خبر عاجلزاوية المؤسس

الأردن .. أغنى دولة في العالم!!

 بقلم : ضيغم خريسات – المفاجأة أننا أصبحنا أغنى دولة في العالم ونحن لا ندري ، نعم لأننا نمتلك شباباً قوياً ومُسلّحاً في العلم والكفاءة ولدينا حكومات ووزراء قفزوا حاجز الخمسماية وزير .. خلال عقدين من الزمن .. لأننا نمتلك ثروات طبيعية كثيرة ومن كُثر الغنى والزائد عن الحاجة بعناها .. لأننا لم نحتاج إليها فأصبحت زيادة عن حاجتنا .. نحن أغنى دول العالم لأن الضرائب والرسوم لدينا وصلت أكثر من مدخول الأسر .. اليوم سجّلنا في التاريخ رقم صعب ودخلنا موسوعة الدول الغنية لأن الوزير لدينا يركب سيارة “تيسلا” تعمل على الكهرباء والامين العام أو المدير العام يركب مرسيدس أو لاند كروزر بعكس الدول الفقيرة في أوروبا التي يركب فيها الوزير سيارة هونداي او ميتسوبيشي صغيرة وبعض المسؤولين يُصرف لهم دراجة هوائية عكسنا تماماً..

أيها الشعب الاردني إفتخروا وارفعوا رؤوسكم دوماً بأنكم أردنيون يحلم كل شعوب العالم أن يصبحوا مثلكم.. من في العالم تمتلك الأسرة الواحدة فيه أكثر من عشرة أجهزة موبايل إلا نحن .. من هو الشعب المديون للبنوك إلا نحن .. من هي الدولة الأكثر منّا ديناً للبنك الدولي إلا نحن .. وأخيراً نستبشرُ خيراً بأن دولة الرئيس استطاع أن يأتي لنا من بين أنياب الأسد بـ 1,200 مليار دولار .. قرض مُيسّر ولكن لم يذكُر من الكفيل وهل القرض دُفعة واحدة أم على اربع سنوات وهل هو مشروط بتنفيذ توصيات البنك الدولي أم لا..؟

كلّ هذا ليس مهماً لأننا اغنى دول العالم .. من قال أن لدينا غلاءً معيشياً الحمد لله كلّ السّلع التي نستوردها مُعفاة من الضرائب والرسوم ونسيت الحكومة أنها حملت ورقة السلع الأساسية إلينا كما جاءت من امريكا دون القراءة أو النّظر إليها.

نحن دولة غنية شبابها يبحثون عن جزيرة في بحر علّهم يعملون في صيد الأسماك نحن دولة غنية وقوية فيها بنية تحتية كبيرة استضافت كلّ المهاجرين والأنصار وشبابها يبحث عن الهجرة أو عن وطن …. آخر … نحن دولة فيها كلّ يوم قانون وتشريع وحرية .. نحن أغنى الدول لأننا كلّ يوم نأتي بوزير أو وزيرة وإذا لزم الأمر نُعيد تكليفها دون صدور إرادة.

أي وطن وأي دولة أغنى منّا أخبروني .. أو أنني سأضطر آسفاً أن أبحث عن دولة أغنى منا مالاً وكفاءات. إحمدوا الله عزّت قدرته أننا نأكل خبزاً مدعوم ونشكر حكوماتنا ومؤسسات دولتنا لم يبقى شيء للبيع إلا نحن فهل نشتري عزّتنا وكرامتنا ونُغيّر نهج حياتنا ولا نغتالُ بعضنا .. لأننا اليوم نعيش في أغنى دول العالم فقراً وجوعاً ودين .. ومرسى لا تقف فيه سفينتنا قبل أن ندفع..

وطن يحمل فيه الطفل ابتسامته ودمعته في المضجع .. نهجنا في التابوت قد حملناه ولم يدفن ولن يسمع..!! نحن أغنى الدول لأننا صنعنا الصاروخ والمدفع!! نحن نبني الميناء ربّما يوماً قد نشتري البحر دون أن ندفع.. لذلك .. نحن نحن نحن!!!

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock