خبر عاجلزاوية المؤسس

تضحيات ملكٌ وشعب

 بقلم : ضيغم خريسات –  إن الظروف السياسيّة التي فرضتها السياسة الأمريكية في المنطقة بزعامة ترامب المُتهوّر خلطت أوراق المنطقة من خلال دعمه المتواصل لـ(اسرائيل) وعنجهيّة نتنياهو وحكومته من أجل تمزيق التّحالفات العربية والإسلاميّة فأوراق الضغط التي استخدمها ترامب في المنطقة على دول الخليج من خلال زيادة حجم القوى بين إيران ودول الخليج العربي .

جعلت لترامب وأمريكا نفوذاً عسكريّاً وسياسيّاً وإقتصاديّاً في المنطقة  مما أدّى بالتالي إلى حصد الثروات العربيّة والاموال الطائلة إلى ترامب بحجّة حماية مصالح تلك الدول في الوقت الذي خضعت فيه الإدارة السياسيّة العربيّة وأسندت كلّ أموالها إلى أمريكا ليدفع الشعب العربي الثّمن ولتفرض أمريكا حسن خطة ترامب (صفقة القرن المشؤومة) برعاية عربيّة..

هذه الملامح والمؤمرات بالطّبع جعلت من الاردن في المنطقة دولة قويّة مُتماسكة بِفضلِ سياسة وحنكة الملك عبدالله الثاني الذي تحمّل ومعه الشعب الأردني كلّ أنواع الضغوطات بداية من الحرب الدائرة في سوريا وانتهاء بالحرب الإقتصاديّة ووقف المساعدات المالية عن الأردن ممّا زاد من عزيمة الملك وجعلته يتربّع في قلوب العرب والمسلمين والشرفاء في العالم.

الملك الذي رفض كل المليارات والأموال مقابل التنازل عن الوصاية الهاشميّة على القدس ورفض كل أنواع التوطين والوطن البديل من اجلِ دعم القضيّة الفلسطينية والشعب الفلسطيني فكان يستمدّ قوّته من الشارع الأردني والفلسطيني الذي رفض رفضاً قاطعاً ثروات ترامب وإسرائيل لأن القدس قضيّة كل العرب والمسلمين في العالم والمُقدّسات أيضاً هي قضيّة لن تقبلها كل الشعوب التي آمنت بالسلام والأمان. مئات المليارات التي عُرضت على الاردن لن تكفيه عشرة سنوات فماذا بعد … فالقضية الفلسطينية إذاً ليست قضية أموال أو مساعدات لأنها عند الهاشميين قضية حياة أو موت كما هي قضيّة كل عربي ومسلم في العالم أجمع.

صفقة القرن سقطت اليوم ولن يقوم لها قائمة .. ولكن من الذين سيسقُطون بعد هذه الصفقة الفاشلة السّقوط أولاً لزعيم أمريكا ترامب المُتهوّر وثانياً لإسرائيل ونتنياهو ولكلّ دولة تآمرت على الشعب الفلسطيني وسيسقُط كل الزعماء الذين وافقوا ترامب وخضعوا لإملاءاته الفاشلة.

سيفشل ترامب وتفشل إسرائيل وستتوقّف الحرب باليمن وسوريا والخلافات المزروعة في كل قُطر عربيّ .. وستعود تركيا دولة عظمى رغم أنف أمريكا بقيادة أردوغان الداعم الأساسي لموقف جلالة الملك منذ البداية بأن الوصاية على القدس لن تكون إلا للهاشميين. لقد ضحّى جلالة الملك بكل ما يُمكن أن يتحمّل رافضاً كل أنواع الإغراءات تدعمه مسيرة شعب ووطن شعب آمن بأن آل البيت حملوا رسالة العزّ والكرامة والوحدة “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت” صدق الله العظيم. إن الله لينصر الشعب الفلسطيني المناضل وسيبقى الأردن بقيادة ملك امتلك الشّجاعة والجرأة والرّجولة للوقوف ضدّ سياسات ترامب وإسرائيل وصفقة الذّل وسيذكّر التاريخ مُستقبلاً للأجيال القادمة أن القدس خط أحمر وإن أرض فلسطين عربية لن تزول وعاصمتها القدس .. “قَالوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ” صدق الله العظيم.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock