين.
إن الهاتف النقال صنع للحاجة الماسة والضرورية واستخدامه من اجل الإنجاز والتقدم وحل مشاكل العمل أو غيرها ولم يصنع للتسلية والالعاب بإمكان أي مستخدم التسلية فيه عند جلوسه في المكتب أو المنزل لكن الثقافة المحدودة عند الأغلبية جعلت من الهاتف النقال أساسا للتسلية “طق الحنك” فإمرأة تسير في مركبتها تسأل أمها او صديقتها عن وصفات الطبخ أو “شو طابخة اليوم” وأم تسأل إبنتها “شو بتعملي” و “شوفي ما في”.
إن الشعب العربي ياخذ من الغرب ثقافة الأشياء التافهة ويترك الاشياء الأساسية فالمشاهد لأغلبية الشعوب الغربية وخصوصا في أوروبا لا يستخدمون الهاتف أثناء القيادة بل يتوقفون على جانب الطريق إذا كان لديهم مكالمة ضرورية ولا ترى سائقا يأخذ الشارع وكأن معه “قوشان ورثه عن أبيه”.
مثلما يحصل لدينا بأن البعض يسير في منتصف أحد الشوارع يتحدث بالهاتف ويترك خلفه مئات السيارات ويسمع صرخات الزامور من كل مكان “لكن لا حياة لمن تنادي”.
وكأنه يسير في شوارع الإليزيه وأيضا ترى الكثيرون يلقون بالنفايات والسجائر في الشوارع من نوافذ المركبات ، وما شدني أكثر أنني كنت أسير بمركبتي في أحد الشوارع الرئيسية وأمامي سيارة صغيرة فيها شباب تفاجئت بانهم يلقون بكاسات الشاي والقهوة الى الخلف حيث ارتطمت بزجاج المركبات هل هذه ثقافة أم سوء تربية.
نسير في شوارع الغرب لا نرى قمعة سيجارة أو محرمة في الشارع العام لكننا نرى سلات مهملات وطفايات سجائر تحت الشجر لان حكوماتهم علمتهم الثقافة ومدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم أيضا.
إذا نحن بحاجة الى إعادة ثقافة التوعية والتربية والتعامل مع الحياة والمجتمع نحن بحاجة الى شوارع نظيفة وطفايات سجائر وسلات مهملات .. نحن بحاجة الى أمين عاصمة ورؤساء بلديات يطلقون مبادرات التوعية وتقديم خدمات للمواطن نحن بحاجة الى إزالة المطبات العشوائية في الطرقات والى إغلاق الحفر في شوارع المملكة.
هذا غيض من فيض .. من اين نبدأ … الكرة في مرمى الحكومة والشعب.
أقرأ التالي
منذ 4 أسابيع
عاجل / خريسات يكتب : نتنياهو يرمي الكرة في الملعب العربي
2024-02-15
عاجل.. ضيغم خريسات يكتب قراءات في المشهد الأردني
2024-02-09
ضيغم خريسات يكتب : كل عام وسيدنا الهاشمي بخير
زر الذهاب إلى الأعلى