خبر عاجلزاوية المؤسس

عندما تغيب الرّجال في وقت الشّدّة

بقلم : ضيغم خريسات

حالة من الصّمت والتّرقّب أصابت رجالات السياسة والمسؤولين السابقين في ظل الظروف التي تمرّ بها المنطقة بشكلٍ عام والأردن بشكلٍ خاص وهذا وإن دل على شيء فإنه يدلّ على أمرين الأول الضعف السياسي وعدم القدرة على المواجهة والخوف من الشارع والثاني بإنتظار العودة إلى الواجهة السياسية وكلاهما مصيبة.
فالأردن اليوم يواجه ظروفاً صعبة وتحديات ومؤامرات وضغوطات يتلقاها الملك لوحده بصدر رحب فالموضوع الإقتصادي أصبح معاناة والحكومة لن تستطيع في يوم وليلة أن تغوص في أعماق البحار لرفع سفينة ثقيلة ومُهترئة ويكسر أبوابها من يجلسون فيها لكي تبقى غريقة لا ترتفع إلى الشاطئ أو تعلو موج البحر نراهن هنا كأردنيين على المساعدات العربية التي أصبحت تأتينا عبر حنفيّة مغلقة بالتنقيط المُمل وكم كان الأردنيون قد راهنوا على زيارة ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ظنّاً منهم أنه يحمل بطائرته مليارات الدولارات لدعم الخزينة الأردنية والشعب الأردني الذي كان الاساس مع جيشه في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أكثر من نصف قرن .
فلاذت الاحلام بالفرار ولم يتوقع أبناء الوطن أنّ إعصار ميامي وأثيوبيا ودول أخرى أن تكون أكثر إهتماماً ودعماً من الأردن.
بالطّبع الأردنيون يعرفون تماماً حجم الضغوطات التي تُمارس على هذا الوطن ومليكه فإما الوصاية الهاشمية على المُقدسات وبيع القضية مُقابل الفقر والجوع أو التنازل عنهما مُقابل مليارات وحياة ورفاهية وقد اختار الملك القدس والمُقدسات مُقابل الفقر والجوع وفي الوقت نفسه يتعرّض الملك لأبشع أنواع المؤامرات من الخارج والداخل وصمت رجالات ومسؤولين عن الحديث لبيان الواقع الحقيقي والأزمة التي تمر بهذا الوطن فتارةً يتحاملون على الملك وتارةً على الملكة وكلام من هنا وهناك لإستغلال الفقر والجوع الذي يتحمّله الأردنيون وكأنّ الملكة تمتلك مليارات ثمن فساتين أو غيرها وأنّ الملك أثرى رجال الأرض .. أليس عيب كلّ هذا علينا أن نستمع لحملات التشكيك والتأويل عبر صفحات التواصل ولو كان كما يدّعون لدخل الأردن مليارات الدولارات  مُقابل الوقوف مع الظلم ضدّ الحق ومع دول على حساب دول اخرى ورجال السياسة السابقين النائمين في سبات واليوم نُراهن على زيارة ولي عهد السعودية الشقيقة محمد بن سلمان الذي سيأتي إلى الأردن «معزّب» وليس ضيفا غريب.
الشعب الأردني متفائل بهذه الزيارة التي سيكون لها أبعاد سياسية وإقتصادية مُتميّزة .. فهل كما يُشاع أن تحمل طائرته المليارات لإنقاذ الوضع الإقتصادي ودعم الأردن حكومةً وشعباً من أجل النهوض كون الأردن هو العمق الإستراتيجي وشريك سياسي وإقتصادي للشقيقة السعودية وبوابة أمن وأمان على الحدود فهل يصحو المسؤولين من رجالات الدولة السابقين للحديث والدفاع ودعم مسيرة القيادة الأردنية في الحفاظ على التماسك والنّسيج العربي أم أنهم سيبقون في سباتهم …..!!!!

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock