تحقيقات صحفية ومقابلاتشايفينكم (رصد الحياة)محليات

بالصور : شارع “الجوعانين” في المدينة المُنوّرة يتحوّل إلى شارع المنكسرين ومحلات مُغلقة وتحت التصفية

محلّأت ومطاعم أصبحت خاوية على عروشها

* خسرت المُنافسة مع محلات اخرى تبيع نفس نوع الطعام اوالسلعة

* إحصائيات تًظهر أنّ 65% من الأردنيين يرون بأن الوضع الاقتصادي ضعيف

* تضاعف إيجار المحلات وتشابُه بضائعها ساهم بإغلاق بعضها

*إرتفاع أسعار فواتير المياه والكهرباء وسوء الأوضاع الإقتصادية أدى للإستغناء عن أيدي عاملة

الحياة – خريس القماز – الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاردن في الآونة الاخيرة انعكست على العديد من التجار وأصحاب المحلات التجارية بمختلف نشاطاتهم فالأماكن التي كانت تعج بالزبائن أصبحت خاوية على عروشها ولا يدخلها الا القليل والمثال على ذلك شارع المدينة المنورة في العاصمة عمان وخاصة شارع “الجيعانين” الذي كان يعتبر من اكثر المناطق والشوارع إزدحاما فلم يعد كما كان في السابق بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطن وأولوياته التي اختلفت عما مضى فلم تعد كالسابق فالتاجر الذي كان يبيع بالاف الدنانير اغلق محله بسبب غلاء الايجارات من جهة وضعف الاقبال على البضائع والمنتجات فالرسوم والضرائب مرتفعة، وكلف التشغيل من كهرباء وإيجارات محال ورواتب موظفين ايضاً مرتفعة ، والمنافسة اعلى من ذلك بكثير كل ذلك  أدى إلى خسائر كبيرة اضطرت للعديد عرض محله للبيع.

العديد من محللي الاقتصاد يحملون الحكومات  مسؤولية ما يحدث في السوق جراء رفع التكاليف على التجّار والمستثمرين عبر فرض مزيد من الضرائب والرسوم، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المحال التجارية وبيعها والهروب من البلد مخافة دخول السجن.

فالعديد من الشركات أغلقت أبوابها خلال العام الحالي، ومنها شركات كبرى تشغل المئات من الأيدي العاملة، ومنها شركات صغيرة دفعتها الظروف الاقتصادية للهجرة إلى مصر وتركيا ومناطق أخرى.

وحذر الكثير منهم بأن يشهد الأردن حالة ركود وكساد كبيرين، وطالب المحللين الاقتصاديين الحكومة تغيير النهج الاقتصادي، وتشجيع الطلب عبر تخفيض الضرائب وتكاليف المعيشية، وضبط النفقات الحكومية.

إغلاق محلّات

“الحياة “استمرت في الكشف عن أسباب إغلاق  المحلات التجارية في عدد من الاماكن في العاصمة عمان وبثّت شكوى التجار في المناطق المختلفة وشوارع عمان التي يعاني معظم التجار فيها من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي دعت العديد منهم الى تصفية محلاتهم وعرض مقتنياتها للبيع واغلاقها ، تجولنا في شارع المدينة المنورة وتحديداً في الشارع الذي يعرف بشارع المطاعم او شارع  “الجيعانين ” والذي اطلق عليه هذا المسمى لكثرة المطاعم فيه بالاضافة لتواجد الجوعى فيه  وقمنا بأستطلاع آراء التجار واصحاب المحلات عن أسباب إغلاق بعض المحلات في هذا الشارع.

صاحب محل “سوبر ماركت”

صاحب محل سوبر ماركت قال  لـ”الحياة ” :- إن الأوضاع الإقتصادية الصعبة والتي اقيسها على عدد المحلات المغلقة في شارع المدينة المنورة والتي تفرغ من مستأجريها واحد تلو الاخروالتي وصل عددها الى اكثر من 13 محل في مسافة قصيرة لا تتعدى  500متر . واضاف :- إن ضعف الحركة التجارية والأوضاع الإقتصادية الصعبة ساهمت بأن يتعاقب على المحل التجاري اكثر من تاجر والجميع يغلق محلّه بعد أشهر ولا يتجاوز العام الواحد.

صاحب محل قهوة في الشارع ذاته قال :- نعي إن الأوضاع الإقتصادية صعبة والسيولة المالية غير موجودة لدى معظم المواطنين فالأموال التي تصرف على هذه المحال غير واضحة تماما بسبب عدة أمور ومنها المنافسة الشديدة والنقود غير موجودة ولا يمتلكها  المواطن  بسبب الحالة المعيشة التي يمرون بها. وأضاف :- إن وجود أكثر من محال يبيع ذات السلعة  كـ” الشاورما ” مثلاً يًضعف فرص نجاح بعض المحلات فالمنافسة الشديدة تضعف الحركة على هذه المحلات التي لا تكاد تعمل.

صاحب مطعم في شارع المدينة المنورة  قال :- يسمى هذا الشارع بشارع الجوعى “الجيعانين” ولا بد أن نعي تماما بأنّ غلاء الإيجارات ساهم بشكل كبير في إغلاق المحلات في هذا الشارع الذي كان يعتبر حيوي ومن اكثر الشوارع الذي كان يعُجّ بالناس.

 وأكد  إنّ الشارع تحول من شارع “الجوعانين ” إلى شارع المُنكسرين أو شارع “المُغلقين” وذلك بسبب كثرة المحلات ما ساهم حقيقة إلى ضعف الحركة التجارية وإرتفاع الإيجارات ناهيك بأنّ الأوضاع الاقتصادية صعبة جدا والحالة المعيشية متدهور للمواطنين.

صاحب محل حلويات قال :- إنّ السياسات الإقتصادية التي يتمّ إنتهاجها من قبل الحكومة ومنها رفع الفواتير المختلفة سواء كانت مياه أو كهرباء أسهمت بشكل كبير في تصفية العديد من المحلات التجارية الموجودة في هذا الشارع البسيط .وبين :- إنّ الضرائب الجديدة التي فرضتها الحكومة مؤخراً ساهمت بشكل كبير بضعف الحركة التجارية وزادت من صعوبة الأوضاع الإقتصادية في الأردن وأزمتها بشكل أكبر من المتوقع  .

صاحب مطعم قال :- إنّ تضاعف إيجار المحلات في هذا الشارع والذي كان يعتبر من أكثر الشوارع ازدحاماً في العاصمة عمان اسهم في اغلاق العديد من المحلات هنا فأعدادها تزداد يوماً بعد أخر للأسف الشديد. واضاف :- إن هذا التضاعف في إيجارالمحلات واسعار الفواتير وتحديدا الكهرباء والمياه ادى الى استغناء وتخلي العديد من المحلات عن الأيدي العاملة التي كانت تعمل بها في البداية ومن ثم الإستغناء عن بعضها بعد تصفية المحل شيئاً فشيئاً. وبين بأنّ الضرائب  والرسوم والتراخيص التي تضاعفت والمفروضة من قبل الحكومة ساهمت بشكل كبير في تزعزع كيان أغلب هذه المحلات وادى الى انهيار معظمها شيئاً فشيئاً للاسف الشديد فالذي ينظر الى شارع المدينة المنورة قبل  عدة سنوات لايراه  كيف اصبح بعد الضائقة الاقتصادية التي تعصف بمعظم المحلات الموجودة  في هذا الشارع .

صاحب محل بقالة صغير قال :- إنّ عدم قدرتي على توظيف عامل بمبلغ 300 دينار ليرعى المحل اثر علي فلا استطيع الخروج من  لقضاء اي حاجة الا بعد اغلاقه وفي حالة مجيء اي مشتري يرى بأن المحل مغلق فيترك ويذهب الى مكان آخر وهذا الامر يؤثر على المحلات الصغيرة.

واكد :- إنّ الاوضاع الاقتصادية الصعبة اسهمت بشكل كبير في اغلاق المحلات المجاورة والقسم الاخر هو تحت تهديد التصفية والاغلاق بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن والذي تحولت اهتمامته واصبح يبحث عن الاساسيات.

 واختتم قائلاً :- ان هناك احصائيات ظهرت ان 65 % من الاردنيين بأن الوضع الاقتصادي ضعيف وغير قابل للتحسن على المدى القصير ،فنحن نتمنى ان يتحسن الوضع وان يعود الإزدهار لهذا الشارع والذي يعتبر من اكثر الشوارع حيوية ويعج بالمواطنين.

إجماع

العديد من قابلتهم “الحياة” سواء كانوا  تجار أو أصحاب مطاعم أو محلات تجارية أجمعوا على أنّ الوضع الإقتصادي الصعب والذي يعصف بالمنطقة بشكل عام والأردن بشكل خاص أثر على القدرة الشرائية للمواطن إضافة إلى القرارات الحكومية بفرض المزيد من الضرائب والرسوم المختلفة وفواتير الماء والكهرباء المرتفعة أثر على أغلب المحلات الموجودة في هذا  الشارع.

عن صحيفة الحياة الأسبوعية

 

تابعنا على نبض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

الرجاء ايقاف مانع الاعلانات لتصفح الموقع

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock