أبو حمور : أحداث الرّبيع العربي كان لها تأثيراً سلبيّاً على فكرِ بعضٍ من فئة الشباب

قلّة الإمكانيّات والدعم لا تعني الترّاجع إلى الخلف

*مشاركة فئة الإناث نسبتها عالية جدا في المُلتقيات الشّبابيّة

*أقول لفئة من الشباب الشّغل “مش عيب” أبداً”

* هناك عودة حقيقيّة وقويّة للشباب إلى الملتقيات الشّبابيّة

الحياة – حاورها محمد بدوي –

في لقاء مع رئيسة ملتقى “إنهض” ملتقى رؤى المستقبل رندة ابو حمور الحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال وشهادة الماجستير في الموارد البشرية من جامعة البلقاء التطبيقية وتعمل حالياً على التحضير قريباً لإتمام الحصول على شهادة الدكتوراه . تحدّثت من خلالها حول أهداف الملتقى . ونسب إقبال ومشاركات فئة الشباب في المُلتقيات الشبابية وأهداف الملتقيات.

تالياً نصّ اللقاء :-

*لماذا تم تأسيس مُلتقى “إنهض”؟

– لقد نشأت الفكرة “فكرة المُلتقى” بعد أحداث الربيع العربي في دول مجاورة لنا والذي أعتقد ومن وجهة نظري أنّه كان لها تأثيراً سلبيّاً على فكر بعض من فئة الشباب ، فكان لا بدّ من الإهتمام بمُخاطبة فكر الشباب واحتضاضنهم خوفاً من ايّة تاثيرات سلبيّة على خطابهم وتحديدا من الخطاب المُتشدّد ولقد أجرينا حوارات عدّة عبر وسائل التواصل الإجتماعي مع الشباب وطلاّب وخريجي جامعات ومُثقفين ومهتمين بالشأن المحلي وتطوير الفكر الشبابي للخروج بملتقى يُحاكي ويُخاطب هموم الشباب عربيا ومحليا.

*متى تم تأسيس هذا الملتقى وما هي أهدافه؟

– لقد ظهر ملتقى “إنهض” في 20-6-2016 رسميّاً وكان يندرج تحت مظلّة وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية ، أما أهدافه فلقد حاكى “إنهض” واقع المجتمع والحكوكمة الرشيدة والعدالة المجتعمية والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والإتصال الإستراتيجي وتدفّق المعلومات “السوشيال ميديا” والمشاركة المدنية والتمكين الديمقراطي والمشاركة السياسية.

وبدأ الملتقى منذ بداياته بأنشطة عدّة .. النشاط الأول .. حينما كانت هناك إنتخابات نيابية فكان أوّل نشاط للملتقى هو مراقبة الإنتخابات .

كذلك كان لنا جلسة حوارية مع د.نزيه عمارين وفي نفس العام كان لنا أيضاً وقفة تضامنية مع ضحايا حوادث السير لطلاب جامعة البلقاء وكان لنا جلسة حوارية مع المعنيين والمختصين بالحوادث المرورية ، وكان لنا عام 2017 جلسة حوارية ونشاط جديد مع الوزير الاسبق م.سمير حباشنة عن دور الشباب في المجتمع ، كما كان لنا زيارة إلى قلعة الكرك بعد أحداث الكرك المؤلمة .

بعدها كان لنا إجتماع للهيئة الإدارية والهيئة العامة حول نشاطات الملتقى وتحديد مسارات تلك النشاطات بما يتناسب مع ملتقى إنهض وأهدافه لتُحاكي تلك الأهداف النبيلة السامية والتي تحدّثنا عنها آنفا.

وأطلقنا مبادرة حارتنا بهمّتنا أجمل “علبة ألوان” والتي من اهدافها أولا التطوّع والوقوف على مشاكل الحارات من ناحية خدماتية ومباني قديمة والمشاكل الأخرى بصفة عامة التي تتعرّض لها تلك الحارات كذلك إلى دمج الشباب بقضايا أماكن سكناهم وحاراتهم التي يقطنون بها ولا أنسى هنا أيضا الإهتمام  بالمدارس القريبة منهم . أضافة للقيام بأيام طبية مجانية ومساعدة الفقراء وهذا البرنامج يؤكد على تجسيد هدف العدالة المجتمعية .

برنامج إنهض 3 كانت إنطلاقة منصة الحوار الوطني لوضع الإستراتيجيات الوطنية لدور الشباب والمرأة في المجتمع الأردني وكانت هذه المنصّة صحوة شباب في 22 يناير 2019 بلقا مع وزير الشباب د.محمد أبو رمان ومجموعة من الشباب المبادرين المُثقفين ، والآن هناك تحضير للقاء كلّ من وزير العمل ووزير التعليم العالي أضافة للعين د.رابحة الدباس رئيسة لجنة الشباب في مجلس الأعيان والنائب محمد هديب رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب وسيتم تحديد الموعد لاحقا للوقوف على اهم القضايا التي تعنى بالشباب وأهمها قضية توظيف وتشغيل الشباب وفرص العمل المتاحة بسوق العمل الأردني . هذه المنصّة تحاكي أهداف الملتقى من الحكومة الرشيدة والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والإتصال الإستراتيجي وتدفّق المعلومات باختصار ستتطرّق لكافة القضايا على مستوى الوطن.

*بصراحة كيف تنظرين إلى إهتمام فئة الشباب ذكوراً وإناثاً بموضوع الأهتمام بموضوع الإنضمام للملتقيات الشّبابيّة ؟

– بصراحة منذ عام 2016 وحتى الآن الأمور مُتقلّبة وغير ثابتة ، فهناك طاقة شبابية عالية جدا وهناك ثقافة ومعرفة بواقع آلية وعمل المُلتقيات ، لكن احياناً تَجد من يُعيق الطريق أمامك ونقل المعلومات الغير حقيقية والسلبية عن المُلتقيات الشبابية ؟. في بداية الأمر تجدُ أنّ هناك شباباً وتحديدا النّخب والمُثقّفين يهتمّون بالإنضمام للمُلتقيات الشبابية ولكنّك أحياناً توجه ضعاف نفوس أو المُشكًكين في أيّ نجاح أو تطوّر قد يُؤثرون ويعيقون عليك الإنجاز والتطوير . ولكنّ بفضل الله ترى أن هناك عودة حقيقية وقويّة للشباب إلى الملتقيات الشبابية وبرغبتهم بعد معرفتهم الحقيقة والواقع لأهداف الملتقيات النقيّة والحقيقيّة.

*بصراحة أيضاً .. هل قلّة الإمكانيات وقلّة دعم الملُتقيات تحول دون الوصول إلى فئة الشباب ودون وصول الملتقيات الشبابية إلى أهدافها؟

– لا أبداً .. وملتقى “إنهض” خير مثال على ذلك .. لأن الإصرار على النجاح هو عنوان رئيسي أمامنا منذ اللحظة الاولى لإنطلاق الملتقى ومسيرته  وبأقل الإمكانيات وقدّمنا أنشطة عديدة في محافظة البلقاء وسنعمل على الإنطلاق أكثر رغم قلّة الإمكانيات لأن التحدي والإنجاز والعمل هو عنوان لملتقى “إنهض” وسنصل إلى ما نريد بإذن الله من تحقيق لأهداف تأسيس الملتقى.

*هل تفكّرون في الوصول إلى كافة محافظات المملكة؟

– طبعا بكلّ تأكيد . فنجاحنا في محافظة البلقاء وفي عدّة برامج من خلال الأنشطة التي قمنا بتقديمها يدفعنا دائماً إلى الوصول إلى فئة الشباب في كافة محافظات المملكة وفي حال أن رأينا ولمسنا تأثيرات تلك الأنشطة إيجاباً على فئة الشباب سنعمل بكلّ تأكيد لتعميمها في كافة محافظات البلاد.

*أيّهما أكثر إقبالاً على ملتقى “إنهض” فئة الإناث أم فئة الشباب؟

– فئة الإناث نسبتها عالية جدا . رغم وجود عدد كبير أيضاً من فئة الشباب ولهم حضورهم ووجودهم أيضاً. بالمناسبة جميعهم من فئة الإناث والشباب هم من المُتعلّمين والمُثقفين من خريجي الجامعات يعملون بطريقة رياديّة وعلمية ومهنيّة في ملتقى “إنهض”.

*لو كان لديك رسالة لفئة الشباب .. كونك رئيسة ملتقى “إنهض”؟

– الرسالة هي الإيمان بما تهدف إليه ، أؤمن دائما بهدفك إيماناً قاطعاً . وأن تكون كافة الملتقيات مُكمّلة لبعضها البعض من خلال شراكات وإستراتيجيات واضحة وعلمية دقيقة. فأنا أبكي حقيقة حينما أرى شبابا لا يُغيّر نفسه ولا يعمل أبكي حينما أرى شباباً يُخرّب ويُكسّر في إحتجاجات هنا وهناك وأبكي حينما أرى فئة من الشباب لا تعمل على التطوير والنجاح والإستسلام أمام ظروف صعبة وقاهرة يواجهونها. وأقول لهم إنهضوا بأنفسكم وأصلحوا ما تستطيعون إصلاحه بمعنى اوضح “بادر” وانجز واعمل. والشّغل “مش عيب” أبداً”.

*كلمة أخيرة؟

– اقول أنّ هدف الملتقى سيستمرّ بكلّ قوّة وأتمنى أن نصل إلى المجتمع المحلي أينما كان وأينما تواجد . وإن مسيرة الملتقى ثابتة وقويّة.