مدونة الأردن

الملك الراحل .. الحسين بن طلال الأب الحاني والباني والإنسان

الحياة نيوز – خاص – نظام الحكم في المملكة الأردنيّة الهاشميّة المملكة الأردنيّة الهاشميّة إحدى دول الشرق الأوسط وتحدها من الشمال سوريا، ومن الغرب فلسطين، ومن الشرق العراق، ومن الشرق والجنوب السعوديّة، وتطل فيها مدينة العقبة على البحر الأحمر وهو المنفذ البحري الوحيد للمملكة. يعد نظام الحكم فيها ملكياً وراثياً دستورياً، فالملك هو رأس الحكم ويتقلّد منصب رئيس القوات المسلحة وحامي الدستور، ويفصل بين السلطات التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة بحيث لا تتداخل مهام إحداها مع الأخرى. حكم الأردن وتوالى على حكم الأردن منذ تأسيسها عدة ملوكٍ حيث انتقل الحكم فيما بينهم بالوراثة، ومنهم الملك الراحل الحسين رحمه الله وقد حظي بشهرة واسعة. نظراً لاستلامه الحكم بعد والده طلال بعمرٍ صغيرٍ، فلم يتجاوز الثامنة عشر لذلك تم وضع الحكم تحت الوصاية حتى أتم الحسين الثامنة عشر من عمره. الملك الراحل الحسين بن طلال لقد لقّب الملك الحسين بن طلال رحمه الله بالملك الباني؛ لأنه استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة رغم جميع العقبات والمنغصات مثل الظروف الصعبة المحيطة بها وقيود المعاهدة البريطانيّة ووجود القيادة الأجنبيّة للبلاد، ولكن على الرغم من ذلك استطاع العبور بثبات وهدوء حتى استطاع أن يضعها على خارطة العالم كدولةٍ مهمة وذات سيادة قويّة.

صفاته صفات الملك الحسين لقد كان الملك الراحل الحسين بن طلال يتمتّع برؤيّةٍ مستقبليّةٍ، وقدرة على تقدير الأمور ومعرفة ما يترتّب عليها، وهذا أدى إلى نجاح الأردن وبنائه وقيادته نحو الاستقرار، واستطاع أن ينجح في بناء الاقتصاد الوطني على الرغم من عدم توفر الإمكانيات، كما أنه كان يتصف بالشجاعة حيث استهل أعماله عند استلامه لسدّة الحكم بتعريب الجيش وتسليم القيادة للضباط الأردنيين.

علاقات صداقة وكان يتصف رحمه الله بالديناميكيّة والتأثير في الآخرين، مما جعله يستطيع بناء علاقات صداقة قويّة مع جميع دول العالم، والجميع يحترمه ويحترم رأيه في جميع الميادين، وكان يشارك في المؤتمرات الداخليّة والخارجيّة ويتحدّث بكل جرأة ولباقة عن القضايا التي تشغل الأمة مثل القضيّة الفلسطينيّة، والسعي نحو تحقيق السلام في المنطقة. كما كان عطوفاً ورحيماً ومتواضعاً مع أبناء شعبه لا يصد أحداً ولا يتوانى عن تقديم المساعدة لهم.

إنجازات إنجازات الملك الحسين بن طلال لقد استطاع الملك الحسين رحمه الله القفز بالأردن قفزة تطوّرية هائلةً، فقد بنى قاعدةً اقتصادية قوية، واستطاع تطوير الصناعات الرئيسية مثل الإسمنت والفوسفات، وبنى شبكةً من الطرق تغطي جميع أجزاء المملكة، وأصبحت الكهرباء والمياه متوفرةً لنسبة 99% من السكان. واستطاع النهوض بالتعليم والصحة فزاد عدد المتعلمين، كما انخفضت نسبة الوفيات، وخاصةً بين الأطفال كما أظهرت إحصائيات اليونسيف.

الانجازات السياسية الداخلية في عهد الملك الحسين حقق الأردن في عهد الملك الحسين بن طلال إنجازات كبيرة على المستوى الداخلي فقد نذر حياته لخدمة وطنه وأمته وقد عبر الملك الحسين عن نهج سياسته الداخلية في الخطاب الذي وجهه للشعب الأردني عند تسلمه عرش المملكة بقوله : (( إن العرش الذي أنتهى إلينا ليستمد قوته بعد الله من محبة الشعب وثقته وإنني سأنمي هذه المحبة وهذه الثقة بخدمة الأمة ورعاية مصالحها فأخذت على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم والعمل والتضحية في سيل إعزاز وطننا الذي له نحيا وفي سبيله نموت )) .

أهم الانجازات السياسية الداخلية للملك الراحل ؟ تعزيز النهج الديمقراطي : سعى الملك الحسين بن طلال منذ مطلع عهده إلى تعزيز النهج الديمقراطي ، وتفعيل الحريات السياسية ، فظهرت الأحزاب السياسية باتجاهاتها الفكرية كافة على الساحة الأردنية وتأسست النقابات العمالية والمهنية ونشطت الصحافة في البلاد الأمر الذي زاد من الوعي السياسي ورسخ الشعور القومي ، والانتماء الوطني عند الأردنيين .

تعريب قيادة الجيش : استكمالا لتحقيق السيادة الوطنية الأردنية أتخذ الملك الحسين بن طلال قراره التاريخي في الأول من آذار عام 1956م بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني ، والاستغناء عن خدمات جون كلوب قائد الجيش والضباط الانجليز وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957م .

التعديلات الدستورية : أجريت تعديلات عدة على الدستور في عهد الملك الحسين بما يتناسب مع التطورات السياسية الداخلية ، وبالرغم من التحديات التي واجهت الأردن والمتمثلة بالصراع مع إسرائيل وما ترتب عليها من تعطل المؤسسات الدستورية إلا أن الأردن استطاع العودة إلى الحياة النيابية في عام 1984م وتفعيل الحياة السياسية والحزبية عن طريق انتخابات عام 1989م والميثاق الوطني عام 1991م وقانون الأحزاب عام 1992م .

العلاقات الأردنية الخارجية : شكلت القضية الفلسطينية المحور الأساس للسياسة الخارجية الأردنية إذ حرص الملك الحسين بن طلال على دعمها لافي المحافل الدولية كافة ، وتأكيد التلاحم المصيري بن الشعبين الأردني والفلسطيني وتوثيق العلاقات الأردن السياسية مع الدول العربية وقد واصل الملك الحسين بن طلال مسيرة الهاشميين في تقديم الرعاية والحماية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس عن طريق متابعة إعمارها وصيانتها والوقوف ضد مخططات تهويدها .

التوازن العربي أسهم الأردن في تحقيق التوازن العربي وحل الخلافات العربية وظهر ذلك في أمور عديدة ، منها :- عقد مؤتمر القمة العربية ( قمة الوفاق والاتفاق ) في عمان عام 1987م .واحتضان المصالحة بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي واتحادهما في دولة واحدة عام 1990م. ومساهمة في حل النزاع العراقي الكويتي عام 1990م ضمن البيت العربي .

نجح الأردن في إقامة علاقات دبلوماسية واسعة ومتطورة مع مختلف دول العالم وقد أسهم الملك الحسين بن طلال في توضيح المواقف العربية على الساحة الدولية ، وخاصة الصراع العربي الاسرائيلي . شارك الأردن في المؤتمر الدولي للسلام في جنيف بسويسرا عام 1973م الذي نتج عنه فض النزاع بين مصر وسوريا من جهة واسرائيل من جهة أخرى ، ونجحت السياسة الخارجية الأردنية التنسيق مع الدول العربية والأجنبية في اتحاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارها رقم ( 337 ) الذي ينص على إدانة إسرائيل وعد الصهيونية صورة من صور التمييز العنصري .

مؤتمر السلام الدولي في عام 1991م شارك الأردن في المؤتمر الدولي للسلام في مدريد بعد أن وافقت الدول العربية المعنية بالصراع العربي الاسرائيلي على المبادرة الأمريكية لإحلال السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط حيث شارك الجانب الفلسطيني ضمن الوفد الأردني الذي ترأسه وزير الخارجية الأردني . . أسهمت السياسة الخارجية الأردنية في إظهار مكانة الأردن على المستوى العالمي بامتلاك مصداقية دولية وإقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من دول العالم ولا أدل على عمق العلاقة الأردنية الدولية من توافد معظم زعماء العالم إلى عمان لحضور تشييع جثمان الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله عام 1999م .

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock