زاوية المؤسس

المدارس الخاصة وتجارة التعليم

 ضيغم خريسات – لم يكن الاردن في يوم من الايام كما هو اليوم فقد كانت مسيرة التعليم التربوي من خلال المدارس الحكومية على مستوى جيد دون كلفة وأعباء مالية على الاهالي لكننا اليوم نقف أمام حيتان تجارة التعليم والمدارس الخاصة التي أصبح أغلبها مدارس تجارية غاياتها تحقيق أرباح خيالية في وقت لا يحصل الكثير من المعلمين فيها على أدنى حقوقهم خصوصا فيما يتعلق بالاجازة الصيفية التي تعمل أغلبية المدارس على إبرام عقود عمل لمدة 9 شهور وبعدها تقوم بإبرام عقود جديدة حتى لا تدفع رواتب المعلم. إستوقفني أن اكتب هذا المقال تلك المدارس التي حصلت على تراخيص من أمانة عمان الكبرى والتعليم الخاص منها يبدأ من مرحلة الروضة الى التوجيهي ويزيد عدد طلابها عن 1500 طالب ولا يوجد موقف للباصات والتي تقف في منتصف الشوارع وتسبب ازمات خانقة .

وعند البحث والتحري نجد ان الشركاء في تلك المدارس منهم موظفي حكومة ومنهم متنفذين كانوا يعملون في سلك الدولة حصلوا على تراخيص بالواسطة وبالتالي يدفع الاهالي ثمن جشع تلك الفئات.

التعليم في كل دول العالم حق لجميع المواطنين والحكومات ملزمة بفتح مدارس وتأمين التعليم على مستوى عالي واليوم أمام الحكومة فرصة كبيرة لإعادة النظر بالتعليم الخاص ودعم التعليم الحكومي من خلال وزارة التربية ضمن خطة إستراتيجية ودراسات للمدن والقرى والأحياء السكنية لفتح مدارس جديدة تستوعب اعداد الطلاب الذين يبحثون عن التعليم لأنه ليس من المعقول أبداً ان يدفع الطالب الابتدائي أكثر من 3 الى 4 الاف دينار سنويا في بعض المدارس وأقلها يكون بحدود الالف دينار دون تأمين مواصلات أو لباس اوكتب اليوم لا بد من إعادة النظر بإنشاء مدارس حكومية على مستوى عالي وفرض رسوم تكون في قدرة المواطن .

التجارة في التعليم أصبحت هدفا لتحقيق أرباح على حساب الطالب ناهيك عن المطاعم والملابس والمأكولات والرحلات التي تحقق منها المدارس الخاصة أرباحا تفوق الخيال.

معالي محمد ذنيبات رغم الاختلاف معه في وجهات نظره الا أنه قام بشن حملة قوية ضد الاستغلال في التعليم وتحامل عليه أصحاب المدارس لأنه كان يبحث عن مصلحة الطالب والمعلم ومستوى التعليم.

فأي مدارس خاصة تلك التي يتواجد فيها طلاب ليدفع اهاليهم ما فوقهم وما تحتهم وبالتالي يأتي الاستاذ في تلك المدرسة لإعطاء الطلاب دروسا خصوصية ثمن الساعة تزيد عن أربعين دينار في بعض المواد وخصوصا لطلاب التوجيهي.

دولة الرئيس وزير التربية السابق كانت لديك رؤية كما اذكر لاعادة النظر ودراسة مشاكل التعليم والمعلم فهل ما زالت تلك الرؤية ام انها ضاعت مع وجودك على كرسي الدوار الرابع.

التعليم والمعلم والمدارس والتنشأة كانت أهداف وطموحات المكلة رانيا التي اطلقت مبادرات لدعم التعليم والمعلم على مستوى المملكة ابتداء من القرية الى المدينة فهل تستفيق تلك المبادرات من سباتها وتُشنّ حملة تطهير واسعة على المدارس الخاصة والتجارة في التعليم وتحديد أسعار ورسوم الطلاب ام سيبقى الحال على ما هو عليه.. والله من وراء القصد.

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock